facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مؤتمر غزة وموقف الملك الضاغط


محمد حسن التل
11-06-2024 11:35 PM

أن ينجح الملك عبد الله الثاني مرة جديدة بشد الانتباه الدولي إلى قضية فلسطين وما يحدث في غزة، وأن ينجح في جمع ما يقارب الثمانين دولة على مستوى الكرة الأرضية لمناقشة سبل المساعدة الطارئة لأهل غزة ، هذا معناه أن الدور الأردني على محور القضية الفلسطينية يتراكم ويتجذر وتزاد فعاليته على كل المستويات الدولية.

في البحر الميت كانت الصورة واضحة وتتحدث عن نفسها حيث جميع المشاركين كان كل حديثهم ونقاشاتهم مرتكزة على أسس الموقف الأردني ومتوافقه معه وهذا يشير ويؤكد أن العالم
يدرك جيدا أهمية الدور والفعل الأردني وسعيه من أجل رفع المعاناة عن الأشقاء الفلسطينين ،خصوصا في غزة.

كانت لغة جسد الملك أثناء خطابه في المؤتمر تشير بوضوح
إلى أن الغضب مما يحدث في غزة وكل فلسطين بلغ عنده مداه ، وعندما يقول الملك أنه لا يجوز الصمت عن وضع العراقيل أمام دخول المساعدات لأهل غزة الذين يواجهون الدمار والموت ، وفاقت معاناتهم بكثير نتائج أي صراع آخر منذ عشرون عاما فإنه بذلك يضع العالم أمام مسؤولياته في إنقاذ شعب كامل يقتل أمام الجميع ، وأن الأهل في غزة لا يريدون كلاما منمقا وخطابات بل يريدون فعلا على الأرض لإخراجهم من نفق المعاناة الكبيرة ،وهنا لا بد من الإشارة إلى أن هذه المعادلة التي أشار لها الملك هي ركيزة الفعل الأردني منذ اليوم الأول للعدوان على غزة وتعمقه في الضفة الغربية...فالأردن فعله كان حجمه أكبر بكثير مما تحدث به وقام بجهد جبار في سبيل إيصال الدعم المباشر إلى الغزيين المنكوبين من خلال ابتكار عمليات إنزال جوي مباشر للناس ، كذلك من خلال مئات الشاحنات. ولم يكتف الملك بهذا الفعل بل أيضا شكل قوة ضغط هائلة على المجتمع الدولي وأوصل حقيقة ما يحدث في غزة على الأرض الأمر الذي قلب المواقف في الساحات الدولية لصالح الحق الفلسطيني وكشف حقيقة الاحتلال وصورته البشعة، ولا نبالغ حين نقول أن كل التغيرات التي طرأت على المواقف الدولية كانت الجزء الأكبر منها بفعل ما قام به الملك على مدار ثمانية شهور من تحركات، وامتدت كل هذه التغيرات حتى رأينا أن غالبية دول العالم أقدمت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية واتخذت مواقف متشددة تجاه إسرائيل التي باتت شبه معزولة في العالم..

يطالب الملك بإيجاد آلية قوية للتنسيق تشمل جميع الأطراف على الأرض وهذا يتطلب فض الاشتباك بشكل شامل بين الجهات على الأرض ، وهذا يضمن أن تكون قرة وكالات الإغاثة على العمل والتنظيم وأداء واجباتها بشكل آمن وكاف ومستدام..
وهنا لابد من الإشارة إلى أن منح الملك وسام الاستقلال للأنروا تأكيد قوي على التمسك بدور هذه المنظمة وأهميتها في كل عمليات الإغاثة في فلسطين وخصوصا في غزة ، كذلك إشارة ملكية أن الأردن سيظل ولن يتخلى عن هذه المنظمة وسيبقى داعما قويا لها وقد فعل الأردن ذلك على الأرض حين قدم لها الدعم المادي الكبير بداية الحرب.

التأكيد على أهمية الممر البري فيه إشارة واضحة إلى ضرورة فتح المعابر جميعها لتدفق المساعدات كمقدمة لرفع الحصار الجائر عن غزة، وهذا يتطلب تكثيف الجهود لضمان تقديم المساعدات وإيصالها إلى غزة بما يتماشى مع الالتزامات بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات العلاقة عبر جميع الطرق على رأسها الدعم المالي واللوجستي مثل الشاحنات والمستودعات والمخزونات ، في المجمل كان مؤتمر غزة لتقديم المساعدة الطارئة في البحر الميت بقيادة الملك عبدالله الثاني انتصاراً لحقوق الفلسطينيين ومعاناتهم التي لم يشهدها عصر حرب أو زمن صِدام.

لم يكتف المؤتمرون بالحديث والنقاش حول الحالة الإنسانية بل كانت المطالبة واضحة بضرورة إيقاف الحرب على الأشقاء والمهم ايضاً التأكيد على أن القطاع جزء أساسي من الأرض الفلسطينية وعلى الاحتلال أن يرحل فوراً ليتسنى خلق حالة تكون صالحة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط على أساس حقوق الشعب الفلسطيني في استقلاله وحريته ودولته.

من المهم الإشارة أن المؤتمر انطلق في كل توصياته ونقاشاته من الموقف الأردني المتراكم والمتطور والضاغط وأن العالم أصبح الموقف الأردني بالنسبة له بما يخص ما يجري في غزة وكل فلسطين الركيزة ونقطة الانطلاق في البحث عن حلول تنهي الصراع والاعتداء وتوقف شلال الدم والمذبحة على الأرض في غزة والضفة الغربية.

إن اهتمام الإعلام الدولي أمس وتسليطه الضوء بقوة على ما يجري في البحر الميت دليل واضح على أن المؤتمر شكل علامة فارقة في تمكين الدول والوكالات العالمية للإغاثة أن تقوم بكل ما تستطيع لرفع المعاناة الإنسانية عن أهل غزة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :