facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ربع قرن من التحديات والاسئلة


د. محمد القضاة
11-06-2024 06:46 PM

في ذكرى اليوبيل الفضي للجلوس الملكي علينا أن نقرأ بوعي التحديات وأسئلتها؛ إذ لم يمر يوم فيها على الوطن دون تحدٍّ فعليّ كان صاحب العرش يعاينه ويقف عليه بنفسه، وهي فرصة لقراءة المرحلة بعناية وبصيرة نافذة لجملة التحديات الجسام التي مر بها الوطن، وكيف تجاوزها بمنتهى الحنكة والمسؤولية، وكثير من هذه التحديات مرت دون ان يشعر بها أبناء الوطن، مع انها كانت قاسية ومفصلية، وقد تعامل معها الملك عبدالله بشفافية مطلقة، ودافع عن الوطن في أدق الظروف، وهاجسه تحقيق الرفاه والأمن والاستقرار للدولة الاردنية بكل تجلياتها ومؤسساتها وشعبها، وتعالوا معي لنقرأ صفحات الملك اليومية حتى نرى ماذا تعني المسؤولية في محيط ملتهب بالنار والتحديات ونقص المال، وكيف استقبل هذه الحشود البشرية من المهجرين واللاجئين العرب من كل حدب وصوب بإنسانية قل نظيرها في العالم؟ وكيف تعامل مع الجماعات الإرهابية وموجات التطرّف التي غزت المنطقة وباتت تتناوب على التدمير والاحتراب هنا وهناك؟ وكيف واجه الحملة المستمرة على غزة الأبية، وها نحن جميعا نرى حجم الألم والمعاناة التي خلقتها إسرائيل تدميرا وقتلا وتهجيرا، وكيف واجهت الدبلوماسية الأردنية كل هذا العنت والصلف الاسرائيلي، وكيف حافظ على استمرار زخم القضية الفلسطينية في وقت تنازل فيه الجميع عنها، وهو الوحيد الذي بقي يدفع بها الى الامام ويدافع عنها بلا هوادة، وكيف استطاع ان يواجه نتائج احتلال العراق واختلال ميزان القوى في المنطقة بعد هذا الاحتلال؟ وكيف تعامل بقوة وحزم مع الغطرسة الإسرائيلية المستمرة على مدار ربع قرن؟ وكيف استقبل الربيع العربي في الاْردن بابوة وأخوة وحمية واقتدار وأنجز الديمقراطية الاردنية في هذا البحر المتلاطم بالامواج والنار والدماء؟ وكيف حقق للوطن دستوره الجديد وقوانينه العصرية؟ وكيف خرج الاْردن من الربيع العربي دون قطرة دم واحدة؟ وكيف تعامل مع ردات الانكفاء العربية على الربيع العربي وما حصل من تدمير وتهجير في العراق وسوريا واليمن وليبيا؟وكيف له ان يغمض جفنه وعنده كل هذه التحديات الجسام؟

إن الحديث عن الدولة الاردنية في ربع قرن هي عمر الملك عبدالله في الحكم؛ حديث عن يقظة دائمة في زمن التحديات لإدامة بناء دولة عصرية بكل المقاييس، دولة المؤسسات والانجازات والعطاء دون كلل او ملل، دولة تقيم منظومة علاقات لا مثيل لها في المحافل الدولية والعالمية، وما كان هذا ليتم لولا هذا الارث الهاشمي الذي قاده الملك عبدالله بإنسانية وموضوعية وجسارة نادرة، ولنا ان نقرأ خريطة علاقات الاْردن مع دول العالم كافة، ونتابع لقاءاته وحواراته في الاعلام العالمي لنرى كيف يحترم العالم بلدنا، وما هو وزن هذه الدولة قياسا بإمكاناتها الاقتصادية المعروفة للقاصي والداني، وما وزنها السياسي والاجتماعي والدولي، وما تناله من اهتمام واحترام لم تنله دول كبرى في المنطقة والعالم، وهذا لم يأتِ من فراغ؛ وإنما عقلية هاشمية تربت في مدرسة الهاشميين تأبى الا ان تكون انموذجا في الحكم والعروبة والإسلام، ولنا ان نقرأ مواقف الملك الاخيرة من غزة والحرب الشرسة التي تقودها إسرائيل ومن معها من قوى الغطرسة، وتأكيده على ثوابت الموقف الاردني من هذه الحرب اللاخلاقية ومن حجم الدمار والقتل والتهجير اليومي لاهل غزة،ومن القدس وحل الدولتين وحدود الرابع من حزيران، وكلماته في مؤتمرات القمة العربية والقمة الاسلامية في مكة المكرمة وصلابته في الدفاع عن حقوق الاْردن والفلسطنيين والقدس، إضافة الى الحديث عن إنجازاته الداخلية والخارجية ومواقفه الإنسانية وصلابته وإيثاره لحب الخير، كل هذا يحتاج الى سفرٍّ كبير، وأقلام موضوعية منصفة تعطيه حقه، تكتب بمداد من عرقه وجهده بحروف من نور واحترام.

