إمضِ بنا عبدالله فنحن معك
م. بسام ابو النصر
10-06-2024 11:56 AM
تمنيت لو كنت بين الحاضرين في الاحتفالية الوطنية باليوبيل الفضي، ليس بصفتي ضابطًا أحيل على التقاعد في ريعان العطاء، ولا بصفتي ناشطًا سياسيًا أنتمي لقيادة أحد الأحزاب الوطنية والتي تحمل قيمةً وفكرًا يأتي من رحم الوطن والأمة، ولكن بصفتي عاشًقا لهذا الحمى الطيب، الذي يقف وراءه الهاشميون قادة وسادة، وأصحاب رؤًى نبيلة في توحيد الإمة ونهضتها.
وكلنا فخر أن نكون أردنيين هاشميين، نشامى يُشار لنا ببننان القاصي والداني، وبعيون المحبين والكارهين أن الأردن دائمًا يتجاوز عواصف الأقليم في كل جهاته، ويخرج من رحم العاصفة في كل موقعةٍ حدثت هنا أو هناك، وعاشقًا لوطنٍ فيه ملوك حموا هذا الحمى من طواغيت الفكر المنحرف وخوارج القرن الواحد والعشرين، ومن الدواعش المارقين الذين ارادوا بوطننا شرًا فوقعوا في شرور أعمالهم وسوء منقلبهم، وعاشقًا لأرض التقى فيها القائد بالأهل الطيبين الذين كانوا الاكثر قربَا من كل قضايا الوطن والأمة، فما من جرحٍ الا كان له من هذا الوطن يد تشد عليه حتى يبرأ، في غزة العزة كنا الأقرب روحًا وعزيمة وكانوا لنا أهلًا نمدهم بأكثر ما لدينا، وحتى أننا ذهبنا الى حدودهم وداخل مواقعهم، وليس منة لمن يشتركون معنا في الدم والتاريخ انا وضعنا لديهم ما أوتينا من مؤونة وأبناء يساعدون في لم الجراح ويساعدون في إقامة الاود لديهم من خلال ما أمر به عبدالله وما رغب به الاردنيون ان يكونوا معهم.
والأردن في خمس وعشرين عاما من عمر المملكة الرابعة كان منارة في العلم والمعرفة، ومكانا لتصدير الأستقرار والأمن لمئات الالاف من نازحين من الدول العربية التي إكتوت بنار الثورات والحروب التي ما كانت لتقوم لولا الحكمة التي ما كانت في زعمائها وقادتها والرموز الذين اعمتهم أنانية مواقعهم والجفاء مع شعوبهم، فوجد النازحون في الأردن ملاذًا امنًا لعائلاتهم وما زال الأردن يأويهم من طغيان الطغم الفاسدة في بلدانهم في ظل هذه القيادة الحكيمة التي ما سالت دماء حتى مع الذين اذوا الوطن بمعتقداتهم وفكرهم الأسود، ومع الحزم الذي وجده هؤلاء من قيادة راشدة الا ان الكثير منهم قد تصالحوا مع هذه القيادة حينما وجدوا أن الأمن افضل من الدم الذي يسيل في شوارع الاخوة هنا وهناك.
خمس وعشرون عامًا من عمر بلدنا شهد الكثير من الإصلاحات والتحديث وخرجت الأحزاب البرامجية تقدم رؤاها ورسائلها لصالح الوطن والمواطن بإشراف مباشر من القيادة التي وضعت خطوطًا عريضة للإصلاح من خلال أوراق نقاشية شملت كل القطاعات والتقطها الخيرون حينما وجدوا أن الإلتفاف حول القيادة هو طوق النجاة ببلدنا فيما يحدث في هذا الاقليم المتهب، والمنطقة حبلى باللهب حين أن بلدنا يشهد إستقرارًا يضمنه عبدالله الملك والإنسان ويقف الى جانبه ولي عهده الأمين الحسين بن عبدالله على خطى القائد وفي خطه الذي يدعو للفخر والفخار، وليس هناك من زعيم في العالم قد حزن لغزة كالملك حين وجه كل طاقات الوطن واستلهم الأمة أن تقدم ما يمكن أن يكون مفيدًا لإخوتنا في فلسطين بشقيها في الضفة الغربية وغزة لإجل أن يقيم الأشقاء دولتهم وعاصمتهم القدس على ترابهم رغم أنف المعتدي، وقد وصل بجلالته أن أمتنع عن مقابلة الرئيس الامريكي في عمان في بداية طوفان الأقصى وهذا ما كان ليحدث لأي زعيم أن يقف في وجه الولايات المتحدة وهذا يكرر الموقف الأردني في عهد الهاشميين عندما وقف الحسين الى جانب العراق الشقيق رغم وقوف معظم دول العالم وحتى العربية ضده، فهذا الليث من ذاك الأسد، والهاشميون مدرسة في القيادة والوطنية،، أمض بنا عبدالله فنحن معك ..