الخطاب الملكي في احتفالية اليوبيل الفضي
د. حمزة البلاونه
12-06-2024 09:53 AM
صورة أخرى من صور التلاحم بين القائد والشعب ظهرت في احتفالية وطنية اختلطت بها مشاعر الود والاحترام والولاء والانتماء ، كما سادت أجواء السعادة والفرح على كل من حضر هذه الاحتفالية المميزة ، كان الخطاب الملكي النابع من القلب والمعبر عن محبة القائد لشعبه والذي بادل بدوره القائد المحبة الصادقة والممزوجة بمشاعر الحب والولاء الصادق للملك والملكة والأمير الحسين – حفظهم الله - كما أن الأردن العزيز الشامح كان حاضرا بقوه أثناء الخطاب الملكي ليردد الجميع (إنا معه وبه ماضون فلتشهد يا شجر الزيتون).
نعم، إنها احتفالية مليئة بالمضامين الوطنية التي تعكس عمق التلاحم بين القيادة و الجيش والأمن والشعب بأكمله بصورة ستذكرها الأجيال بالفخر والاعتزاز فكانت مضامين الخطاب الملكي ترسم معالم الوطنية لدى الأجيال الأردنية الواعدة، حيث انها تؤكد حرص القيادة الهاشمية على كل مواطن في هذا البلد الطهوروتؤكد مبدأ التواضع الهاشمي الذي يستحق أن يدرس في كل مكان.
لقد كان للحضور من كافة أطياف الشعب كبير الشرف أن استقبلوا وشاركو صاحبي الجلالة و سمو ولي العهد -أيدهم الله- وصحبه الكرام، وما لمسناه من اهتمام كبير كالعادة من جلالته -حفظه الله- بكل صغير وكبير وحرصه على الحديث مع جميع الحضور من خلال خطاب ملكي قوي وراسخ ارتقى بالنفس الأردنية فوق هام السحب الأمر الذي ترك أثرا عظيما في نفوس الأردنيين فكانت دقائق الخطاب الخمسة عشر بمثابة تاريخ يكتب لجميع الحضور ولأجيالهم لما وقع في نفوسهم من حب عظيم واحترام كبير لهذا القائد الفذ، ولكوني حظيت بهذا الحضور وهذا الفخر التاريخي، فالخطاب الملكي لا يغيب عن مخيلتي في كل لحظة وأستذكر تفاصيله لحظة بلحظة كيف لا وقد أكد الخطاب على سياسات مفصلية للدولة الأردنية داخلياً وخارجياً، وموضحاً أبرز الأسس والتطلعات التي عملت عليها المملكة لبناء الأردن الحديث ، ويسعدني أن أقدم لمحة تحليلية لبعض المضامين الوطنية الاجتماعية لهذا الخطاب العظيم:
1-التواضع الهاشمي والاعتزاز بخدمة الأردن وأهله: تحدث جلالته في بداية الخطاب عن خمسة وعشرون عاما في خدمة الوطن الغالي وأبناءه (المدنيين والعسكريين ) مع تأكيده على علو شأن الأردني وحضوره في وجدانه نعم فهذا ديدن الهاشميين في صناعة مستقبل أفضل للأردني.
2-التأكيد على دور الأردني في بناء الوطن في أوقات الرخاء وأوقات الأزمات: يؤكد جلالته في خطابه على دور شرائح المجتمع الأردني كافة في بناء الأردن فهاهي القوات المسلحة الأردنية تواصل تقديم الدعم للأشقاء الفسطينيين في أصعب الأوقات وخاصة تحت القصف وكذلك دورها في حماية حدودنا من العابثين المارقين ، وهاهو المعلم الأردني الذي بنى وما زال يبني الأجيال ويؤدي رسالته باقتدار ثم أشار جلالته إلى الشباب الأردني الذين يبادرون بإصرار وعزم لبناء الأردن الغالي ، ولم ينسى جلالته دور الآباء والأمهات في رفعة أبنائهم وبناتهم فهو ينظر للأردني بعين الشموخ ويباهي به العالم بأكمله نظرا لما قدمه من مواقف الرجولة والثبات على المبادئ والأخلاق الوطنية.
3-اللحمة الوطنية بين الملك والشعب: خاطب جلالته الشعب بمحبة كبيرة واصفا اياهم بالأهل والعزوة ومخاطبهم بعبارات اخواني وأخواتي ومعتبرا بأن الشعب الأردني هو أسرته الكبيرة مؤكدا جلالته على وقوفه والأردنيين معا يد بيد لمواجهة التحديات والصعوبات لا سيما في مواقف الأزمات.
4-التأكيد على ترسيخ الهوية الوطنية الأردنية: تلك الهوية التي من خلالها وبها واجهنا المخاطر والتهديدات التي تحاول ثلة مارقة (الخوارج) النيل من أمننا واستقرارنا.
5-ترسيخ ثقافة التحديث الشامل في كافة القطاعات: أكد جلالته على أهمية التمسك بإلارادة الوطنيّة للتحديث التي ستحقق مزيد من التقدم والازدهار في تاريخنا الوطنيّ وأن ذلك سيتحقق بسواعد الأردنيين وخاصة الشباب الذين يمتلكون المواهب والكفاءات التي تعلو من شأن الأردن.
6-التأكيد على البعد التنموي والاقتصادي: يؤكد جلالته على ان المواطن الأردني هو محور التنمية وهدفها حيث شدد الخطاب الملكي على أن النهج التنموي في المملكة يستهدف صنع نهضة شاملة ومستدامة، مشيرا جلالته إلى أهمية الانفتاح على العالم اقتصاديا وأن الأردن قوي في هذا الجانب ولدية بيئة استثمارية جاذبة للمشاريع الاقتصادية.
7-عهد ملكي بالحفاظ على الأردن وطنا عزيزا شامخا: أكد جلالته على أمن الأردن وبقاءه آمنا مطمئنا وأن السبيل إلى ذلك سيكون من خلال اتباع منظومة أمنية شاملة لتوفير أسباب الطمأنينة والأمان، لينعم به كل من يعيش على هذا الحمى الطيب.
وهنا يجب علينا أن نستمر في الوقوف خلف قيادتنا الحكيمة، وأن نكون جندها الأوفياء، فهذه القيادة الحكيمة التي يضرب بها المثل في الإباء والشموخ كانت ولاتزال الضامن والحامي لهذا الوطن.
ولا يفوتني أن أتوجه بجزيل الشكر وعظيم الامتنان للقائمين على تنظيم هذه الاحتفالية وإخراجها بهذا الشكل الجميل الرائع فجهودهم مشكورة.
وفي الختام حفظ الله الوطن وقائد الوطن مليكنا المفدى وسمو ولي العهد الأمير الحسين وحمى الله الجيش وأجهوتنا الامنية التي ستبقى درع الوطن وسياجه المتين.