وحين نتحدث عن ربع قرن من الإنجاز نستذكر يوم زار الجامعة الأردنية والتقى أساتذتها بمناسبة يوبيلها الذهبي لنعيد ما قلناه يومذاك لا أجمل من أن يتعانق الحبُ بالعلمِ والجدُ بالمثابرةِ والتغييرُ بالإصرارِ، والقائدُ بأسرتِه العلميةِ في رغبة واحدة أساسها الإبداع والبناء والعطاء.

ولا أنسى تلك الكلمات الدافئة التي ما زالت تحفر في القلب بهاءها ونقاءها وجمالها، وأكد فيها على بناء الأردن الحديث القادر على مواكبـة العالم ومعطيات العصرِ، خاصةً حين طالب الجامعات التركيز على نوعية التعليم العالي ومستواه، وأن لا يقتصر عملها على الجانب الأكاديمي والتعليمي، وعليها مسؤولية تشكيل الوعي الثقافي والديموقراطي، وتعزيز الهوية الوطنية الجامعة على مبدأ الـمواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات، وتشجيع الطلبة على الإبداع والتميز والعمل التطوعي وتكريس ثقافة الحوار والقيم الديموقراطية واحترام الرأي الآخر، وعلى دور الشباب في إحداث التغيير الإيجابي في كل ميادين العمل، كانت الكلمات واضحة وصريحة وجادة في يومِ فَرَحِ الجامعةِ الأردنيّةِ بِعيدِها، وها هيَ تَرْنو إِلَيْه بِحَنان وَتَمُدُّ يَدَها له بِاطْمِئنان وتقدم له يوبيله الفضي انجازها العلمي العالمي، وهنا اقتطف ما قاله رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات في هذه المناسبة:" في هذا الحدث الكبير، الذي يغمرنا سعادة، نقدم إليكم هدية الجامعة الأردنيّة الأغلى، تذكارًا للوطن بأنّ المستحيل ممكن، تمامًا مثل قدرة هذا البلد على اجتراح الصعب والوقوف في وجه التحديات مرة تلو أخرى؛ فهذه الجامعة، جامعتكم، اختصرت تاريخًا من صبر الأردنيين وشغفهم بالعلم والمعرفة، وإيمان الحسين الباني بأن الإنسان المتعلم المنتمي خير ما نملك، وحقّقت إنجازًا لم يتحقّق من قبلُ، بوصولها إلى المرتبة (368) على مستوى العالمِ، وتسميتها كواحدة من أبرز الجامعات في العالم، وفقًا للنسخة الحادية والعشرين من تصنيف QS العالمي، من بين ما يزيد على 40 ألف جامعة في 105 دول، واضعةً نصب عينيها الاستمرار في التقدّم، بيقينٍ يتعزّز فينا إذ نواصل المسير في ظلّ قيادتكم خلال اليوبيل القادم". فما اجمل هذا الانجاز العلمي لأم الجامعات وهي تقدمه لجلالته في ذكرى اليوبيل الفضي، لنقول لابناء الأردنية هَلُمُّوا نَرْتَمي في حِضْنِها، نَقْتَبِس مِنْ عَيْنَيْها نورًا نَسْتَضيءُ بِهِ في دُروبِ حَياتِنا، هَلُمُّوا بِنا نَسْتَذْكِرْ قاعاتِها، وَشَوارِعَها، وَنَعيشُ مَعَها ذِكْرَياتٍ جميلةً ما امَّحَتْ مِنْ مُخَيِّلَتِنا، هذه الجامعةُ الأردنيّةُ التي بها نَفْخَرُ وَنَعْتَزُّ، تختفي بربع قرن من جلوس مليكها الذي نذر نفسه للوطن والعلم والبناء، وكأني بها تقول بلسان كل من فيها سَنَظَلُّ ما حَيينا نسعى إلى تَقَدُّمِها وازدِهارِها، ها هي الجامعة تقدم لمليكها الهاشمي إنجازها العلمي وإبداعها الذي يمنح الحياة الاكاديمية كنهها وجوهرها.

وبعد، ما زالت التحديات كبيرة والهمة عالية، والدولة الأردنية بحمدالله تسير بثبات واقتدار بهدي صاحب العرش الذي لا يكل ولا يمل ليل نهار هو وولي عهده وأسرته الأردنية في سبيل ان يبقى الوطن مشعل الحب والاستقرار والآمان، ولنجدد العهد والوعد لكي يبقى الاْردن موطن الأحرار والأخيار، ولنحافط على بلدنا منارة علم ومحبة واستقرار وآمان .

mohamadq2002@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :