عمرو دياب وصفعة متطفل بسبب سيلفي !
د.عبدالفتاح طوقان
10-06-2024 12:27 PM
لا اعرف عمرو دياب شخصيا ولم التقِ به في حياتي الا مرة واحدة في شرم الشيخ تقريبا من اكثر من عشرين عاما ومعه ابنته "نور " من زوجته الفنانة المتألقة شرين رضا، ولتلك قصة اذكرها بمناسبة ما قام به الهضبة كما ينادونه ويلقبوه بحركة لا ارادية صفع فيها شخصا دخل متطفلا الى حفل زفاف وفاجأة بوضع يده عنوة على ظهره وكأنه يجبره على اخذ صورة معه بطريقة غير لائقة .
هذا المتطفل كأنه يذكرنا بقصص ونوادر "أشعب الأكول" أطرف متطفل على موائد العرب والذي كان يذهب دون اي دعوة او عزيمة فصنف انه "طفيليا" لا يتمتع بالاخلاق الكريمة و الاصول"، لكن هذا المتطفل والذي سبق له الدخول الى حفلات دون دعوة ومنها ما ذكر عن حفلة للفنان محمد رمضان و بنفس الاسلوب لم يكن لطيفا او طريفا فمجرد لمس اي شخص بغض النظر و الاسباب يحاسب عليه القانون ولا يجور فتلك الحالة هي اعتداء على الخصوصية.
وقد رُوِي عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: «مَن دُعي فلم يجب، فقد عصى الله ورسوله، ومن دخل على غير دعوة، دخل سارقًا، وخرج مغيرا".
و من الذاكرة الطيبة في سنوات مضت وفي فندق الهيلتون بشرم الشيخ وكنت اجدف سعيدا في البحر بقارب بلاستيك يستع لاثنين ومعي ابنتي ساره ، بينما وجدت افراد عائلتي فجاءة يقومون من تحت الشمسية وينادوني من الشاطئ الرملي الناعم وانا في البحر "انظر من بجانبك و يكررون انظر من بجانبك "و انا كنت انظر باتجاههم غير مبالي بمن بجانبي مركزا في الحديث لابنتي و سعيدا معها ، و قلت ماذا هناك ومن تقصدون ؟ فوجدت شخصا يجدف ومعه ابنته من جهة اليمين يقوم بدفع المجداف ناحيتي و يقول يا أخي اسمع الكلام انا "عمرو دياب" و تصافحنا بالماء وانا خجول انني لم انتبه اليه مسبقا، و طبعا كانت مفاجأة كبيرة لي و لعائلتي بوجود هذا النجم الكبير بهذا الحجم و الذي قال لي دعنا نخرج من الماء، و فعلا خرجنا وقام بالسلام على كل العائلة بارادة فردية منه وتحدث معنا بمنتهى التواضع حتى انه امسك الراكت ولعب معنا لدقائق واخذنا معه صورا جميلة للذكرى ولكنا بملابس السباحة وكان يقف بيننا وقد وضع يده على كتف الشباب.
وايضا كان على شاطئ البحر كل من الفنانة الجميلة نبيلة عبيد و التي كان عرض لها من سنوات و تحديدا في عام 1992 مسلسل "ماما نور" من تأليف بهجت قمر لكن كل الاطفال انذاك و الكبار عشقوا دورها و المسلسل الذي شاركها اياه الفنان المبدع عبد المنعم مدبولي و قام ابنائي بالسلام عليها و هي تحت الشمسية تضع النظارات السوداء الكبيرة و لكن عامر اني عرفها و صرخ "ماما نور" و ذهب اليها كل من علي الشاطئ و اخذوا معها صور ،وايضا كانت الفنانة "منى زكي" والتي طار معها ابني الكبير ناصر في البارشوات الذي يجره يخت سريع و يطلق عليه "باراسيلينج" و ما ان نزلوا معا حتي توجهت ناحيتنا وقامت بالسلام علينا بمنتهى التواضع و دون اي تكبر و بابتسامتها الجميلة.
ايضا وفي مدينة العقبة قبل ذلك بسنوات و كنت في الاكوامارينا (1) الفندق و الذي قمت بتصميم توسعته كما فعلت في الاكوامارينا (2) الي اسسه واداره وذاع صيته بفضل بطل العالم في التزحلق على الماء سيمون خوري رحمه الله عليه و الذي اتي به الملك الحسين من فندق السان جورج في بيروت ليساهم في تطوير السياحة والالعاب المائية في مدينة العقبة و اجاد رحمه الله و كنت اتناول الغذاء برفقة القنصل المصري شريف البحراوي و الذي اصبح سفيرا في بيروت لاحقا و متزوج من السيدة منى ابنه شقيق ابراهيم محمود شكري (1916م - 2008م)، السياسي المصري ووزير الزراعة بالحكومة المصرية،و مؤسس ورئيس حزب العمل الاشتراكي .و السيدة منى هي صديقة زوجتي و شريكة حياتي ماجدة عرموش وكانت منى تمتاز بعمل الفتة المصرية و التي دعتنا اكثر من مرة لتناولها في بيتهم في عمان .
