مزاج شعبي مبتهج
المزاج الشعبي الأردني يعيش حالة من الفخر والاعتزاز الوطني بإحتفاله باليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك مهامه الدستورية ، وما أنجزه خلال ربع قرن من إدارة حصيفة وسياسة متوازنه على المستوى المحلي والدولي والعربي ، حتى غدا الأردن محط أنظار العرب والعالم ، ولا يجد اللاجئون العرب مستقراً لهم الا في الاردن حيث يجدون فيه الأمان والحنان والسلام ، وحاليا يّسطر الأردن بقيادة جلالته موقفاً تاريخياً بوقوفه إلى جانب المظلومية الفلسطينية وأهلنا في غزة .
لا يخلو الأمر من شائبة هنا أو هناك تتعلق بالإدارة العامة ، أو بسياسه وزارة ، أو توجه غير محمود ، لكن الدولة تتقدم إلى الأمام والمتابعة الملكية حاضرة ولا تغيب ، ومشروع النهوض الوطني للأعوام القادمة يسير على ما يرام ، ومازلنا على أمل بإصلاح القطاع العام وتلبية الحاجات وتقديم أنجع للخدمات ومحاربة ظاهرتي الفقر والبطالة بعد توظيف المليون المتعهد به، بالإضافة إلى الظاهرة الجديدة وهي هجرة الشباب التي تزداد وتيرتها باتجاه المكسيك وأمريكا .
مؤتمر الاستجابة الطارئة لغزة
المؤتمر الذي انعقد على ثرى الأردن بمبادرة من الأردن ومصر والأمم المتحدة ، وبمشاركة ما يقرب عن 75 من قادة دول ورؤساء حكومات ووزاء الخارجية ومنظمات أممية وإنسانية ، لمناقشة الكارثة الإنسانية والإبادة الجماعية الجارية في غزة ، هو أقصى ما يستطيع العالم العربي المخدر فعله وقد تحقق نتيجة الجهود الحثيثة التي تبذلها الدبلوماسية الأردنية اليقظة ، وقد نجحت في تسليط الأضواء على مدى خطورة الكارثة التي تدور ومدى الحاجة إلى الإستجابة السريعة لشعب غزة ، وإلى تاكيد ثوابت الحل النهائي لقضية فلسطين ، ونستطيع أن نقول بناء على ما سمعناه أن إسرائيل تخسر على المستوى الدولي بالاضافة إلى ما تخسره على أرض المعركة رغم كل الدعم العسكري الإستخباري الأمريكي.
بلينكن وتخفيف قتل الاطفال
لا أعرف بماذا أصف هذا الصهيوني الأمريكي ، فقد شد إنتباهي التصريح الذي أدلى به وهو أن الإدارة الأمريكية تعمل جاهدة لتخفيف قتل الأطفال في غزة ، وبالمفهوم المخالف أنه مع قتل الأطفال ولكنه يتحفظ على الإفراط في قتلهم ، وكأنه يجيز نسبة معينة نسبه 20% بدلاً من 99% ، ثمانية أشهر من الحرب وهذا الرجل وزير الخارجية الأمريكي يزايد على نتنياهو بالكذب والتحيز لإسرائيل ، فهو لا يتحدث إلا عن السابع من أكتوبر وينكر إختصاص محكمة الجنايات ويهاجم محكمة العدل الدولية ، ويصدر أمره لمندوبته في الأمم المتحدة بالتصويت بالفيتو على إقامة الدولة الفلسطينية التي يتحدث عنها كذباً في مؤتمراته الصحفية ... هذا الأمريكي لا يمثل الشعب الأمريكي الطيب الذي رايناه يتظاهر في الجامعات نصرة لقضية فلسطين .
نعرف أننا وبسبب قبض اليد العربية عن مساعدة الأردن ، فإننا لا نستطيع رفع الصوت عالياً في وجه أمريكا التي تغدق علينا بالطائرات المستعملة وباقي أشكال المساعدات ، ولذلك يتعذر علينا أن نرفض زيارة بلينكن أو رجمه بالبيض والبندورة ، كما هو الحال لو ذهب الى اسبانيا اوايرلندا وهوما يستحقه.