الفيصلي ونسمات نبع البحاث
د. صبري ربيحات
12-06-2024 09:53 AM
البحاث ضاحية ريفية جميلة تقع الى الجنوب الغربي من عمان يمكن ان تتدلى اليها من بلدة مرج الحمام ويمكن ان تصلها من الطرق القادمة من ناعور او ابو السوس ومن كل الاتجاهات.. للوهلة الأولى تشعر ان تعرجات الطريق نحوها صعبة لكن المنطقة ساحرة فهي غنية بالمياه العذبة ومكسوة بخضرة يانعة وفيها مزارع وبساتين ومتنزهات واناس كرماء غالبيتهم من بني عباد.
الرياضة كانت ولا تزال اهم الوسائل واسرعها في توحيد مشاعر الناس وتبديد او تأجيل الهموم والمخاوف واشاعة الفرح وبناء الروح المعنوية..
في الاردن يصعب هذه الايام أن تمر جلسة او لقاء دون أن نعرج على مواضيع الرياضة والشباب والأندية وما لها من وقع على اذاننا وصخب وحب وما تبعث فينا من فرح وإثارة واسى احيانا..
بالامس واثناء انعقاد اللقاء التاريخي بين المنتخب الوطني الاردني والمنتخب السعودي وعلى وقع هتافات الجمهور الاردني على مدرجات المباراة "واحد ..اثنين ..الكبسة راحت فين" كان الزهو الوطني الاردني وحيث كان الزهو الاردني على اشده كنا ومجموعة من الاصدقاء الاعزاء في مضارب قبيلة عباد ضيوفا على مائدة الآخ والصديق الخير زيد المناصير احد رجالات الاردن الكرام.
الى جانب عدد من الذوات الكرام من باشاوات الامن العام والدفاع المدني وأهل الفكر والسياسة ورجالات المجتمع كنا سعداء بحضور معالي الصديق الدمث نضال الحديد رئيس نادي الفيصلي والأمين الأسبق لعمان واحد اكثر ابناء عمان حبا لها وتعلقا بها فللحديد جبل من جبال عمان حيث كانت قطعان اجداده ترد على سيل عمان قبل ان تعلوها الابراج وتمزق اتصالها الشوارع والجسور وهو ابن عائلة وعشيرة جاورت الوحدات واحبت اهل المخيم واحبها.
ما كنا لنفوت الفرصة دون الحديث عن الفيصلي والمنتخب والرياضة وعمان والاردن فالرياضة موضوع يهم غالبية الناس وللحديث مع ابو برجس نكهة خاصة فلا يزال يحتفظ بدهشة البدوي التي لم تخفيها تجربته العمانية. فهو من القلائل الذين يسمون الأشياء بمسمياتها ويسكب لك احاسيسه بعفوية البدوي وصدق النبلاء.
في الحديث الذي يتزامن مع وصول رصيدنا المعنوي معدلاته القياسية. وعلى خلفية الانجازات الكروية التاريخية التي حملت منتخبنا وبلدنا الى قمة الفرق العربية وتعمق ايماننا بقوانا الكامنة وحاجة بلدنا الى ان تضع بعض مواردنا في الرياضة لرفد بناء الامة المعنوي ورفع منسوب الثقة والاعتزاز واستنهاض هممنا في كل ما نقوم به من اعمال.. عبر لنا معالي المهندس الحديد عن سعادته بأن كان ولا زال فاعلا ومطلا على القطاع الرياضي وتحدث عن حجم الفرص والمواهب التي تحتاج إلى استكشاف وتمكين واستنهاض..
وبنفس السياق شكا من قلة اكتراث بعض مؤسسات الأعمال والبنوك بالشأن الرياضي فقلة من البنوك واصحاب الاعمال يلتفتون الى المرفق الرياضي ويدركون اهميته في خلق بيئة أعمال ومناخات ايجابية تعود عليهم وعلى المجتمع بفوائد قصوى.
فيما يخص الفيصلي الذي يتحلى بلون زرقة السماء وصفائها فقد يصعب الحديث عن الرياضة الاردنية دون استدعاء سيرة هذه المؤسسة التي نجحت في بناء جماهيرية يتفانى اعضاؤها في الاندماج برمزيتها ودلالاتها وعرجنا على كيف نجح كل من الفيصلي والوحدات في بناء علاقة اخوية تنافسية شريفة نهضت الى جانب نوادي الاردن الرياضية الأخرى في تحقيق حالة نهوض كروي اصبحت اجمل ما في فضائنا اليوم.
لم يقتصر الحوار الذي شارك فيه الباشوات واصحاب السعادة الحضور على الرياضة في معزل عن السياسة فقد بدا ان بعض الاحزاب تنظر للنوادي والجماهير والشباب على أنها خزانات اصوات فلا حضور يذكر لقضايا الرياضة والشباب على أجندة الاحزاب التي تحاول اعادة تعريف المعرف وتتجنب الولوج في الميادين التي قد تحدث فرقا في حياتنا ومستقبلنا.
الشكر وخالص الشكر لمضيفنا الكريم الذي جعل اللقاء ممكنا وخالص التقدير لمعالي ابو برجس الذي شاركنا بعض من هواجس الكرة وهموم القائمين على تطويرها والرحمة لروح الشيخ سلطان العدوان ومصطفى العدوان وروح الاصدقاء وابناء العمومة محمد سالم الربيحات وعبد سالم الربيحات وجودت عبدالمنعم السوالقة وكل اللاعبين والاداريين الذين رحلوا او لا زالوا على قيد الحياة والى رئيس رابطة المشجعين الذين حملوا هذا النادي العريق عبر رحلة زادت على الثمانية عقود..