نحن أمة عظيمة وابناء وطن عظيم فأن تفوقوا علينا بالسلاح والمال فقد تفوقنا عليهم بالاخلاق وعظمة الرجال وعفة امهات الرجال وان سبقونا بالانجاز فقد سبقناهم بالاعجاز في العلم وشموخ النفس وحقوق الانسان والرفق بالحيوان لهم دينهم ولنا دين، لكننا اهل للانسانية ومع كل البشر متحابين متسامحين لذلك نحن عظماء وابناء الاكرمين لا نركع الا لله مهما ضاقت بنا الحياة .

دعونا اليوم وبمناسبة اليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك المعظم على عرشه السامي ان نذكر انفسنا بعظمة وطننا وكيف سرنا وماذا انجزناه في مسيرة خمسة وعشرين عاما من التحديات مرت بها مملكتنا الاردنية وعبرتها الى بر الامان وسط ضجيج دولي وعجيج غبار لصراعات وانقسامات لفحت بمنطقتنا وامتنا ساهمت تداعياتها ان تمضي بنا بعكس توجهنا وعرقلة اتجاهنا وتقليل فرصنا وحظوظنا في تسريع وتيرة خطواتنا نحو التقدم والازدهار، بل كادت ان توقفنا لولا ارادة الله وحكمة جلالة الملك عبدالله الثاني وهمة ابناء وطننا وتوازن سياستنا واتزان قراراتنا ٠

بالقرب من حدودنا تناثر غبار البارود وقرعت طبول الحروب من حولنا، فمن سقوط الحكم في العراق قبل اكثر من عشرين عاما وما كان له من اثر سياسي واقتصادي علينا الى ازمة سوريا الداخلية منذ عقد ونصف والى يومنا هذا وما خلفته لنا من اثار مقلقة سياسيا واقتصاديا وامنيا كانت عبئا ثقيلا على وطننا ومن احداث تغيير نظام الحكم في مصر الى صرخات الثكالى في فلسطين من إجرام إسرائيل سعينا لتحقيق اهدافنا وتعظيم انجازاتنا ٠

خمسة وعشرون عاما من التوترات والصراعات والاجندات الدولية في المنطقة ظل الاردن في هذا الخضم المتلاطم وبحكمة جلالة الملك كجلمود صخر حطه السيل من عل لطالما اغرق السيل دول باسرها تحيطنا وهذا ما شاهدناه بأم اعيننا ٠

في عيد الجلوس الملكي فرصة لنا لمراجعة الذات الوطنية لكل منا ماذا اعطينا وماذا كسبنا او اخذنا ولا خير في وطن حصده اهله اكثر مما زرعوه ٠

الجلوس الفضي الملكي مناسبة لنتذكر ان طموحاتنا كبيرة لكن التحدايات اكبر لكن قدراتنا اعظم في التكيف ما بين طموحاتنا وتحدياتنا، فلسنا على جزيرة فيها النعيم والرخاء وتحيطها الحدائق الغناء، فنحن اليوم وسط بركان ملتهب يتطاير الشرر منه في سماء وطننا وتشتم فيه غبار البارود انفاسنا ويصدح صدى الرصاص مسامعنا وما في كل ذلك من مصاعب ومتاعب تشتت جهدنا وتطيل من امد تحسن ظروف معيشتنا او تكدر صفاء حياتنا ومن يقول غير ذلك قد يكون اسيرا ما بين الوهم والخيال او متأثرا باساطير ارسطو وفلسفة افلاطون .

نعم خمسة وعشرون عاما مرت على وطننا كنا فيه كالقابض على الجمر والماشي حافيا على الرمال، لكننا اهل الاردن واهل العزيمة لا تأخذنا بالحق لومة لائم لا نبيع ولا نشتري ولا نفرط بذرة تراب من ثرى وطننا ٠

في غمرة احتفالنا بجلوسك الفضي على عرشك الميمون نقول لك ايها الملك الاجل مكانة بين الملوك ويا اعز قبيلا، ان سيروا على بركة الله ونحن معك ومن خلفك ماضون وعلى العهد باقون، ولعرشك وتراب الاردن وافون، والله يرعاكم ويحفظ هذا الوطن الامين واهله الآمنين.