الغرب يؤكد لنا أن القضية الفلسطينية أصبحت عالمية ولم تعد مقتصرة على الشعب الفلسطيني، الحرب في غزة رسمت صورة حضارية للقضية الفلسطينية وإعادتها إلى موقعها التي تستحقه، لهذا نجد بعض الدول الأوروبية بدأت إجراءاتها الدستورية للاعتراف بالدولة الفلسطينية كدولة مستقلة ولها الحقوق كغيرها من الدول الأخرى وذات كيان أممي معترف به.
أبناء غزة أوجدوا للشعب الفلسطيني مساحة لوضع علمهم على ساريات بعض الدول العالمية، وسيكون هذا العلم في كل زاوية وسارية على مداخل ومخارج مؤسسات عريقة في الغرب، هذا الحراك الدولي والذي ينصب لمصلحة قضية أحرار العالم ألا وهي قضية فلسطين استطاعوا أن يعاكسوا انطباعات وتوجهات استمرت عشرات السنيين وأن يكون لهم كلمتهم في قول الحق والدفاع عن عدالة الملف الفلسطيني.
الحالة العالمية التي يمر بها الملف الفلسطيني فرصة قوية لنا في الشرق الأوسط لنعيد ترتيب أوراقنا وآليات مخاطبة العالم فيما يخص قضيتنا العادلة، فلسطين الآن في كل المحافل الدولية واستطاعت أن تعدل قناعات وأفكار جيل بأكمله لصالحها، جيل طلبة الجامعات الذي ثار في وجه سياسات بلدانهم هم من سيقودون دولهم خلال السنوات القادمة، وجب علينا أن نرسم سياسات عربية تتلاءم وهذا التطور في قراءة الملف الفلسطيني من قبل الغرب وخاصة الشباب، ونزيد أن بعض المؤسسات الرسمية في الغرب تخلخلت بفعل الانشقاق في التأييد والمعارضة لهذا الموت ?الإبادة الجماعية في غزة وشاهدنا استقالات من قبل بعض الفاعلين في السياسات الخارجية وخاصة الولايات المتحدة الأميركية.
لتستغل السياسة الرسمية العربية هذا التبدل في القناعات من قبل الدول، لنبني نهجا وفق التغييرات العالمية اتجاه ما يحدث في فلسطين، هذا التأييد العالمي وانتشاره للحق الفلسطيني فرصة تاريخية ليقول النظام الرسمي العربي كلمته ويستند على ما يحدث، وان كنا نود أن تكون الرسالة القوية للداخل الفلسطيني ولسلطة الفلسطينية أن تقود جهدا فلسطينيا مخلصا لبناء منظومة سياسية تخاطب الداعمين للحق الفلسطيني وأن نبتعد خلال هذه المرحلة عن التفاصيل الداخلية التي قد تعيق بناء نهج سياسي ملتزم يخاطب الفكر الجديد الذي يناقش الحق الفلسطيني?ويساند المطالب الشرعية ليكون مقعد دولة فلسطين في جميع المنظمات والهيئات الدولية.
وصلنا إلى مرحلة نستطيع أن نستثمرها في زيادة الوعي الغربي بالحق الفلسطيني، دافعا قويا لمن بيده الملف الفلسطيني أن يكون مع المؤيدين والداعمين للحق الفلسطيني ونزودهم بالحقائق التي ترسخ لديهم جدوى دفاعهم الإنساني عن قضايا الشعب الفلسطيني، العالم العربي في الخارج عليه دور في التشبيك مع المنظمات والجامعات لنرفع سوبة الحقائق التأريخية التي يؤيدها العالم منذ بدء استيلاء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين.
"الرأي"