درب الأردن وجهة سياحية وأيقونة عالمية لعشاق المسير والترحال فقد نال العديد من الجوائز وكرّم أجل تكريم، واليوم يحتفي به ويجسد في مجموعة طوابع بريدية.
أصدرت شركة البريد الأردني مجموعة بريدية تكريما لدرب الأردن مجسدة مراحله بإصدار متاح للجمهور من هواة جمع الطوابع والمستثمرين فيه مكونة من ثمانية طوابع كلا منها يرمز لمرحلة من المسار الممتد من أم قيس إلى خليج العقبة بطول 650 كم وبقيمة إجمالية دينارين و 400 فلس للمني شيت مقسمة بشكل موحد لكل طابع ويضاف 500 فلس لمغلف الإصدار الحامل لختم يومه الموافق 24/5/2024 مستوحى من رحلة عائلية والذي يحرص المهتمين باقتنائه بتاريخه، وبعدد 4000 شيت للإصدار كاملا، وهو واحد من إثنى عشرة إصدار تطرح خلال العام.
وجاء اختيار صور فوتوغرافية بلقطات واقعية لمكان رمزي لكل مرحلة من غابات عجلون إلى بيوت السلط وليل رم ودير البتراء عاصمة العرب التاريخية بمرحلة ضانا البتراء والتي صنفتها ناشيونال جيوغرافي واحدة من أجمل مسارات آسيا، ومنذ افتتاح الدرب عام 2017م وهو يحصد الجوائز من حيث التنظيم والخدمة، فبعد عام من إنطلاقة حصل على جائزة السياحة العالمية والتي تعد من أرفع الجوائز في القطاع السياحي ، وفي نفس العام أيضا أنعم عليه سيدي جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بوسام الملك عبدالله الثاني للتميز من الدرجة الثانية كما سار جلالتة على مراحل من الدرب برفقة ولي العهد الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني وكذلك جلالة الملك رانيا العبدالله بمرحلة ضانا بعام الإنطلاق وهذا تأكيد جازم على مدى أهمية سياحة الترحال والإكتشاف والمغامرة سواء للسائح الأجنبي أو للزائر الأردني والمقيم.
وقد جمع الدرب المرسوم بعناية تنوع يثير الشغف والدهشة من حياة طبيعية وفطرية اتخذت من مواقع جيولوجية تمتاز بالتفرد إلى جانب المواقع التاريخية الطاعنة في القدم من عصور ما قبل الحضارة إلى يومنا هذا في أماكن يحرص على الحفاظ على تراثها والعادات والتقاليد المتوارثة من الأجداد بأقاليم متنوعة من حيث الطبيعة والمناخ ودرجات الحرارة، فيما يقوم أهل المناطق التي يمر بها بخدمة الدرب من الدعم اللوجستي والدلالة والإيواء، ولا يستوجب منك أن تسير الدرب كاملا بل يمكن اختيار المرحلة حسب المشاهدات ودرجة الصعوبة سواءً ليوم أو عدة أيام، وللتحفيز أكثر تم تصميم الدرب مطبوعا كجواز السفر يختم بشكل اختياري عن كل مرحلة يتم الإنتهاء منها بختم على هيئة سمكة أو جسر بردى أو بيت دولمنز وغيرها من الرمزيات المشاهدة في الدرب .
وإصدار المجموعة التي تعد من الوثائق الوطنية وخير شاهد على ذاكرة الشعوب سوف يثير شغف من يطلع عليها بالبحث والمعرفة وزيارة المكان خصوصاً أن هواتها ومختصيها من أصحاب الثقافات العالية في مختلف أرجاء العالم ولذا كانت ملكة الهوايات ولم تندثر مع ابتداع البريد الإلكتروني ورسائل التطبيقات السريعة ، كما أطلق عليها هواية الملوك لاهتمام النخبة بجمعها ومنهم الملكة الراحلة اليزابيث الثانية والرئيس الأمريكي هربرت و روزفلت الذي قال فيها " هواية تخلق المواطن الصالح"، ولتحريك هذا الشغف يتم اختيار محتوى الطابع بعناية وتصميم فني يطبع في الذاكرة بجودة طباعة تمتاز بالثبات والديمومة، ولهذه الهواية محافلها وأنديتها العالمية ومؤتمراتها العلمية ومعارضها المتخصصة الدولية والمحلية ، وفي الأردن تقيم الجمعية معرض عمان الدولي للطوابع والعملات كل عام ومزادات توسعت عبر الحدود بميزة الإنفتاح عبر الإنترنت وسرعة تبادل المعلومة بوسائل التواصل الإجتماعي عبر الحدود.
وما يميز الأردن أن تكون قبلة لسياحة المغامرة بموقعها المتوسط لقارات العالم، والتنوع التاريخي والطبيعي والعادات والتقاليد المحافظ عليها ونعمة الأمن والسلام حتى في الأراضي المفتوحة والخلاء ، وتقبل الضيف والترحيب به، إلى جانب اهتمام وزارة السياحة والآثار بإصدار قانون وتعليمات ناظمة لهذه السياحة بشكل واضح وجهود هيئة تنشيط السياحة لهذا المنتج الطموح. واستقطبت عددا من المؤتمرات الدولية ذات الإختصاص لتعقد في الأردن كان آخرها مؤتمر سياحة المغامرة للشرق الأدنى.
وعلى المواطن وعشاق المسير والترحال أيضاً دورا للمحافظة على الدرب أقلها الترويج له عبر وسائل التواصل الإجتماعي والمحافظة على العلامات الإرشادية وإعادة توضيحها وبنائها وحمل شعاره كرمز لدرب وطني في الترحال الخارجي وهو ما نحرص عليه دوما بطباعته على ملابسنا والحقيبة المحمولة وكان ذلك في درب أنابورنا، مناسلو وميرا بيك في نيبال ودرب الجبل اللبناني وقمة سانت كاترين في سيناء حيث تركنا ملصقات في أماكن الزيارة والإيواء والإستراحة على طول المسار بهدف التعريف والدعوة.
وفي الختام لا يسعنا إلا أن نقول أن وطننا كبير تركت فيه الحضارات والممالك الكثير من المسارات التاريخية للحجيج والتجارة ودروب محلية دكتها أقدام الفلاحين في قراهم وبادية تثير الدهشة بكرم أهلها وبلاغتهم، ودوما نقول أن من يمشي على ترابه حتما يحب بلاده.