تسجل الأيام صنائع الرجال ويبقى جزيل العطاء محفورًا في صحائفها كعهد خالد يشهد على المواقف والأفعال، في تاريخ بالأمس كان حاضرًا، وحاضر هو تاريخ الغد الذي سترويه الأجيال، وما بين هذا وذاك يبقى الهاشميون صُنّاع مجد ودعاة قيم وبُناة أوطان نحفظ لهم في الضمائر وقفات عزّ ارتسمت بالفخر على ملامح الزمان، واليوم يسجل التاريخ من جديد وتكتب الأقلام عن مسيرة أردنية هاشمية موشحة بالشهامة ومزينة بالمجد ومتوجة بالغار تمضي بإذن الله متجاوزة كل التحديات متوجّة بحكمة قائد وعزيمة ملك صدق العهد والوعد وحمل الأمانة مدافعًا عن العروبة والإسلام وعاقدًا العزم وواثق الخطوة وفي قلبه الخير وفي يمينه لواء العدل وفي عيونه يتراءى الأمل لمستقبل أفضل.
اليوم يحتفل الوطن وشعبه الأبي بالذكرى الخامسة والعشرين لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، هذه الذكرى العزيزة على قلوب الأردنيين التي تأتي لتجدد البيعة والوفاء للعهد بين قائد وشعبه، ملك نذر نفسه وجهده ووقته لخدمة وطنه وشعبه وأمته حتى غدت انجازاته تتحدث عن نفسها في بيئة كان قوامها الإنسان الأردني الذي كان محط اهتمام وتقدير ورعاية جلالة الملك باعتباره الثروة الأهم في دفع عجلة البناء ومسيرة التنمية الشاملة والمستدامة التي شملت كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والأدبية والفنية والرياضية وسواها.
في ذكرى الجلوس الملكي نتوقف عند حجم العمل الدؤوب والموصول الذي يقوم به مليكنا المفدى في مسيرة الإصلاح والتنمية وفي جولاته التفقدية والإنسانية على بوادي ومخيمات و قرى و محافظات المملكة وفي لقاءاته المفتوحة وحواراته الصريحة التي يجريها مع كافة شرائح أبناء شعبه بتواضعه الفريد بعيداً عن بروتوكولات غيره من الملوك والقادة والاستماع الى مطالبهم وتلبيتها والزام الجهات ذات العلاقة لوضع الخطط العملية لها وبأجندة زمنية لتنفيذ هذه المشروعات.
في ذكرى الجلوس الملكي نستذكر إنجازاته ونحن نجد الأردن في عهده الأغر يزداد قوة ويغدو أكثر منعة وأشد صلابة في مسيرته وما شهدته كل مؤسسات الوطن وقطاعاته من تطوير كبير.
ففي عهد جلالته عشنا المزيد من مأسسة الديمقراطية والتعددية السياسية، والتوجه نحو تحقيق الاستدامة في النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية بهدف الوصول إلى نوعية حياة أفضل لجميع الأردنيين وشهدنا في عهده الميمون سعي جلالته إلى إرساء قواعد الإصلاح الإداري الوطني، وترسيخ الشفافية والمساءلة في العمل العام وتقدم الحريات المدنية.
في ذكرى الجلوس الملكي نستذكر حرصه على سن التشريعات الضرورية التي أمّنت للمرأة الأردنية دوراً كاملاً في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المملكة، فأصبحت تشارك بفعالية في صنع القرار وتولت مناصب متقدمة في الدولة، فهي العين والنائب والوزيرة، والقاضي، والسفيرة، وفي القطاع الخاص نجد المرأة في أكثر المواقع حساسية وأهمية، وتمكنت بفضل خبراتها ومؤهلاتها من تحقيق المنجزات التي فاقت التوقعات.
في ذكرى الجلوس الملكي نستذكر حجم التطور والإنجاز الذي تحقق، على صعيد تنمية الوطن وقدراته البشرية والاقتصادية، ورغم الظروف الصعبة التي فرضتها تطورات المحيط الأردني، بيد أن حكمة وحنكة جلالة الملك والقدرة على التأقلم مع مختلف الظروف والتعامل معها، قد جنّبت المملكة دوامة الحروب والفتن والاقتتال، وشرّعت أمام الأردنيين أبواب مرحلة جديدة من البناء والتنمية والاستقرار.
كثيرة هي المحطات التي يمكن لنا أن نستذكرها في عشرينية القائد واحسب أنها تحتاج لمساحات ومساحات وصفحات، لكنها نفحات تعيدنا إلى ماض قريب هو موضع فخر واعتزاز بقائد هاشمي نذر نفسه لخدمة الأمة والدافع عن قضاياها ومقدساتها، فكل عام وجلالته بألف خير