"اليوبيل الفضي للجلوس الملكي" مسيرة ربع قرن من الإنجازات
فيصل تايه
09-06-2024 10:57 AM
اليوم التاسع من حزيران ، يوم يشكل محطة تاريخية مضيئة في تاريخ الأردن الحديث ، حين اعتلى جلالة الملك عبدالله الثاني ، في مثل هذا اليوم من عام ١٩٩٩م عرش المملكة الأردنية الهاشمية ، واذ يواصل أبناء وبنات الأسرة الأردنية الواحدة مسيرة الآباء والأجداد في البناء والإبداع والريادة بقيادة هاشمية حكيمة ومعاصرة ، تستمر في عهد جلالته مسيرة بناء الدولة المدنية الحديثة وترسيخها، وتعزيز سيادة القانون، وتحقيق التقدم والنهضة والإنجاز بشتى المجالات.
ان احتفالنا هذا اليوم باليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك على العرش يأتي ليجدد الأردنيون فيه شحذ الهمم وتعزيز الإرادة في مسيرة الوطن، التي تحتاج الى سواعد الجميع، باعتبار المستقبل المنشود نحو "الأردن الحديث" تصنعه الإرادة والحرية والمواطن المنتمي لقيادته ووطنه وأمته، لتستمر المسيرة بخطى ثابتة وواثقة نحو المستقبل الأفضل، والحفاظ على تميز الأردن في انفتاحه السياسي والاقتصادي والأمن والاستقرار والديمقراطية وتبني مفهوم التنمية الشاملة بأبعادها المختلفة.
ان هذه المناسبة ، توكد على دلالات الانسجام والتوافق الوطني وتلاحم القيادة مع الشعب نحو تعزيز المنجزات والبناء عليها، حيث يتطلع الأردنيون إلى "اليوبيل الفضي" للجلوس الملكي بهمة وعزيمة واقتدار نحو إعلاء صروح الوطن، وصون وحماية مقدراته ومؤسساته، وجعله أنموذجاً في الريادة والإبداع والإنجاز، إلى جانب المضي قدماً مع جلالة الملك جنباً إلى جنب على مواجهة مختلف التحديات والعمل بجد لتحويلها إلى فرص، تمكنهم من الحفاظ على مؤسسات الوطن وإرساء دعائم استقراره، ليبقى الأردن أنموذجا للدولة القوية الراسخة، عبر نموذج متميز من الوحدة الوطنية والعيش المشترك واحترام الآخر، متجاوزين كل التحديات الإقليمية المحيطة، التي لم تزيدهم إلا صلابة وقوة، وصموداً منقطع النظير.
لقد شكل الأردن بقيادة جلالة الملك وعلى مدى ربع قرن ، نموذجاً للدولة القوية الراسخة، والتي تسير وفق خطط علمية وعملية في مواصلة عملية الإصلاح الشامل، وتقوية النسيج الاجتماعي، وتعزيز المواطنة الفاعلة، وترسيخ مبادئ الديمقراطية والحرية وصون حقوق الإنسان وتعزيز الحوار وقبول الآخر وإرساء مبادئ سيادة القانون ، كما وتصدر الهم الوطني والعربي وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإدارية، والاستقرار السياسي في المنطقة ، ونشر السِلم والأمن الدوليين، وإيجاد حلول شاملة لمختلف قضايا المنطقة ولا سيما القضية الفلسطينية باعتبارها "قضية الأردن الأولى"، والدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس .
لقد عمل جلالته من خلال جهود مكثفة ودؤوبة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية، لتحقيق الأفضل للمواطن الأردني ولمستوى دخله ومعيشته، وتحسين نوعية الخدمات المقدمة له، والتخفيف من معاناته في مختلف الظروف، وتوضيح المفاهيم السمحة التي ينطلق منها الدين الإسلامي الحنيف، وتحقيق استقرار المنطقة برمتها، وتعزيز آفاق التعاون بين مختلف الثقافات والشعوب بوجه عام.
لقد شكلت قضايا الوطن الداخلية والخارجية سلم أولويات واهتمامات جلالته، والتي طرحت ضمن رؤية ملكية شمولية تهدف إلى تكريس نهج البناء في مؤسسات الوطن والحفاظ على هيبتها، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، اذ شكّل المواطن الأردني، والارتقاء بمستوى معيشته، وتحسين نوعية الخدمات المقدمة له، والتخفيف من معاناته في مختلف الظروف، جوهر الأنشطة واللقاءات والمباحثات الملكية، فضلاً عن توجيهاته المستمرة لتوفير حياة كريمة ومستقبل أفضل للأردنيين ، اضافة الى تعزيز سيادة القانون وتأكيد العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات، في إطار قواعد ومبادئ دستورية مرنة وقابلة للتحديث والإصلاح .
ان الأردن يواصل بقيادة جلالته، دوره التاريخي في دعم الاهل غربي النهر ورفع الظلم ووقف الحرب الشرسة على قطاع غزة ، كما يحرص جلالته على رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، والحفاظ على عروبتها وهويتها بدعم وتثبيت أهلها هناك وتعزيز وجودهم ، وما تزال القضية الفلسطينية وتأكيد حق الأشقاء الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، في طليعة القضايا التي يحرص جلالة الملك على دعمها وصولا إلى سلام عادل وشامل، يجنب المنطقة والعالم المزيد من الصراعات والحروب.
لقد حظي الدور الكبير الذي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني، منذ أن تبوأ سدة الحكم، بتقدير الأوساط السياسية العربية والدولية، لما لجلالته من إسهامات بارزة في دعم التعاون العربي وإزالة الخلافات بين الدول الشقيقة، للوصول إلى استراتيجية تكفل للأمة العربية تعاونها وتضامنها وبلوغ أهدافها القومية، حيث تتسم سياسة جلالته الخارجية بالصراحة والوضوح والدبلوماسية التي تعمل على تعزيز البناء مع جميع الدول، على أسس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل النـزاعات بالطرق السلمية.
لقد عبر الأردن محطات مهمة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، حملت في طياتها الكثير من التحديات التي واجهها الأردنيون بعزيمة وتصميم وإرادة، وحمل كل عام في عهد جلالته الميمون هدفاً وطنياً مستنداً إلى مطالب الشعب والقائد في تعزيز الأمن والاستقرار والحرية والازدهار في وطن لم يتخل يوماً عن ثوابت عقيدته وقناعاته ومبادئه، ولم يتوان ساعة عن تقديم يد العون والمساندة لقضايا الأمة وتحقيق الرخاء وإرساء قواعد السلام العادل والشامل.
ومنذ اعتلاء جلالته العرش، عمل على ترسيخ مؤسسات الدولة، وتحقيق التنمية بمفهومها الشامل والمستدام، وإرساء أسس العلاقات المتينة مع الدول العربية والإسلامية والصديقة، والنهوض بمسؤولياته تجاه أمته العربية والإسلامية وخدمة قضاياها العادلة، من أجل تحقيق الأفضل لشعوبها في حياة حرة وكريمة، مستندا إلى إرث هاشمي نبيل ومحبة شعب أبيّ كريم، وتقدير عربيّ وعالميّ لدور الأردن الرياديّ في مختلف الميادين بوجه عام.
وإذ يقود جلالة الملك مسيرة الإصلاح الشامل بأبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يحرص على تعزيز المسيرة الديمقراطية وبناء الأردن الجديد، وصولا إلى مرحلة متميزة من الأداء السياسي لحماية الإنجاز الوطني، والدفاع عن قيم الحرية والعدل والمساواة والتسامح واحترام حقوق الإنسان، كما يؤمن جلالة الملك بأن الإصلاح الناجح ليس حدثاً، إنما هو عملية مستدامة تبنى على ما تحقق من نجاحات، وأنه دائرة مفصلية من التغيير، وهذا يعني برامج تربوية تزود اليافعين بوسائل النجاح في الاقتصاد الحديث، ومبادرات في مجال حقوق الإنسان تمكن المرأة والشباب من المشاركة بصورة تامة في الحياة العامة.
كل عام وانت بخير صاحب الجلالة ، كل عام والوطن بالف خير ودمت سيدي ذخرا للاردن وللاردنيين.