يعملون على تفكيك وحدة الساحات
كمال زكارنة
15-06-2024 11:50 AM
اذا تعرض لبنان لعدوان عسكري ،فان العدوان سوف يكون امريكيا اوروبيا باسم اسرائيل،لأن الاخيرة لا تستطيع القيام بأي عمل عسكري على الجبهة الشمالية ،ليس هذا فقط، بل لن تستطيع الاستمرار في عدوانها الاجرامي على قطاع غزة.
آخر الاخبار تفيد بأن جبش الاحتلال ،عاد الى مخازنه ومستودعاته، التي يحتفظ بداخلها بأسلحة قديمه صنعت في الستينيات والسبعينيات ،وخاصة الدبابات والاليات ،مثل الدبابة البريطانية السنتوريوم وغيرها،ويجري لها صيانة شاملة لاستخدامها في عدوانه على قطاع غزة،كل هذا رغم الامدادات الامريكية والاوروبية المستمرة،لكن حجم الخسائر التي يتعرض لها جيش الاحتلال كبير جدا،ولم يعد قادرا ولا مؤهلا لفتح جبهة ثانية بحجم جبهة لبنان،الا اذا تكفلت امريكا واروبا بالغطاء العسكري وملحقانه بالكامل.
ومن اجل تجنب فتح جبهة لبنان ،والتركيز فقط على جبهة غزة،تسعى كل من امريكا واسرائيل ومعهما بعض دول اوروبا والمنطقة،الى تفكيك وحدة الساحات وبعثرة جبهة المقاومة وتشتيتها،باستخدام وسائل سياسية ودبلوماسية ومالية وامنية،في محاولة لاختراق جبهات المقاومة ،وتحييد بعضها واسكاتها،وبدأت تلك الدول بالتركيز على لبنان ،كونها الجبهة الاقرب والاقوى والاكثر تأثيرا وتخسيرا للاحتلال.
تبذل الان امريكا وزمرتها من الدول،جهودا كبيرة جدا ،لاختراق جبهة لبنان،بالتهدبد والوعيد والضغوطات المحتلفة تارة،وبالاغراءات المتعددة تارة اخرى،بهدف اخماد نيران تلك الجبهة،لكن الرد حتى الان يكون بمزيد من القصف والحرائق شمال فلسطين المحتلة ،ما لم تتم تسوية الامور بالكامل على جبهة غزة.
وقد نشرت صحيفة نيوزويك الامريكية، تقريرا يؤكد ان عدد النازحين المستوطنين شمال فلسطين المحتلة، تجاوز المائتي الف نازح ،جميع هؤلاء بلا مأوى ولا عمل ولا استقرار، واكثر من ضعف هذا الرقم غادر الكيان الى غير رجعة.
الاحتلال اليوم في ورطة كبيرة وفي ازمة شديدة،وليس امامه خيارات كثيرة،والطريق الوحيد المفتوحة امامه، الانسحاب ووقف دائم للحرب والاستجابة لشروط المقاومة دون نقاش.
في الامس قرأنا الكثير من الاخبار العاجلة على شاشة فضائية الجزيرة،صادرة عن الجهات الامنية والعسكرية الاسرائيلية ،كلها تفيذ بفشل العدوان الاسرائيلي في تحقيق اهدافه،وهزيمة جيش الاحتلال في الحرب،ووصول الجيش الى طريق مسدود،والى حالة من الاحباط واليأس والنكوص والفشل والانهزام المعنوي والنفسي والميداني.
هذه العواجل تحمل احتمالين ،الاول انها صحيحة ودقيقة مئة بالمئة،وهذا واقع الحال الذي نؤمن به تماما،والاحتمال الثاني ان الاعتراف بهذا الواقع والنتائج والمخرجات علنا ،ربما يشي بوجود خطة تكتيكية اسرائيلية تظهر ضعف جيش الاحتلال، الهدف منها الانقضاض على اهداف محددة في رفح ووسط قطاع غزة.
التنسيق الميداني بين جبهات المقاومة الثلاث، في اليمن والعراق ولبنان ،المساندة لجبهة غزة،وما ينتج عنه من ضربات موجعة ومؤلمة برا وبحرا وجوا،يحقق انتصارات للمقاومة وهزائم وخسائر للاحتلال،وبدأ مستقبل الحرب يتضح اكثر واكثر بأنه لصالح المقاومة ،وان هزيمة الاحتلال اصبحت شبه مؤكدة.
لذلك الجهود الامريكية والاسرائيلية والاوروبية وحلفاءهم، تنصب الان وتتركز بقوة على تشتيت وحدة الساحات وجبهات المقاومة،لانقاذ الاحتلال من هزيمة مذلة.