بعد مضي أكثر من ثمانية أشهر على الحرب الإقليمية فى المنطقة تخللها تدخل عسكري دولي وتدخل سياسي إقليمي وأممي وإسقاط اغاثي انساني عالمي وحراك دبلوماسي متصل جاب عواصم الدنيا كلها ومع ذلك كانت النتيجة لا شىء، سوى اشتداد حمى المعارك وتوسع جيوبها كما فشلت كل المساعي أو افشلت على رغم كثرة محاولاتها لوقف إطلاق النار في معركة غزة التي تدور رحاها بين آلة حرب إسرائيلية مدججة باعتى ترسانة أسلحة تمثل دول المركز وبين مقاومة فلسطينية تمتلك ارادة العدالة وروح الصمود، وهي المحصلة التى من المفترض أن تشكل معطى للوقوف حتى يتم الوصول لاستخلاص مفاده يقول ان صانع القرار الذى مازال يدير الحرب لكنه لا يسعى لوقف وقودها وهو ما يجعل من نيران الحرب محدوده عند مستويات معلومة ومحصورة في نطاق متوافق عليه.
فإن صحت بعض القراءات الواردة من ما تم التوافق عليه من ضوابط وموازين تجاه محور فيلادلفيا ومحور رفح فإن اسرلة حدود القطاع تكون قد عمدت بما تم ضمانة عدم تهجير السكان من الضفه مع بقاء كامل حدود الجغرافيا السياسية لفلسطين التاريخية تحت السيادة الاسرائيلية، وهذا ما سيعنى بالمحصلة ان الحرب الدائرة في داخل غزة أو المعارك المحدودة في الضفة سوف تعتبر فى وقت لاحق من منظور ما تم التوافق عليه هو تمرد على السيادة الإسرائيلية الذى يجب قمعه والتعاطي معه بحزم، وهو ما يعتبر بالمحصلة النضال الفلسطيني ضد الاحتلال عمل إرهابي يجب التصدي له ولجيوبه في الجنوب اللبناني.
وعلى الرغم من تعدد زيارات الوزير بلنكن التي وصلت لثمانية مرات، الا ان زيارته فى كل مره حملت أزمة ولم تحمل زاوية انفراج حتى أصبح بنظر متابعين يشكل جزء من الأزمة نتيجة أحاديثه المتناقضة حتى مع جيك سوليفان مستشار الأمن القومي حول ادامه أزمة المنطقة كما يصف ذلك متابعين، وهذا ما جعل من تحركاته يشوبها الكثير من اللغط وتصبح مثار تساؤل عند كثير من السياسيين، سيما وأن القرار الأممي كان واضحا بمحدداته لكنه غائر بتفاصيله وهذا ما جعل الخلاف قائم حول الضمانات التى تضمن ادامة وقف إطلاق النار، وهو حق كان من المفترض أن يكون محط ترحيب وليس محط تندر لتكون هنالك قوات أممية وليس كما هو مطروح قوات عربية وان يتم انسحاب القوات الإسرائيلية من من فيلادلفيا ورفح وانخراط حماس بمنظمة التحرير الفلسطينية!
ومما تقدم نستطيع القول ان الرئيس جو بايدن سيبقي حرب غزة ويديمها كما حرب أوكرانيا فى فترة رئاسته الأولى عله يستكمل في الثانية محور تايوان والدخول لاشغال الصين لإبطاء حركة نموها، وان حرب المنطقه لن تقف حتى تستكمل أهدافها بهضم الكل فى معادلة الاحتواء الإقليمي التى من الواضح أنه يجرى ترسيمها على مراحل انهت مرحلة التطبيع العسكرى في ٧ أكتوبر بعدما كان قد انتهى بالسابق التنسيق الأمني، والكل ينتظر الاعلان عن التطبيع الرسمي على حد تعبير مراقبين، فهل المنطقة مهيأة لإسقاط مضامين معادلة الاحتواء الإقليمي على مجتمعاتها، وهو السؤال الذي سيبقى برسم الإجابة الى ما بعد الانتهاء من حالة الحرب ومناخاتها بكل ما تحوي من إسقاطات؟
فإذا كان هنالك توافق على أرضية عمل واحدة تحدث عنها البعض فى اسبوع البحرين، فإن بيان ما تم الوصول إليه يستدعي إعلانه حتى لا تبقى الأمور الظاهرة مغايرة عن ما يحدث فى الباطن لكي لا يتفاجئ الجميع في نهاية المشهد عند الكشف عن النتائج، والى ذلك الحين ستبقى الحرب مستمر !!!