لم يعد من شك إذن بأن هناك بالفعل من يحيك المؤامرات ضد الأردن، وإلا ما معنى أن يخرج العشرات من "السلفيين" وهم مدججون بالأسلحة البيضاء ومهيؤون لمهاجمة رجال الأمن العام، فهذا يعني بأن هناك مخطط الهدف منه أخذ البلاد الى منزلق أمني يضفي الى فوضى كفيلة بأن تربك الناس والحكومة وتأخذنا بالتالي الى فتنة شعبية عارمة.
ليس هناك من شك بأن بعض من التظاهرات التي إنطلقت مؤخرا تهدف في كثير منها الى دفع الحكومة لإجراء إصلاحات حقيقية ومكافحة الفساد، ولهذا دخلت البلد في حوار وطني شامل كان جلالة الملك أول من تصدر مشهده عندما بدأ يجول على المحافظات والمدن والقرى ويلتقي الناس ويسمع منهم ويحاورهم ويستمع الى طلباتهم سواء منها السياسية أو المعيشية، وفي معان تحديدا أكد الملك بأن ما يملكه الأردن لإكمال مشواره نحو المستقبل هو "الإخلاص" على وجه التحديد، فهذا ما يسيج الوطن ويحصنه من كل المؤامرات والفتن.
هؤلاء" السلفيون أو غيرهم ممن يحيكون الآن خيوط المؤامرات الشيطانية والظلامية في الغرف المعتمة، يريدون أن يستغلو حالة الإنشغال الوطني بهموم الإصلاح ومحاربة الفساد حتى يجدوا لهم قناة يستيطعون من خلالها أن يلحقوا الأذى بالوطن، وكان أخطر ما خططوا له هو إختطاف الشارع ليبتزوا من خلاله الدولة، ولذلك حاولوا أن يضفوا على تحركهم شكلا من أشكال الإحتجاج الشعبي الذي إعتاد الناس مشاهدته منذ فترات، وعليه قرروا الخروج في الزرقاء بهذا الشكل، لكن في الأردن دوما رجال يحمون أمنه وأمن أهله، فكانت لهم قوات الأمن بالمرصاد، وما قاله مدير الأمن العام في المؤتمر الصحفي بأن قوات الأمن لن تسمح لأي كان أن يعبث بأمن الناس وأن يخرب الممتلكات العامة والخاصة، يدلل على أن الأردن يسير في الحوار الوطني دون أن يغفل أمن الوطن.
في مسلمات الأشياء في الأردن بأن الحرية في الإحتجاجات والتظاهرات، وحتى الإعتصامات، لا تعني أبدا إنفلاتا أمنيا يمكن أن ينفذ من خلاله هؤلاء لعكروا صفو حوار الناس والدولة، والإصلاح أيضا لا يعني هؤلاء سواء من قريب أو من بعيد، والإصلاح لا يعني كذلك تسليم "رقابنا" لهذا التوجه السياسي أو الديني أو ذاك، فلا نريد من يعطل حياتنا ويهدم مؤسساتنا ويفسد تاريخنا بإسم الإصلاح فيما هو يخطط لدب الفتنة والفرقة بيننا.
Nashat2000@hotmail.com