بكل العنفوان الملكي الهاشمي المسنود بشرعيات عز نظيرها وقف القائد أمام شعبه وبين يديه في يوم تجديد بيعته امتداداً لخمسة وعشرين عاماً سابقة، وقف رافعاً سيفه احتراماً وتقديراً للأردن والأردنيين، تماماً مثلما يرفع له قادة جيشه السيف رمزاً للشموخ والصمود والشجاعة والقوة والثقة المتبادلة، وتجديداً للعزيمة المشتركة في مسيرة تقدم الأردن وقدرة الأردنيين التي لا تلين على قهر التحديات.
قول فصل لقائد ما خذل يوماً وطنه وشعبه، في عهد منه ( أن يبقى الأردن حراً، عزيزاً، كريماً، آمناً مطمئناً). عهد صادق وغالٍ من وريث الثورة العربية الكبرى الذي ما توانى أن يدفع ملكاً كبيراً ثمناً باهضاً لرفضه الاعتراف بإقامة دولة صهيونية على أرض فلسطين.
كم أنت محظوظ وطننا الأردن، وأنت يا شعبنا العزيز، فقد قيض الله لنا قيادة مصطفاه تحمل شرعيتها بيمينها من تاريخ عريق وأصالة تميزها الخبرات القيادية والسياسية الممتدة والحكمة المتوارثة. قيادة أسست الأردن بخطوة مباركة انتزعت فيها بلدنا من وعد بلفور المشؤوم واطماع الصهاينة، وباشرت بناء مؤسسات الدولة وقيادة الأردنيين في معركة استكمال البناء التي خاض غمارها حتى الآن أربعة ملوك من طراز القادة الكبار.
عاش الأردن ونما وسجل حضوراً عربياً واقليمياً ودولياً ولم تنل منه تحديات كبيرة وكثيرة ليسجل صموداً متميزاً في إقليم غير مستقر وبجوار جيرة نجسه ومحيط عربي واقليمي قلق. ونالت الدولة قسطاً وافراً من الأمن والاستقرار أتاح لها قسطاً يعتد به من النمو والتطور. وعندما تمكنت قوى الاستكبار من النيل من دول الاقليم ظهر الأردن كعلامة فارقة ورقماً صعباً بقيادته المتميزة والفاعلة.
لمن لم يسمعوا بعد من أطياف المعارضة الأردنية المؤقتة منها والعارضة والموسمية والحالمة، ولآلاف الشباب العاطلين عن العمل المقيمين في بيوتنا لا يجدون عملاً. نقول لهؤلاء جميعاً أن هدفنا الأول جميعاً في ظل الظروف الحالية الصعبة والملتبسة هو صمود الأردن أمام التحديات غير المسبوقة في محيط الإقليم الذي ما يزال تحت تأثير عاصفة فوضى الغرب الخلاقة والشرق الأوسط الجديد الذي أودى بدول كبيرة وترك دول الإقليم أمام مخاطر تجعل من مستقبلها رهناً لاستكمال مخططات الاستكبار العالمية المعادية للحرية والعدالة.