facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الجامعة الأردنية .. انجاز تاريخي غير مسبوق


أ.د. محمد القضاة
05-06-2024 01:17 PM

مناسبة هذه المقالة ما انجزته الجامعة في تصنيفها التاريخي الجديد على مستوى العالم حيث نالت على مرتبة متقدمة 368 في التصنيف العالمي QS اضافة إلى ملفات عدة وعلى رأسها ملتقى الاساتذة الفخريين فضلا عما تقوم به الجامعة من إعادة الحياة الاكاديمية والثقافية والبنية التحتية المتعلقة بتحديث القاعات التدريسية على أفضل المستويات العالمية بحيث تحاكي القاعات افضل ما نراه في الجامعات المتقدمة بحيث تُمكّن الطلبة من التعليم والتعلم وفق محاضرات تفاعلية من اي مكان في العالم حيث تقوم بإعادة تأهيل القاعات الصفية، التي زاد عددها عن 500 قاعة، والتركيز على المهارات اللغوية الناعمة، والمهارات الرقمية ومساقات الاستعداد لسوق العمل والتوظيف، إضافة إلى التعينات حيث ما زالت تتلمس احتياجات الأقسام وقامت بتعيين حوالي 180 عضو هيئة تدريس خلال العامين كما بدأت الجامعة بمشروع الإيفاد وخلال 5 أعوام سيكون عدد الموفدين ما يقارب من الـ500؛ إضافة إلى تحديث منظومة البحث العلمي وتشجيع الباحثين حيث يتجاوز مجموع ما نشرته الجامعة 30 الف بحث علمي في مختلف المجالات ومنشورة في المجلات العالمية ودور النشر المرموقة، ولا ننسى سياسة الابتعاث والتعيينات في معظم أقسام الجامعة، فضلا عن الارتقاء المستمر في التصنيفات العالمية وتنافسها المعروف ووصولها لأرقام متقدمة.

ومن الانصاف ان نتحدث عن الجامعة الاردنية في هذا التوقيت، ليس لانها تتصدر المشهد التنويري والمعرفي في الاردن منذ تأسيسها عام ١٩٦٢ والى يومنا، وإنما لأنها تستحق ان تبقى في الصدارة وفي قمة اهتمام الدولة الأردنية؛ إذ لا يمكن التفريط بأي شكل من الأشكال بالمؤسسات الوطنية المهة، فحين نتحدث عن الأردن تذكر الجامعة الأردنية والمدينة الطبية والمؤسسة العسكرية (الجيش العربي) وجريدة الرأي، على الرغم تعاقب السنين، ورغم تحول ايقاع اهتمامات الدولة والمجتمع، استمرت الجامعة في حمل رسالتها التعليمية على أكمل وجه، وهموم الوطن والتعليم العالي في الاردن، واذا كانت قد سبقت شقيقاتها الأردنيات بسنوات طوال كانت وما زالت خزّان الخبرة والعقول الأكاديمية، وهي اكثر من دعم الوطن بكفاءات وطنية مخلصة في مختلف القطاعات الاقتصادية والسياسية والمعرفية، وتخرّج فيها معظم رجالات الدولة، وهم أنفسهم من يرفدون بخبراتهم وتجاربهم نهضة الوطن في شتى الصعد، وحين توسع التعليم الجامعي، وتأسست جامعات اليرموك ومؤتة والتكنولوجيا والبلقاء والهاشمية وغيرها رعاها أبناء الجامعة الأردنية حتى اشتدت سواعدها، وأصبحت هذه الجامعات حاضرة ومتميزة على المستويين الوطني والعالمي، ففي كل هذه الجامعات ترى بوضوح بصمات أساتذة الأردنية وإدارييها وترى الفخر في عيونهم كلما نهضت أو برزت جامعة من هذه الجامعات، بل وتزهو وتفخر بهم فهي كما الأم التي تفرح بتفوق أولادها.

