ربع قرن من العطاء .. مسيرة من الانجاز والحب والولاء للوطن
الدكتور مهند النسور
09-06-2024 11:49 AM
تحتفل المملكة هذه الأيام بمرور خمسة وعشرين عامًا على تولي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، وهي مناسبة تستحق منا جميعا الوقوف عندها واستذكار محطات الانجاز والتميز التي شكلت مسيرة قائد محنك كرس حياته لخدمة وطنه وشعبه، وحمل على عاتقه مسؤولية النهوض بالوطن نحو آفاق أوسع من التقدم والازدهار في ظل ظروف معقدة وتحديات اقليمية وعالمية لا زالت قائمة حتى وقتنا الحالي.
اننا اذ نتحدث عن ربع قرن من القيادة المتزنة، فإننا نتحدث عن سنوات من العطاء عمل خلالها جلالة الملك على تجذير وتبني بنية التخطيط الاستراتيجي، مؤمنا بقدرات وطنه وشعبه، وسعى جاهدًا لتحويل الأحلام والتطلعات الوطنية إلى واقع ملموس نرى نتاجه ويشهد له به عالميا، فمنذ اليوم الأول لتوليه القيادة، وضع جلالته نصب عينيه رؤية استراتيجية طموحة لتطوير القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وعمل على ضمان تأسيس بنية تحتية قوية تكون ركيزة للنمو المستدام، فقد كانت التنمية الاقتصادية في صدارة أولويات قائدنا، حيث تم تنفيذ مشروعات نوعية في مجالات الصناعة والزراعة و الصحة والطاقة، مما أسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على الموارد التقليدية و المنح و الهبات، ولم تتوقف الجهود عند هذا الحد، بل تم تعزيز قطاع التكنولوجيا والابتكار ليصبح اقتصادنا التكنولوجي قادرًا على المنافسة في الأسواق الإقليمية و العالمية،ولقد كان ايمان جلالته من البداية بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية للوطن، فقد ركز القائد على تطوير قطاعي التعليم والصحة، وكانت توجيهات جلالته للحكومات المتعاقبة واضحة بضرورة الاستثمار في بناء المدارس والجامعات الجديدة، ومواكبه تطورات واحتياجات العصر، وتحديث المناهج التعليمية لتواكب التطورات العالمية، بالإضافة إلى إقامة مراكز بحثية تسهم في إنتاج المعرفة العلمية المتسارعة، اما على صعيد القطاع الصحي ، فقد شهدت المملكة تحسينات جوهرية في الخدمات الصحية، مع بناء مستشفيات حديثة وتوفير رعاية صحية متقدمة لكافة المواطنين، والاستثمار في تأهيل للكوادر الصحية وعلى كافة مستوياتها ومناطقها الجغرافية.
ولم تقتصر جهود القائد على أمور الوطن الداخلية فحسب، بل شملت أيضًا وبشكل موسع تعزيز مكانة الاردن على الساحة الإقليمية و الدولية، وذلك من خلال دبلوماسية احترافية نشطة وعلاقات متوازنة مع مختلف دول العالم، وبفضل كل هذا أصبحت المملكة تتمتع بسمعة مرموقة ومتميزة على المستوى الاقليمي والعالمي، وأصبحت شريكًا موثوقًا به لا يستغنى عنه في القضايا والمواضيع الإقليمية والدولية.
لم يغفل جلالته رغم انشغاله في متابعة القضايا الاستراتيجية الملحة مواكبة التطورات العالمية في مجال حماية البيئة، إذ قام جلالته بإطلاق مبادرات نوعية تهدف إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة، فبعهده تمت زراعة ملايين الأشجار، وإنشاء محميات طبيعية، وتبني تقنيات الطاقة النظيفة المستدامة، مما جعل الاردن انموذجًا يحتذى به في التوازن بين التنمية والحفاظ على البيئة.
وفي الختام، اننا إذ نحتفل باليوبيل الفضي لقيادة جلالته، فاننا نعبر عن فخرنا وامتنانا لكل ما تحقق من إنجازات خلال مسيرته العطرة و عرفانا منا للجهود الكبيره التي بذلها جلالته، وإن هذا اليوبيل ليس فقط مناسبة للاحتفال، بل هو أيضًا مناسبة لتقدير مسيرة قائد أضاء لشعبه الطريق نحو افاق مستقبل مشرق، واننا على يقين تام بأن الاردن بقيادته الحكيمة والملهمة، ستواصل السير قدما في مسيرة التقدم و الرقي الازدهار رغم كل التحديات و الاخطار.