* هل نستعيد جزءا من ثقافتنا الاصيلة

كان حفل عيد الجلوس الملكي الذي برزت فيه القوات المسلحة الاردنية وأبدعت بحسن تنظيمها وتنوع سلاحها وانضباطية منتسبيها وكان واضحا حجم قوة النار للجيش من قوة نيران الدبابات المدولبة والمجنزرة والطائرات والمدفعية وصلابة جند المشاة وسلاح الجو، ليأتي هذا الاستعراض برسالة واضحة تنبئ عن جيش قد ازداد قوة وامتاز بنوعية سلاحه.

وحين امتشق جلالة الملك عبدالله الثاني سيفا، فبدا الامر كجزء من لباس العرش، وأما أن يستله جلالته ليرد التحية العسكرية وفق المراسم، فهنا الرسالة الأبلغ، بأننا نحن اهل قوة وعزم بمثل أن تحيتنا هي الاسلام والسلام، فالرسالة هنا بأننا جاهزون يقظون لكل من تسول له نفسه المساس بهذا الوطن.

والسيف عبر المدى هو سلاح العرب الرئيسي منذ حروب الفتح والغزوات واصبح له تراثا ودخل الأدب والشعر وخاصة في شعر الحماسة وحتى في شعر الفخر والعشق، وبمثل تنوع اسماء الطائرات والدبابات، فإن وزن السيف وقيمته وأثره في صفحات العرب الخالدة جعلت له الاسماء والصفات، واشتهرت سيوف القادة بأسماء عميقة المعنى من مثل سيف علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وحمل اسم ذو الفقار، وسيف الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحمل اسم ذو الوشاح، وحمل سيف حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه اسم: اللياح، وحمل سيف خالد بن الوليد اسم ذو الكف، وحمل سيف أبي موسى الأشعري اسم الصدى، وكان اسم سيف عبدالله بن رواحه: الفرد، وسيف سعد بن أبي الوقاص: بلاء، وسيف سعد بن عبادة: الرقراق.

وكان لدينا في الاردن صناعة السيوف المشرفية في الكرك والتي كانت تصنع السهام ايضا وجاء شعرا في وصف سهامها:

ومن جودنا نرمي العداة بأسْهُم من الذهب الإبريز صيغت نصولها..
يداوي بها المجروح منها جراحه ويشري بها الأكفان منها قتيلها..

ولجيشنا العربي الاردني اسيافه التي تلتمع ولها تاريخا هاشميا من سيف الحسين بن علي الى السيف الهاشمي الذي حيا به جلالة الملك عبدالله الثاني جنده في يوم عيد جلوسه، وقال جلالته:

"وفي كل مكان في هذا الحمى الطيب، أرى تضحية آباء وأمهات لم يدخروا جهدا لرفعة أبنائهم وبناتهم. أرى ذاك الأردني الذي ثابر وتميز، الذي هب وقت الشدائد، وانتصر لأخيه المظلوم وآوى من جاء إلينا طلبا للأمان، وكان خير من دافع عن قضايا أمته، فاستشهد من أجلها، وهو الذي تعلم الرجولة والشهامة في صفوف قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وحمل شرف التضحية ونال منا جميعا الوفاء والتقدير"

السيوف في اسمها المعنويات، وفي تاريخها وقفات من المجد والتاريخ والاعتزاز، وكم حملت نقوشا ورسومات تؤرخ للماضي الحديد، وكم لها من معارض ومتاحف.

حمل جلالة الملك عبدالله الثاني السيف محييا الجيش والشعب ليؤكد قوله في ذكرى الوفاء والبيعة في 7 شباط 2024:

"ما رأيت نفسي اليوم الا خادما للوطن وواحدا منكم، فرحنا معا بالانجاز، وكنا جسدا واحدا في اصعب الظروف".

والسيف ثقافة وتاريخ وموروث ارتبط بأصالتنا وهويتنا