إستعراض في الاردن وإنهيار في إسرائيل
خالد قشوع
10-06-2024 02:21 PM
بينما كان الأردن يزف مليكه في إحتفال مهيب بمناسبة ذكرى اليوبيل الفضي ويحتفي بأبهى أيامه، كانت دولة الكيان تتصدع وتتساقط أغصان حكومتها اليابسة مُعلنة بذلك نهاية حقبة نتنياهو، قافزة نحو مستقبل مجهول يتصارع فيه إمراء السياسة الإسرائيلية على ما بقي من هيكل الدولة، بعد أن قدموا أطفال غزة قرابيناً على مذبح الرؤيا الصهيونية.
لم يكن الاحتفال في الاردن إحتفالا بروتوكولياً أو حدثاً دوريا بالمطلق، بل أرادت الدولة الاردنية بكافة مؤسساتها، إبتداء من القصر ثم الحكومة فالأجهزة الأمنية بإختلاف أشكالها توجيه رسائل سياسية العنوان وعسكرية المضمون. فقد تم استهلال الاحتفال بعرض عسكري مهيب شمل قطع عسكرية حديثة تم إدخال بعضها للخدمة فقط قبل عدة سنوات، و إظهار الجيش الاردني بالصورة القوية المتأهبة.
فبعد التجاذب الإيراني- الاسرائيلي الذي كان يهدف لتحويل الاردن الى ساحة لتصفية الحسابات بين الطرفين، كان لزاماً علينا إظهار الحزم واستعراض القوة كوسيلة ردع إستراتيجية متقدمة، بغية الحفاظ على مملكتنا في وضعها الأمني الحالي كواحة مستقرة في إقليم ما لبثت نيران الصراعات، والحروب أن تخمد فيه إلا وتعاود من جديد.
إن مقارنة المشهدين بين ضفتي النهر في يوم التاسع من يونيو، يعكس لنا الصورة الحقيقية لكل دولة ومدى صلابتها، وتلاحم أفراد مجتمعها أمام الأزمات. فعلى شرق النهر نجد ملكاً غمرهُ شعبهُ حباَ حنى فاضت الدمع من عيناه. أما على الضفة الغربية للنهر نجد دجالاَ سياساً احرق شعبهُ وباعهم كذبة العدوان حتى يشتري المزيد من الوقت في المنصب بدماء أبناء شعبه، فأنفرط عقد حكومته وأنتسل ثوب دولتهِ من وسطها.وبهذا تذوب أسطورة الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط أمام حقيقة المملكة الأقوى في الشرق الأوسط.