اليوبيل الفضي رحلة الاردن نحو الازدهار ..
علي سليمان الحديثات
09-06-2024 11:17 PM
يحتفل الأردن اليوم باليوبيل الفضي بتسلم جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، وهي الذكرى الخامسة والعشرون لجلوس جلالته على العرش، فالأردنيون اليوم يقفون وقفة عز وشموخ في هذا اليوم الوطني لمواقف جلالة الملك الثابتة تجاه القضايا الوطنية والعربية مستذكرون جهوده في ترسيخ الأردن كواحة للأمن والاستقرار والصمود في وجه الاضطرابات التي تعصف بالمنطقة.
اليوم يقضي جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين خمسة وعشرين عاماً من حكم المملكة الأردنية الهاشمية والتي مرت كسحابة عابرة مليئة بالإنجازات في ضل التحديات والصعاب التي تعصف بالمنطقة العربية بشكل عام والأردن بشكل خاص، استطاع جلالة الملك العبور بالمركب الى بر الأمان مواجهاً العقبات بقوة وعزيمة مما افرز قصة نجاح اردنية نُسجت بقيادته الحكيمة وبعزيمة النشامى في أردن الخير والعطاء.
اليوم نحتفل بالبيعة التي حملها الهاشميون عبر التاريخ وامتداداً لبيعة الشريف الحسين بن علي لحماية المقدسات في القدس الشريف ورعايتها والدفاع عنها في مواجهة المخططات الإسرائيلية..
بدأت مسيرة جلالة الملك عام 1999 عندما رحل الملك المغفور له الحسين بعد صراع مع المرض الذي آلمنا جميعاً من جهة وأفرز حالة من الألفة بين الأردنيين وجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين والتي استطاع الأردن من خلالها الوقوف في وجه العواصف والتحديات الاقتصادية المثقلة بالجراح والآلام في تلك السنين العُجاف، ومن هنا قاد جلالة الملك الأردن عبر ربع قرن عاشت خلاله المنطقة العربية في ضل معارك دامية في قضاياها الأساسية وتشرد الملايين من الاشقاء العرب ولجوئهم الى ذلك البيت الامن الذي بقي صامداً مُشرعاً ابوابه ينعم بالسلام والطمأنينة بفضل الله وحكمة جلالته، فقدم الأردن صورة واضحة المعالم تتسم بالسلمية والتوازن بين مطالب الشعب الأردني في احتياجاتهم وبين مخرجات الازمات العالمية التي عصفت بالمنطقة العربية، تلك الصورة التي عكست الشعور بالإيجابية والتفاؤل بمستقبل زاهر نرجوه من المولى عز وجل ملتفين حول القيادة الهاشمية حتى ننهض بالأردن الى مصاف الدول المتقدمة..
عبر ربع قرن لم يستشرف جلالة الملك مستقبل الأردن والقضية الفلسطينية فقط بل استشرف تداعيات الازمات العالمية ونجح في توجيه الراي العالمي حول الأمن والسلام وتحقيق الأمن الغذائي لشعوب المنطقة العربية، ومن هنا أضحى جلالة الملك الشخصية التاريخية التي غيرت الراي العام العالمي نحو القضية المحورية القضية الفلسطينية ولعب دوراً ريادياً وحيوياً في أن تكون الأردن منطلق وقاعدة لإرسال المساعدات الى اهل غزة في محنتهم في ضل الحرب الغاشمة.
اليوم يمضي الأردن نحو تسطير تاريخ مجيد عبر المئوية الثانية حافلاً بالإنجازات والمواقف مع اشقائه في المنطقة العربية في محنتهم، فكان الأردن بقيادة جلالة الملك صاحب الكلمة الجريئة التي أيقظت الشعور الإنساني عند شعوب العالم اجمع، مما افرز حالة من الغضب لما تمارسه الآلة الإسرائيلية البشِعة ضد أهلنا في غزة..
حقا علينا اليوم ان ننهض مع ابي الحسين في ضِل التحديات المحيطة بنا يداً بيد نحو مستقبل زاهر عنوانه الامل والرفعة والازدهار لأردن الخير والعطاء، فيقف الأردنيون شامخين كشموخ سنابل القمح الذهبية في حوران الشمال عنوانهم الفخر والكبرياء بيوبيل ابي الحسين الفضي الذي نفاخر به العالم وسنضيئ شموع الامل في ارض الحشد والرباط..
اليوبيل الفضي لجلالة الملك بمضي خمسة وعشرين عاماً من تسلم سلطاته الدستورية بات ركيزة أساسية وقاعدة متينة ليس فقط للاحتفال بتلك المناسبة بل بالتأكيد على استمرار المسيرة والعهد بين القائد وشعبه بالمضي قدماً نحو آفاق جديدة وأمل في مستقبل واعد يعكس طموح واحلام الأردنيين، وفي الختام نتوسل الى الله العلي القدير ان يحفظ الأردن بقيادته الحكيمة وشعبه الوفي، وكل عام والوطن وقائد الوطن بإلف خير.