الحمل الذي تقوم به أمانة عمّان الكبرى، حملٌ كبيرٌ جدًا، وثقيلٌ في ذات الوقت، في ظل التسارع الكبير لتكنولوجيا المعلومات وضرورة مواكبتها، والازديادات المتواصلة في عدد السكان، وما يتبعها من ازدياد في أعداد السيارات، والحاجة إلى استيعابها، ورفع قدرة البنية التحتية بشكل مستمر ومستدام، وكل ذلك تحت ضغط شعبي مستمر، يصعب إرضاؤه، ويطالب دائمًا بالمزيد، ما يجعل بيئة العمل تنوء بالتحديات المتواصلة للحفاظ على حالة التوازن، بين ديمومة العمل وتطويره والإشراف عليه، وبين المطالبات والطلبات والخدمات اليومية للمواطن، ومتابعتها وحل إشكالياتها.
هذه المهام تحتاج إلى رجلٍ أمينٍ وصلب، قادرٍ على تحمّل كافّة الضغوطات، متسلحٍ بالعلم والمعرفة والخبرة، يمتلك حكمة إدارة الأزمات، يتعامل مع الإشكاليات اليومية بحٍلمٍ وهدوء، ولديه الحلول الفورية، والخطط الإستراتيجية طويلة الأجل، واحسب أنّ هذه الصفات متوافرة في أمين عمّان د.يوسف الشواربة، الذي تلقّى الكثير من الصدمات والصعوبات التي تعترض طريق العمل، فتجاوزها بحكمته وهدوئه المعروفين.
ما قادني إلى هذا الحديث، هو الخبر الذي مرّ مرور الكرام قبل يومين عن خطة أمانة عمّان - بتقديم الحوافز التشجيعية التي تستهدف إحالة أحد عشر ألف موظفٍ في الأمانة إلى التقاعد – رغم ما لهذا الخبر من أهمية كبيرة، إذ إنّ الأمانة عانت عبر تاريخها من الواسطة والمحسوبية التي أدّت إلى ترهل الكادر الوظيفي، وزيادة عدده بشكل أكبر من الحاجة بكثير، ما انعكس سلبًا على ميزانية الأمانة، وبيئة العمل، وتكافؤ الفرص، وإهدار الكثير من المال العام، الذي كان يمكن إنفاقه على الكثير من البرامج والمشاريع التي تعود بالنفع على الوطن والمواطن.
أمانة عمّان قدّمت الكثير لعمّان، فمن خطة العمل الإلكترونية التي خففت عدد المراجعين للأمانة عبر التحول الرقمي، إلى مسار الباص سريع التردد، الذي وإن طال زمن عمله، إلّا أنّه ساهم في التخفيف من الأزمات اليومية المتكررة بشكل ملحوظ.
لا يعني هذا عدم وجود أخطاء، فمن يعمل لا بدّ أن يخطئ، ولكنه بالضرورة يعني أنّ علينا أيضًا أن لا نتجاوز الانجازات، وأنّ علينا أن نشير إليها، ونبارك إنجازها، حتى تظل بيئة العمل سليمة، غير قائمةٍ على تعظيم السلبيات، وتقزيم المشاريع الكبرى والانجازات الملحوظة.
لدى أمانة عمّان الكبرى الكثير من التحديّات المستقبلية القادمة، وعليها الكثير من الواجبات، وهنالك الكثير من العثرات، وسيكون لديها بعض التقصير هنا وهناك (بحكم سنّة الحياة) مما سنشير إليه في وقته، ولكننا نثق بأنّ في الأمانة (أمينٌ) على قدر الأمانة والمسؤولية، يقوم بمهامه وواجبه بكل (أمانة).