مؤتمر عمان للاستجابة الإنسانية لغزة
محمد حسن التل
10-06-2024 08:11 PM
أن تجتمع دول كثيرة على مستوى القادة في عمان بدعوة من الملك عبدالله الثاني، هذا يؤكد أن الأردن يملك ثقة دولية كبيرة تتم الاستجابة السريعة لأي دعوة يطلقها وهو مستمر وثابت في دعم الأشقاء في غزة وأنه الفاعل الحقيقي لوقف العدوان على أهلها، ويأتي هذا إمتدادا للموقف الأردني الذي شكل منذ اليوم الأول للعدوان على الشعب الفلسطيني الذي يقوده الملك بكل صلابة ونجاح في كسر الجدار الجليدي على مستوى العالم الجدار الذي تشكل بعد السابع من أكتوبر ضد الشعب الفلسطيني بشكل كبير، وانقلبت بفضل التحركات الأردنية مواقف عديدة لدول مؤثرة في القرار العالمي إضافة إلى تحول الرأي العام العالمي بمساحة كبيرة ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي لعب دورًا مهما في تغيير مواقف السياسيين في مراكز القرار.
ويأتي هذا المؤتمر كحلقة إضافية من حلقات الموقف الأردني تجاه قضية فلسطين بالمجمل، وخصوصا حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين في غزة، والتي شارفت على شهرها التاسع، ولا زالت آلة الحرب الإسرائيلية تقتل وتدمر وتفاقم من معاناة أهل غزة دون توقف، ناهيك عن المجاعة التي نهشت الناس هناك.
في الأخبار أن مؤتمر عمان سيحدد الاستجابة الإنسانية الفاعلة والعاجلة لغزة على المستويات اللوجستية والتشغيلية، ومناقشة الاستعدادات للإنعاش المبكر والسعي إلى الالتزام لاستجابة جماعية لمعالجة الوضع الإنساني في غزة، ويأتي الهدف الأساسي لهذا المؤتمر التوصل إلى توافق في الآراء بشأن تدابير العملية لتلبية الاحتياجات الفورية على أرض الواقع في ضوء تعرض عمل الأونروا للانتهاك من قبل الجانب الإسرائيلي، كما أن أحد أسباب انعقاد المؤتمر هو أن استمرار النزاع سيؤثر على السلم والأمن الإقليميين.
رغم كل الجهود التي يبذلها الأردن والأمم المتحدة ومصر، فإن وضع عملية المساعدة معقد بسبب الإجراءات الإسرائيلية وتعنت حكومة إسرائيل في ربط المساعدات الإنسانية لأهل غزة بمجريات الحرب وتطوراتها.
المؤتمر مهم في توقيته وفي مضمونه للوضع المعقد سواء على الأرض أو على مستوى المفاوضات المتعثرة دائما نتيجة افتعال حكومة إسرائيل العراقيل في طريق أي حلحلة للموقف لأنها ترفض وقفا دائما لإطلاق النار مع أن الجانب الفلسطيني وافق على معظم المبادرات الدولية بما فيها إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين ولو بالتدرج مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية، وبنود أخرى تمت الموافقة عليها، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن فشل المفاوضات في كل مرة ينعكس فورًا على الحالة الإنسانية في غزة، وتتراكم المأساة على الفلسطينيين من جوع وتدمير وقتل، الأمر الذي دفع الملك عبدالله الثاني ومعه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للتحرك الفوري لإيجاد محور مباشر يعمل على فصول المأساة في غزة على الجانب الإنساني مهما كانت نتائج المفاوضات لإيقاف الحرب والوصول إلى حل يرفع الحالة المأساوية عن الأشقاء في غزة.
لم يكن انعقاد المؤتمر في عمان غريبا، ولم تأت الاستجابة السريعة لدعوة عمان مستغربة فكما أشرت، فإن الأردن هو الفاعل الأقوى في ملف الجهد الكبير المبذول على مستوى العالم لإنهاء الأزمة، ونظرًا لما يتمتع به الملك من مصداقية عالية على المستوى الدولي، تأتي دائمًا الاستجابة لكل دعوة أردنية جادة وسريعة وفورية، لأن العالم يدرك أن الأردن يتخذ مواقفه على أساس ثابت واضح هدفه إنهاء الصراع وفك الصدام لمصلحة السلم الإقليمي ولمصلحة المواطن الفلسطيني الذي يدفع أثمانًا باهظة نتيجة هذا الصراع.
بالقطع سيخرج المؤتمر بقرارات ستساهم بشكل كبير في التنسيق بين مختلف الجهات الدولية لإنجاح نية مساعدة الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة الغربية، والتخفيف من معاناتهم.
المؤتمر يعتبر علامة كبيرة وبارزة ومحطة مهمة في وقت تتراكم المأساة في غزة كما يأتي محطة مهمة على جهة الموقف الأردني من القضية الفلسطينية المنغمس في ملفها على مدار عقود طويلة وعلى كل المستويات السياسية والإنسانية،.
وكما قال الحسين ابن عبد الله ولي العهد ما يميز الملك في مواقفة أنه يتحدث في العلن كما يتحدث في الغرف المغلقة موقف ثابت وحديث واحد وهذ أحد أسرار ثقة العالم بكل ما يتحدث به أو يدعو اليه..