في ظل الأوضاع الصعبة والظروف القاسية التي تمر بها غزة، تأتي جهود المملكة الأردنية الهاشمية كمنارة أمل تسهم في تخفيف العبء عن كاهل أهلنا في القطاع، فقد قامت القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، بتسيير قافلة مساعدات إنسانية جديدة مكونة من 45 شاحنة، محملة بطرود غذائية أساسية، وذلك عشية عيد الأضحى المبارك.

تعكس هذه المبادرة دور الأردن كركيزة استقرار وداعم أساسي للإخوة في فلسطين، حيث تبرز رؤية جلالة الملك عبد الله بن الحسين ورؤيته الإنسانية العميقة، فالملك عبد الله لطالما أكد على ضرورة مد يد العون والتكافل مع الشعب الفلسطيني في كافة المناسبات والمحافل الدولية.

تأتي هذه الجهود لتترجم توجيهاته إلى واقع ملموس يسهم في تخفيف معاناة أهلنا في غزة ويقف بجانبهم في محنتهم.

لم تقتصر المساعدات الأردنية على القوافل الغذائية فحسب، بل تعدتها إلى الجوانب الطبية الهامة، فقد تم إنشاء مستشفيات ميدانية في فلسطين، مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية وكوادر متخصصة، لضمان توفير العناية الصحية للمصابين والمرضى.

هذه المستشفيات ليست مجرد مرافق صحية، بل هي رموز تضامن ودعم معنوي للشعب الفلسطيني، حيث تساهم في تقديم العناية الطبية العاجلة والضرورية في أوقات الأزمات.

إن الدور الإنساني الذي تقوم به الأردن يتجلى في الجهود المستمرة لإدخال المساعدات التي ترد من مختلف الدول والمنظمات، حيث بلغ العدد الكلي للشاحنات البرية التي دخلت قطاع غزة حتى اليوم 1970 شاحنة، بالإضافة إلى 53 طائرة عبر العريش.

هذه الأرقام تعكس حجم الالتزام الأردني تجاه القضية الفلسطينية وإصراره على دعم أهل غزة بكل الوسائل الممكنة.

تجسد جهود المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله بن الحسين أسمى معاني الأخوة والتضامن، وتظهر في كل مبادرة ومساعدة تقدم للشعب الفلسطيني، سواء كانت غذائية أو طبية، فهذه الجهود لا ترتبط فقط بتقديم المساعدات، بل تعزز من الروابط العميقة بين الشعبين الشقيقين، وتبث في نفوس أهل غزة الأمل بمستقبل أفضل.

في الختام، نستطيع القول إن المملكة الأردنية الهاشمية تلعب دوراً محورياً وإيجابياً في مساندة الشعب الفلسطيني، وتظل جهودها في مد العون والدعم رمزا للتضامن الإنساني الذي يحتاجه العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى.