لم أطالع مقالة دولة الرئيس ، بل رغبت مطالعة كلمة أمين عام جبهة العمل الإسلامي الذي يكتبه هنا ، والحقيقة أنني صعقت من رداءة الكلمة والركاكة في تسلسل الأفكار ، والنفس التحريضي غير الدبلوماسي.
أمين عام جبهة عمل لا يستخدم سوى مصطلحات الإرهاب الفكري ونحر الديمقراطية وقتل المولود ودفنه والمعركة الانتخابية ووو !! ، وكنت أتمنى ان يرتقي الخطاب السياسي لقادة جبهة العمل الى مستوى راق من الحوار واستخدام كلمات تبتعد عن العنف والدم والمعركة والإرهاب .ما أحوج الجبهة إلى إعادة النظر في نهجها وخطابها ، ما أحوج الجبهة لمراجعة أوراقها وحجمها وتراجع او حتى تقدم شعبيتها ، انا لست مع الحكومة ولكنني وقبل انسحاب الحركة الإسلامية من الانتخابات ما بعد الظهر ، أدركت انه لم تظهر الأرقام وفي اكثر من موقع كنت أتردد عليه ان مرشحي الحركة الإسلامية قد حصدوا الأصوات التي يقولون انها موجودة لديهم ، وعلى العكس فقد تدنت الى المستوى الذي يدعو للتساؤل ، كان على الحركة الإسلامية الاستمرار بالمنافسة وليس " المعركة " أمام المرشحين الآخرين ان كانوا يرغبون بالتعرف الى حجم قواهم الحقيقية في المواقع حتى في ظل مشاركة العسكريين ، فأنت تستطيع تحقيق أهداف عديدة اجتماعية او سياسية في ظل مرحلة من مراحل العمل السياسي ، وقد كانت الانتخابات فرصة مواتية للإسلاميين في الأردن لحشد جماهيرهم وبيان مدى انتشارهم وتراجعهم في المواقع وبالتالي قياس حجم الشعبية التي يتمتعون بها ، وبناء برامجهم وأجندتهم الخاصة بناء عليه ، ولنسأل أنفسنا ونسأل الإسلاميين هنا كم عدد أبناء القوات المسلحة الذين قد يشاركوا في الانتخابات ؟؟ وهل يمكن ان يغطوا كافة المواقع التي يخوض فيها الإسلاميون الانتخابات ؟ ولماذا لم تتقدم الجبهة الى كافة البلديات كافة لقطع الطريق على اي" تلاعب " او مفاجآت قد تحصل ؟؟
لقد توقع المواطنون العاديون من المرشحين مشاركة أفراد القوات المسلحة في الانتخابات وضاعفوا من فرص نجاحهم واستطاعوا الفوز بمواقع كان فيها العسكر يصوت في لصالح مرشحين آخرين.
على الحركة ان تعيد ترتيب أوراقها والانطلاق بالعمل السياسي بعيدا عن التشكيك ، ولتعمل في أجواء التلاعب ان وجد ، فما أسهل من قول كلمة انسحاب وتهديد بالمقاطعة ، لكن من الصعب على ما يبدوا ان تنطلق الحركة في حركة سياسية تحرم فيها سياسة الانسحاب والتهديد بالمقاطعة كلما دق الكوز بالجرة ، اذ لم تخلق الانسحابات اية ردود فعل شعبية هنا ، بل ان الحركة استقوت على البلاد من خلال الإعلام الخارجي الذي يجد في قميص " هيلاري كلنتون المكشوف فرصة لإقامة العرس " ومادة إعلامية جميلة ، ما احوج الإسلاميون للعمل السياسي المفعم بالدبلوماسية والرقي والمدنية البعيد عن التشكيك وإرهاب الناس.
فالإرهاب ليس ان تمارسه بحق الأخر بكل أنواعه ، بل ان التشكيك في الأخر واتهامه بالإرهاب هو فعل إرهابي !! لأنه يدفع الناس الى التشكيك بالمؤسسات والأفراد ومحاولة دفعهم للقيام بإعمال او نشاطات حتى لو كانت إعلامية تصدر هنا او هناك ، اذا نتساءل هنا من يمارس الإرهاب ويبدل الواقع ويقلب الحقائق.