لقد حققت الجامعة الأردنية تقدما متميزا في التصنيف العالمي QS فحصلت على المرتبة (498) في العام 2024 فكانت بين أول 500 جامعة عالمية، وتقدمت في التصنيف الجديد والأخير إلى مرتبة (368) في العام 2025 على مستوى العالم، ويرجع الفضل في ذلك إلى جهودها العلمية والأكاديمية وشهرتها وسمعتها بين أرباب العمل والأكاديميين الدوليين على حد سواء؛ وهي جهود أسهم فيها أساتذة الجامعة وإدارتها الأكاديمية، ومن حق إدارتها التي تقود الجامعة بتشاركية ومحبة عالية أن تفرح وأن تقول للوطن هذه جامعته الأولى تتقدم وتنال مرتبة علمية عالمية متقدمة، وهي تستحق الدعم الوطني من مختلف فئاته الحكومية والأهلية، كي تحافظ على تميّزها وبرامجها وتقدمها. ويتمتع الأردن ببيئة علمية خصبة وبحضور مستويات عالية من الطلبة والموظفين الدوليين، حيث حصلت الجامعة في سمعتها الأكاديمية على موقع متقدم جدا في تصنيف Qs الذي حققت به المرتبة 270 و250 بسمعة خريجيها عند أصحاب العمل وفي هذا التصنيف الجديد حققت الجامعة تقدما في جميع المجالات 268 في السمعة الأكاديمية و197 في السمعة التوظيفية و110 في تأثير وتوظيف الخريجين و331 في الطلبة الدوليين و 371 في التنمية المستدامة، وهذا التصنيف يُعد من التصنيفات السنوية المهمة لأفضل الجامعات العالمية، وتتبناه شركةQuacquarelli Symonds لمختصة بالتعليم، ويعتمد معايير واضحة تتضمن السمعة الأكاديمية للجامعة والسمعة التوظيفية للخريجين، ونسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلبة، ونسبة الطلبة الأجانب لعدد طلبة الجامعة، ونسبة البحوث العلمية المنشورة في مجلات عالمية، وهذا التصنيف من أفضل ثلاثة تصنيفات جامعية عالمية من حيث الأهمية والتأثير، جنباً إلى جنب تصنيف التايمز، وتصنيف شنغهاي، وما يهمنا في تصنيف الجامعات لهذا العام تقدم الجامعة الأردنية وحصولها على المرتبة الاولى محليًا، حيث قفزت في تصنيف هذا العام لتكون ضمن اول 368 جامعة عالمية؛ ويمكن القول إن الجامعة قد قدمت أرقامها بدقة متناهية وبشفافية عالية ومسؤولية أكاديمية تثبت للقاصي والداني أنّ الارقام هي من تتحدث، وتركت الجامعة الأردنية بصمتها في قائمة أفضل 500 جامعة عالمية.

أقول إن الإبداع والعطاء صنو الانتماء والبناء، ومن يقف على إنجازات الجامعة وعطاء الأكاديميين وإبداعاتهم يدرك دورهم في الوصول بجامعتهم الى هذه المرتبة المتقدمة، وانحياز الجامعة الأردنية إلى العلم والمعرفة والتجديد والمحافظة على رسالتها منذ إنشائها، وكم تشعر بالفرح حين تستمع لأساتذة عرب وغير عرب وهم يتحدثون عن الجامعة الأردنية وعن خريجيها وأساتذتها؛ عن جدهم وعطائهم واحترامهم لمنهجهم الاكاديمي، وعن دورهم في قيادة مواقع كثيرة يشغلونها خارج الأردن، وهذا مصدر فخر واعتزاز للوطن وإنسانه وقيادته، ومن حق إدارة الجامعة ان تشعر بالفرح لهذا التقدم، ومن حق أساتذتها أن يسعدوا لهذا الانجاز المتقدم، ولذلك علينا أن نشير إلى دورهم في تقدم جامعتهم، وهذا يفرض على الجميع أن يستمروا في العطاء والإبداع لمواصلة مسيرة التقدم، وعلينا أن نشكر أيضا من يقودهم في هذه المرحلة معالي الاستاذ الدكتور نذير عبيدات كونه يمتلك نظرة جادة وعبقرية البساطة وثقافة الحب والموضوعية والذهنية المتوقدة التي تقوم على التشاركية والمحبة والعلم، ويشهد له بذلك القاصي والداني؛ خاصةً أن المحبة نهجه، والصدق طبعه، والموضوعية طريقه، والبسمة لا تفارق محياه، وكلما التقيته ايقنت انه الأنموذج الاردني الذي يستحق وسام التقدير والاحترام، ولا تجده ينتقص من دور من سبقوه، وإنما يعزز دورهم ويذكرهم واحدا واحدا، ويعترف لهم بما انجزوه، هدفه هدف جميع أساتذة الجامعة الاستمرار في بناء جامعة أكاديمية وعلمية متميزة ومتفردة، جامعة الوطن وعقل الدولة الأردنية.

