عمون - انطلاقا من رؤية وزارة التربية والتعليم بضرورة توعية موظفيها وطلابها وتنمية الفكر السليم والنقي والنفس النزيهة لديهم، نظمت مديرية التربية والتعليم للواء بني كنانة برعاية مدير التربية والتعليم للواء بني كنانة الأستاذ جهاد الروابدة في قاعة مدرسة إبدر الثانوية الشاملة المختلطة.

وبحضور مدير الشؤون التعليمية الأستاذ هشام نجادات وعدد من رؤساء الأقسام، ومديري ومديرات المدارس، محاضرة توعوية حول معايير هيئة النزاهة ومكافحة الفساد ومحاور عملها ودورها في محاربة الواسطة والمحسوبية قدمها السيد عبدالرحمن المهيدات من هيئة النزاهة ومكافحة الفساد.

وأعرب الروابدة خلال الكلمة الافتتاحية عن اعتزازه بالعلاقة التكاملية التي تربط القطاع التربوي مع الهيئة، مؤكداً على أن مثل هذه المحاضرات والورش تساعد على نقل المعرفة لكافة العاملين في المؤسسات الحكومية والخاصة العام.

واضاف أن مكافحة الفساد وتعزيز منظومة النزاهة الوطنية تقع على عاتق الجميع، للوصول إلى بيئة وطنية نزيهة مناهضة للفساد.

وبدوره، عرّف المحاضر المهيدات بجرائم الفساد الواردة في قانون النزاهة ومكافحة الفساد، مستعرضاً الجرائم الأكثر شيوعاً في المجتمع، وجرائم الفساد الأكثر خطورة على المنظومة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية، وبيّن آثار جريمتي الواسطة والمحسوبية والرشوة على البنية المجتمعية.

وشرح المهيدات محاور عمل الهيئة في المجال الوقائي والخطوات الاستباقية التي تتخذها لمنع حدوث الفساد قبل وقوعه، فيما أوضح دورها في إنفاذ القانون
ثم استعرض الإجراءات التي تتبعها بعد وقوع جريمة الفساد أو أثنائها.

وأشار خلال المحاضرة إلى أن الهيئة ركزت ضمن محاور عملها على المجال التطويري من خلال إجرائها تعديلات على قانون النزاهة ومكافحة الفساد، وتطوير الهياكل التنظيمية والاستراتيجيات، إضافة إلى بناء قدرات موظفي الهيئة لتمكينهم من القيام بمهامهم وتحقيق أهدافها.

و تطرق إلى آليات عمل الهيئة في مجال إنفاذ القانون منذ لحظة ورود المعلومة أو رصدها مروراً بتحليلها وإجراءات التحقق والتحقيق حيالها، وانتهاءً باتخاذ القرار بخصوصها، لافتاً إلى أن أثر استحداث عدد من الوحدات التنظيمية في الهيئة أسهم في الوصول إلى الحقائق المتعلقة بشبهات الفساد بأسرع وقت ممكن تحقيقاً للعدالة الناجزة.

وأشار إلى المسؤولية الدينية والوطنية والقانونية في الإبلاغ عن جريمة الفساد، والذي يقابله مسؤولية الهيئة في حماية المبلغين والشهود والمخبرين والخبراء ومن في حكمهم، مؤكداً على الأثر الفعّال الناجم عن الإبلاغ عن جريمة فساد في وقت مبكر. كما نوّه إلى أن قانون الهيئة نص على عدم ملاحقة فاعل الجريمة أو الشريك أو المتدخل أو المحرض إذا قدّم معلومات عن الجريمة للهيئة قبل اكتشافها وأدت إلى استرداد عائدات جرمية.

كما استعرض معايير النزاهة الوطنية التي أقرها مجلس الهيئة والمتمثلة بسيادة القانون، والعدالة والمساواة، والمساءلة والمحاسبة، والشفافية، والحوكمة الرشيدة، موضحا أهمية التوعية بها وترسيخها في مؤسسات الإدارة العامة كإحدى الآليات التي تنتهجها الهيئة للحفاظ على المال العام ومنع وقوع الفساد، مشيرا إلى دور الهيئة في قياس امتثال والتزام مؤسسات الإدارة العامة بتطبيق معايير النزاهة، الأمر الذي يحدّ من ممارسات الفساد في القطاع العام.

وفي الختام وبعد نقاش موسع أجاب خلاله المهيدات عن أسئلة الحضور واستفساراتهم التي تركزت على جهود الهيئة في تعزيز النزاهة والوقاية من الفساد وإنفاذ القانون.
كرم الروابدة ممثل هيئة النزاهة تقديرا لجهوده، وأثنى على حرص هيئة النزاهة ومكافحة الفساد على توعية المواطنين بأهمية مكافحة الفساد كما ثمن جهود قسم النشاطات وكادر إدارة مدرسة ابدر الثانوية الشاملة المختلطة على حسن التنظيم والاستقبال.