في هذا اليوم وبمدينة العقبة تصادف وجود المطرب الشاب انذاك ووقف خلفنا و تصورنا معا وكان قادما لاول مره للغناء في مهرجان جرش وهو عملاق الغناء و الطرب الحالي راغب علامة و كان في منتهى التواضع ودوودا و صاحب محيا باسم لا تفارق وجهه الابتسامة ووقف خلفنا و نحن جالسون و التقطنا صورا تذكارية و ايضا لم التق به الا في تلك المرة الوحيدة.
أما الفنان احمد عز فقد التقينا اياه في بيروت في فندق الموفينبيك حيث اتي لتصوير اعلانات و عندما طلبت منه اخذ صور لانه احد الفنانين الذي اتباع نجاحتهم و معجب به بادرني و قال هات الاي فون انا شاطر في اخذ صور السيلفي، و ضحكت و اعطيته الهاتف و شعرت كم هو قريب وغاية في الادب و التواضع و القصص لا تنتهي من نور الشريف رحمه الله الى بوسي الى خالد يوسف و بالطبع النجم الاكير المخرج يوسف شاهين خريج كلية فيكتوريا و الشقي احمد رمزي و القائمة تطول.
اما الفنانة يسرا و التي هي غاية في التألق و الشهرة التي بدأت التمثيل في منتصف سبعينيات القرن العشرين، و استطاعت بشكل تدريجي أن تكتسب شعبية عارمة وترتقي الي مكانة لم تصلها اي من الفنانات ممن سبقوها ان لم تكن قد تعدت الكثيرات من المبدعات منهن لمهارتها و اتقانها لتقمص الشخصيات و الاندماج في الادوار بالاضافة الي وسائل التواصل و الفضائيات التي لم تكن متوافرة في الزمن الذي سبقها ، ورغم انها كانت متعبة ومرهقة هذا اليوم ولكنها تحاملت علي نفسها في سهرة عشاء في عام 2001 في مطعم "بيانو بار" في منطقة عبدون بالعاصمة الاردنية و الموجود فوق سينما عبدون التي يملكها ال المعشر و ال الطاهر ، و كنت معها منذ الصباح في احتفالية فيلمها "العاصفة" بوجود الاخ و الصديق والزميل المهندس المؤلف والمخرج للفيلم الجريء خالد يوسف ، فقد قامت بالسلام علي الجميع و اعطت من وقتها و كانت منهكة وقامت بالتصوير مع كل الحضور ولم ترفض طلب اي شخص، و هي ايضا فنانة متالقة متواضعة وتحترم الجميع و يبادلونها المحبة و الاحترام و التقدير.
أقصد من ذلك ان جميعا ممن ذكرت هم بمنتهى التواضع وغاية في ادبيات المجاملات ولديهم عفوية بلا تصنع مع محبيهم و المعجبين بأدائهم سواء كانوا مطربين او ممثلين. لكن ان يأتي شخص عنوة و يفرض وجوده الاجباري و في حفلة ليس معزوما بها فهذا خرق قانوني يجرم عليه القانون واساءة للفنان لا يعفيه من المسوؤلية حتى و ان صرح "انه يحب الفنان " و يعتبر تخريب للحفل في لحظة كان كل تركيز عمرو دياب على اطراب الناس وانغماسه في الاداء والمشاعر والاحاسيس المرهفة حتي يخرج الكلمات لتطرب بينما يتابع الموسيقى والفرقة الموسيقية قائدا ماهرا لاحياء فرح ، وبالتالي و ان كان الصفع غير مقبول وهنا لا ادافع عن عملية الصفع واقف في صف زميلي في كلية فيكتوريا الاعلامي عمرو اديب أن الصفع غير مستحب، لكن هو متوقع كرد فعل لا ارادي لفنان في حالة خاصة من اضفاء البهجة ومحاولته الوصول الى كل من الحضور وهذا يتطلب حسا و نوعا و تركيزا وشعورا يكون المطرب في اعلى درجات الاتقان للغناء والمغني و ليس في وضع الاسترخاء و الراحة. و ايضا أؤيد رأي الاخ الكبير نجيب ساويرس و الذي عرفته و عملت معه في القاهرة مديرا و عضو مجلس الادرنة المنتدب لاحد شركاته بمشاركة اماراتية اثناء بناء ابراج النيل ، مؤكدا "ان المعجب غلطان".
الاعتذار لعمرو دياب واجب لان ما أتى به المتطفل عيب و لا يشفع له حبه و اعجابه للهضبة.
مطلوب احترام خصوصيات الفنانين اللذين اسعدوا الملايين ويبذلون جهدا غير عادي ومرهقا ليفرح الناس و يطربوا.
aftoukan@hotmail.com