أقول إن سر نجاح أي مؤسسة إدارتها بالبساطة والصدق والأمانة والاخلاص وحب الناس وتجاوز البيرقراطية بأشكالها كافة، ومن يريد لمؤسسته وجامعته النجاح والتقدم لا بد أن يستمر في خط التقدم، ومن حق الجامعة ان تطالب الجميع بالمزيد من العطاء والابداع كي يستمر هذا الفرح. وهذا الانجاز المستمر هو ما افضى إلى ابتكار سنة حميدة في تعينات الأساتذة الفخريين في مختلف كليات الجامعة، وقد توج ذلك بإنعقاد ملتقى الأساتذة الفخريين الاسبوع الفائت حيث تهدف فيه الجامعة إلى التأسيس لمنصة علمية لتبادل الخبرات والمعارف وتبادل الأفكار بين العلماء من مختلف المجالات والتخصصات والبلدان والثقافات، ويمكن أن يؤدي إلى اكتشافات جديدة وتعزيز الفهم العلمي المشترك لتشجيع ريادة الأعمال والمشاركة الصناعية واستكشاف فوائد وتحديات تكوين الشراكات بين مؤسسات التعليم العالي والصناعة، بما في ذلك فرص التعاون البحثي وبرامج التدريب ومبادرات نقل التكنولوجيا، وبناء علاقات تعاون دولية في مشاريع بحثية مشتركة، بما يسهم في التغلب على التحديات العالمية والجديدة في التعليم العالي، ومناقشة الابتكار في طرق التدريس والتعلم، ودور التقنيات الناشئة، من مثل الذكاء الاصطناعي، في تشكيل مستقبل التعليم العالي وبناء المهارات والكفاءات القيادية لدى القادة التربويين ،وتوفير منصة لمناقشة القضايا التعليمية العالمية الملحة من مثل العولمة وتدويل التعليم والبحث، وكيفية إعداد الطلبة بشكل أفضل لعالم معولم، وتعزيز التعاون الدولي فيما يتعلق بالتعليم وتطوير البحث العلمي بين المؤسسات الأكاديمية، وهذا الملتقى يؤكد على ريادة الجامعة ويتماشى مع رؤيتها إن تكون جامعةٌ تضع قدمها في سلم الجامعات قائدة للتحوُّل العلمي والتكنولوجي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، متميِّزةٌ في أداء دورها وفي تطوير وتحديث الدولة الأردنيَّة ورائدة في خدمة المجتمع المحلي والعالمي، فهذه التظاهرة العلمية جمعت المميزين من الأساتذة الفخريين من جميع انحاء العالم الذين جاءوا وناقشوا أهم المستجدات العلمية في التعليم المعاصر وأهمية إعداد الطلبة ليكونوا قادرين على بناء مستقبل أفضل، لتحقيق رسالة الجامعة و"تهيئة بيئة تعليميَّة وتعلُّميَّة وبحثيَّة متميِّزة تحفِّزُ الإبداعَ والابتكارَ والريادة لإعداد كفاءات قادرة على الإسهام في التنمية المستدامة محليًّا وعالميًّا". وسيبقى الملتقى أكبر دليل على الإبداع والريادة، بوركت جهود الجامعة، ومن كان له دور في نجاح هذا الحدث العالمي المتميز بكل تفاصيله.

وبعد، فإن الكتابةُ عن مكانك الأثير أمر في غاية الصعوبة والمحبة، خاصةً حين يتعلق الأمر بعقل الدولة الأردنية ومنطلق شبابها علينا ان نقف احتراما وتقديرا لكل من مرّ بها ومن تضوع عطر حروفها، ومن شهد وشارك في رفع مداميكها؛ فهي البيت الدافئ ونبض القلب، هي الاردن بتفاصيله كلها، وتعب الأجيال والعلماء على مر الزمان، لا ترضخ لعرض أو طلب، تستجيب لأي حوار وطني يرفع مداميكها وتقف امام التحديات والمحن، وستبقى طودا شامخا امام تحديات الزمن مهما تغيرت إيقاعات الحياة، نعيش لحظاتها بمنجزاتها كافة، بحضورها وغيابها، ولا تقبل لأحدٍ ان يزاود عليها مهما تباعدت عقارب الساعة او اقتربت؛ لانها ليست حروفا ندبّجها وندعي فيها حبها، ومن أحبوها؛ أحبوها بصمتهم الجميل، وسمتهم الأنيق، أحبوها كأولادهم دون منِةٍ، وأخلصوا لها حتى غدت في العاليات خافقة على مر الزمن، وغدا زمانها أسطورة على كل لسان، وزمان الأردنية لا يتوقف، وهي مستمرة وقوافل العلماء والابناء من الخريجين خير شاهد على ذلك، خاصةً حين تستعرض اسماء البُناة من الآداب والعلوم والطب والهندسة والزراعة الى الأعمال والحقوق والتربية والرياضة الى جميع كلياتها ومراكزها العلمية، إلى أبناء الاردنية من الخريجين الذين ينتشرون في بلاد الدنيا وتركت الاردنية فيهم سنوات من الذكريات لا تمّحي.

والجامعة الاردنية لا تتوقف عن دورها مهما تعاقب الزمن وتعددت المواقف، ولا ترضخ لعرض أو طلب، وتجدها في كل المراحل تستجيب للتحديات وتحافظ على أكاديميتها وأعرافها، وهي تعمل بصمت وكفأة ومسؤولية ومهنية أكاديمية عالية ومنذ أنشئت لا تتوقف عجلة العلم تطلق المبادرة تلو الأخرى وعيونها على الوطن من جنوبه لشماله ومن وسطه لغربه، رسالتها البحث والتميز والاستقصاء والانجاز، وها هم أساتذتها وإدارتها يعيدون لها ألقها وقيمها واعرافها الاكاديمية، بأسلوب جاد ومنهج واضح، وها هي تتقدم وتتطور وتتغير الى الاحسن، ولا يمكن لأي أكاديمي ان يتناسى هذا المؤتمر المهيب الذي أقامته الجامعة للاساتذة الفخريين ولا ذاك الحفل العالمي في واشنطن الذي تسلم فيه رئيس الجامعة الأردنية معالي الدكتور نذير عبيدات الشهادة الدولية من QS التي أعلنت فيه حصول الجامعة على ترتيب عالمي 368 على مستوى العالم لعام 2025 ، ولا تلك الايام التي تكرم به الجامعة الباحثين المميزين من مختلف كليات ومراكز الجامعة ممن أبدعوا في بحوثهم وأسهموا بشكل حقيقي وفاعل في تعزيز مسيرة البحث العلمي ما دفع الجامعة لأن تتخذ لها مركزا استراتيجيا في خارطة التصنيفات العالمية.

قافلة الجامعة الاردنية مستمرة في الإنجاز والابداع وهي ماضية في انجاز تشريعاتها القانونية بهدوء، وها هي تنجز أرقاما متقدمة في التصنيفات العالمية، وتستمر في عملها وعيونها على الاردن الجديد، ويكفي الجامعة الاردنية انها تتحمل اكبر اعباء القبول الجامعي سنويا، وتلبي طموحات المجتمع الاردني، وهي ماضية في هذا الدور بمسؤولية اجتماعية تؤكد فيها انها جامعة الوطن كله، ومعيارها العمل ولا شيء غير العمل والانجاز، ومن لديه مبادرة او ابتكار او مشروع علمي يخدم الجامعة ابوابها مشرعة لكل جديد ومفيد، وهناك الكثير الكثير من الإنجازات التي تحسب له ، ويجب ان تكون حاضرة في اذهان الجميع.

mohamadq2002@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :