اليوبيل الفضي .. 25 عاما من الإنجاز بالبحث العلمي والابتكار
أ.د. طارق لويس مقطش
09-06-2024 09:07 PM
شهد الأردن، تحت قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، تحولاً ملموساً في مجالات البحث العلمي والابتكار. وباعتباره قائد يمتلك رؤية ثاقبة، أولى جلالة الملك التعليم والتكنولوجيا اهتماما خاصا باعتبارهما ركيزتين أساسيتين في دفع عجلة التنمية الوطنية والاقتصادية الى الامام. لذا، أطلَق سلسلة من المبادرات والسياسات والاستراتيجيات التي تهدف إلى بناء اقتصاد نابض بالحياة يعتمد على المعرفة والابتكار.
وما انشاء صندوق دعم البحث العلمي والابتكار الى دليل واضح على اهتمام المملكة تحت قيادة جلالة الملك بهذا المجال. فقد ساهم الصندوق في خلق بيئة بحثية متميزة في المجتمع الأكاديمي الأردني وأدى الى رفد القطاع البحثي ببنية تحتية متميزة. وتم تطوير العمل في الصندوق ليشمل مناحي الابتكار المختلفة كما يساهم في دعم الحاضنات ومسرعات الأعمال في الجامعات والمؤسسات العامة والخاصة لغايات تنفيذ المشاريع الابتكارية والريادية.
وتعد الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية من أبرز المبادرات الوطنية التي هدفت لتعزيز البنية التحتية للمؤسسات التعليمية والبحثية. وتركز هذه المبادرة على تحسين نوعية التعليم وتعزيز البحث العلمي في الأردن. وتهدف هذه المبادرة إلى تجهيز الأردنيين بالمهارات والمعارف اللازمة لمواجهة التحديات في عالم يشهد تحولاً سريعاً. تتضمن الجهود المبذولة في إطار هذه المبادرة تحديث المناهج الدراسية، وتشجيع الشراكات بين المؤسسات الاكاديمية والصناعية، ودعم الأنشطة البحثية والتطويرية.
وانطلاقاً من رؤيته الثاقبة واستشرافه للمستقبل، أُطلق سيد البلاد ورقته النقاشية السابعة والتي تسلط الضوء على أهمية تطوير الموارد البشرية والتعليم لتحقيق النهضة. في هذه الوثيقة، يدعو الملك إلى نظام تعليمي يعزز التفكير النقدي، والابتكار، والتعلم مدى الحياة. وتُعَد هذه الورقة بمثابة خارطة طريق لصانعي السياسات في القطاع الأكاديمي، بهدف توجيه جهودهم نحو هدف مشترك يتمثل في بناء قوة عمل تتمتع بالكفاءة والمهارات اللازمة.
وجاءت مؤخرا رؤية التحديث الاقتصادي، والتي يسعى من خلالها الأردن بقيادة الملك عبد الله إلى تبني استراتيجيات واضحة للنمو الاقتصادي تتمحور حول القطاعات الحيوية مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والصناعات الدوائية، والطاقة المتجددة. من خلال الاستثمارات الموجهة والسياسات المحكمة، كما تهدف إلى جعل الأردن مركزاً إقليمياً للابتكار والبحث العلمي. تساهم هذه الجهود في دفع حدود الإمكانات المحلية وخلق فرص عمل جديدة.
بالإضافة إلى ذلك، أُنشأت مؤسسات مثل صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية (KAFD) ومدينة الحسن العلمية والمركز الأردني للتصميم والتطوير، لدعم المبادرات البحثية وتقديم المنح المالية وإيجاد بيئة تمكينية للابتكار وريادة الأعمال. وتلعب هذه المؤسسات دوراً محورياً في تحفيز الإبداع ودعم المشاريع العلمية والتكنولوجية.
اما على صعيد التعاون الدولي في البحث العلمي، عقد الأردن شراكات استراتيجية مع منظمات عالمية وجامعات عريقة، مثل الاتحاد الأوروبي والوكالة الأمريكية للتنمية ومنظمة الصحة العالمية فأسهمت في تبادل المعرفة وبناء القدرات، وساعدت في الوصول إلى بنية تحتية بحثية متقدمة، مما جعل الأردن مركزاً للبحث والابتكار في المنطقة.
إن التوجه الطموح للملك عبد الله الثاني نحو العلوم والابتكار لا يعزز مكانة الأردن في المجتمع العلمي العالمي فحسب، بل يسير بالبلاد نحو تحقيق نهضة وطنية شاملة ويعزز مفهوم الريادة والإبداع، ويسهل سبل الاستثمار، الذي سينعكس لا محالة على تحسين نوعية الحياة للمواطن الأردني.
***الكاتب عميد البحث العلمي بجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية