تحية إكبار وإجلال لأجهزتنا الأمنية
لما جمال العبسه
06-06-2024 12:14 AM
عندما تقع الدولة على الخارطة الجغرافية كموقع الاردن احيانا نقول انه موقع مميز يتوسط دول المنطقة ونقطة التقاء وعلينا استغلال هذه الميزة بالشكل الأفضل لتعظيم الاستفادة من الموقع الجغرافي له، ولكن هذا الموقع الرائع له أيضا سلبياته في نفوس مريضة تريد استغلاله انما في أقصى درجات الشر واحقرها، من خلال عمليات تهريب المخدرات، الأمر الذي يستوجب عيونا ساهرة وعقلا عاقلا متيقظا على مدار اليوم طيلة أيام السنة، ويتمثل ذلك في المنظومة الامنية وأجهزتها المختلفة، التي اثبتت وبدون ادنى شك انها قادرة على حماية المملكة بل وجيرانها من خطر التهريب عموما والمخدرات بشكل خاص.
بالامس اعلن عن إحباط محاولة تهريب اكبر كمية مخدرات بعد ان كانت العملية تحت مجهر الأجهزة الامنية والقوات المسلحة الأردنية وبواسل هم الذين وضعوا أرواحهم على كفهم لمجابهة هذه الحرب الشعواء، ومنعتهم من اتخاذ ارضنا ممرا لمثل هذه التجارة النجسة التي تريد إفساد المجتمعات العربية، ليقف الاردن موقف المدافع ليس عن نفسه وأرضه بل وعن كل الدول المجاورة.
مرات عديدة حذر الملك عبد الله الثاني وعلى كافة المنابر العالمية من الخطر المحدق بالمملكة وجيرانها والمتمثل بعمليات التهريب ومحاولة هؤلاء المفسدين استغلال الأرض الأردنية لتمرير اجندتهم الفاسدة، لكنهم يجابهون بقوات عسكرية وامنية لا قبل لهم بها، مسلحة بإيمانها بالله وعزيمتها غير المسبوقة وحبها لوطنها والذود عن حماه، لكن هذا الجهد بحاجة لدعم خارجي كبير يمكن المملكة من تعزيز وقوفها كحاجز صد لمنع مرور الكميات الكبيرة من المخدرات.
تصريح الجهات الامنية امس والذي جاء مفصلا وواضحا اظهر بما لا يدع مجالا للتأويل او الاستنباط كافة مراحل العملية التي قامت بها مع االجيش والتصدي لها، ومنع وصول هذه الكميات الضخمة لدولة جوار، الأمر الذي يستدعي وقوفا حقيقيا الى جانب الاردن كي يتمكن من اداء مهامه الامنية بهذا الشكل الرائع، بل واستمراريته، فالمسؤولية تقع على كاهل جميع من له علاقة وليس الاردن وحده.
هذا التصدي البطل من جنودنا وكوادرنا الامنية ضمن خطة استخبارية معتبرة قامت بها الجهات المختصة يتجاوز التوقعات، انما مثل هذا الجهد بحاجة ليس فقط لدعم اقليمي بل دولي لمنع انتشار هذه الآفة من خلال تفكيك شبكات التهريب الاجرامية التي تريد العبث في امننا وامن منطقتنا، لكن الأمر الان يحتاج الى خطة عمل على مستوى المنطقة حتى لا يبقى الاردن وحده متصديا لقوى الشر التي لا يمكن ان ينكر اي منا قدرتها وامكانيتها وشراستها لتمرير اجندتها السوداء.
ان امن مجتمعات المنطقة بأسرها اليوم رهن العيون الساهرة الاردنية، لكن لابد من تكاتف وتعاضد الجهات الامنية الاخرى في دول المنطقة كي تواجه التصاعد الخطير لهذا الاجرام وتشاركنا للتصدي له بكل قوتها، الأمر جلل واستمرارية مجابهته ومحاربته يحتاج لعضد يقوى يوما بعد الاخر، واخذه على محمل الجد وتقديمه كأولوية للتعاون الاقليمي اكثر الحاحا من ذي قبل، فخطورته تزداد يوما بعد الاخر.
"الدستور"