اليوبيل الفضي وانجازات الملك
سيف منور السردية
11-06-2024 02:03 PM
بعد ان تلقيت دعوة كريمة من الديوان الملكي الهاشمي والتشريفات الملكية لحضور حفل وخطاب جلالة الملك عبدالله الثاني اول من امس ، ايذانا باكتمال ربع قرن على تولي الملك سلطاته الدستورية ، واثناء حضوري الحفل المهيب انا وجمع من المدعويين الساسة الاردنيين وكبار المسؤولين وسفراء الدول الاجنبية وشيوخ القبائل ووجهاء المحافظات وغيرهم ، تفاجئت بحجم الانجازات التي تمت في عهد الملك عبدالله الثاني ، حيث لم اكن اعرف ان في عهده حدثت نقلة نوعية في عدد الجامعات الخاصة والحكومية التي أسست في الربع قرن الماضي ، ولم نطلع على عدد المستششفيات والمراكز الصحية التي بنيت وهي كثيرة جدا، ودهشنا عند معرفتنا بان العقبة الاقتصادية الخاصة والبوليفارد وحدائق الحسين والمدن الصناعية في كل المحافظات هي انجازت ملكية سامية دشنت في عهد الملك عبدالله ، اضافة للعديد العديد من المنجزات التي تعجز ان تحققها دولة نفطية .
لقد شعرنا بتقصير الاعلام الرسمي الاردني في اظهار هذه الانجازات ، التي لم يسلط عليها الضوء ولا يعرفها المواطنون ، حيث تأتي كخبر في نشرة الحبار ثم تضيع في زحمة الاخبار الدولية ، وهذا كله ادى بالاردنيين الى ان يتسلل اليهم اليأس والاحباط بالسنوات الاخيرة من عمر الدولة لان الحديث انصب في الاعلام على البطالة والمديونية والمتعثرين وغيرها من المواضيع المحبطة ، الذي القى بسوداوية في نفوس الناس وكأن الدولة تتجه نحو الانهيار ، فهذا الفشل الاعلامي الذريع في ابراز حجم الانجاز لا ادري على من تقع عليه المسؤولية فيه ، هل هو عقل الدولة ام المسؤولين ام العاملين في الاعلام الرسمي.
القضية الثانية ، عندما تقدم جلالة الملك الى المنصة وشرع في القاء خطابه ، كنت لاول مرة اقف وجها لوجه امام الملك ، واقرأ تعابيره واسمع صوته حيا ، فقد لمست ولاول مرة انني امام ملك جاد يحب الاردن يخلص له ، ويدافع عنه حتى الرمق الاخير ، فقد وقف في منتصف الخطاب السامي ليستل سيفه من غمده ويضعه نصب عينيه دلالة وكناية عن ان هذه البلد منيع دون حده السيف ، قوي يدافع عنه بالمهج والارواح ، وعندما وصلت الرسالة ( الاشارة ) من السيف الهاشمي البتار اعيد السيف الى غمده وتابع الملك خطابه ، عندها ايقنت ان هذا الوطن عزيز قوي لا خوف عليه بعد ان تعالت الصيحات والهتافات والدموع من الحضور والتعابير الصادقة الممزوجة بحب ثرى الاردن.
خلاصة القول والمصادفة ان عمري وانا جالس في الاحتفال اول من امس هو من عمر تسلم جلالة الملك العرش ، اي ربع قرن ، وانا انظر الى الانجازات التي مر بها الاردن ، وجدت ان هذا العمر الذي مضى لم يكن كافيا لكي يحقق الاردن والملك كل ما حققه في ظل ظروف اقليمية لم تهدأ وحروب طاحنة على حدود الاردن المختلفة ، وقلة موارد ، وزيادة في اعداد اللاجئين ، ومع ذلك استطاع الاردن ان ينجز ما يبهر الابصار ويجعل الاردن في مصاف الدول المتقدمة.
على وزارة الاعلام والاتصال الحكومي ان تعيد النظر في طريقة التواصل مع الناس والسيطرة اكثر على برامج التلفزة الحكومية ، لان تغييب هذه الانجازات العظيمة على المواطنين ، اما اهمال ، او تقصير ، واما سوء نية ، حمى الله الاردن وشعبه وقيادته المظفرة .. والله من وراء القصد.
*سيف منور السردية / باحث سياسي وقانون بدرجة الماجستير في الدرسات الدبلوماسية في الجامعة الاردنية ومحام متدرب .
Saifmenwer0@gmail.com