ذكرى نكسة حزيران .. وتستمر المأساة
فيصل تايه
05-06-2024 09:52 AM
تصادف اليوم الذكرى السنوية "٥٧" لنكسة حزيران عام ١٩٦٧ أو حرب الايام الستة ، وكيفما كانت هي التوصيفات لكنها شكلت منعطفا رئيسيا في الصراع العربي الإسرائيلي لا زال العالم يعيش تداعياته حتى اليوم ، وما زالت القضية الفلسطينية تعيش تفاصيل مأساوية دامية ، وأبناؤها يدفعون ضريبة تمسكهم بحقوقهم ، ويدافعون عن أرضهم ومقدساتهم غير آبهين بآلة القتل والحصار والدمار التي ما فتئت تواصل إرهابها الذي تؤججه أساطير التلمود وعنصرية بني صهيون.
ان استمرار حرب الإبادة على أبناء الشعب الفلسطيني ما زالت مستمرة ، فما شهده ويشهده قطاع غزة يجعلنا نسترجع التاريخ الدموي للعصابات الصهيونية وجيش الاحتلال النازي، تكاد المفارقة تختفي لشدة الإجرام، وحِدة وكثافة المجازر التي ترتكب يوميا في قطاع غزة، والتي فاقت (الـ٣٥٠) مجزرة بحق العائلات، فيما نزح مليونا مواطن متنقلين من خيمة إلى خيمة بين شمال القطاع وجنوبه.
لقد كانت حرب يونيو/ حزيران أول محاولة عربية كبيرة للقضاء نهائيا على الدولة العبرية الفتية "من وجهة نظر إسرائيلية" ، لكنها انعكست لتشكل انتكاسة تاريخية للعرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص ، حيث خسرنا بها الضفة الغربية و قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان ، وتحطمت معها معنويات الجيوش العربية وأسلحتها ، وتهجر عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة الغربية وإطلاق العنان للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
ان الخامس من حزيران سيبقى تاريخا شاهدا على موقف الشرفاء من أبناء جلدتنا وفي طليعتهم الجيش العربي الأردني في الدفاع عن ثرى فلسطين الطهور حيث وقف البواسل وحيدين ومعهم الله جنبا الى جنب مع رفاق الدم اخوتهم الفلسطينيين والاحرار ليواجهوا اعتى اله عسكرية ، حيث خاضوا اشرس المعارك ، فكانت المواجهة رغم التفوق العسكري لقوات الغزو الاسرائيلية ، لكن هذا التاريخ المشرف ذاته هو عنوان فخار ومجد فقد سطرت صفحاته دماء الاردنيين وتضحيات وبطولات جيشنا العربي في ساحات البطولة دفاعا عن القدس وعن سائر الثرى الفلسطيني .
ان التاريخ لن يرحم تخاذل المتآمرين من اعوان الإمبريالية والصهيونية ، فكانت الهزيمة القاسية للجيوش العربية وصمة عار تكلل جبين كل المتخاذلين على الحقوق العربية في ذلك التاريخ الذي شكل امتدادا وتكاملا مع تاريخ النكبة والذي على أثرها أعلن قيام الكيان الصهيوني البغيض ، وشرد الملايين من أبناء الشعب العربي الفلسطيني في المنافي والشتات ، فقد جاء ليكون حلقة أخرى من الوهن والضعف العربي ، الذي منح العدو الصهيوني الفرصة ليستلب ويسيطر على باقي الأراضي العربية ، لتكون نكسة وليست مجرد هزيمة عسكرية ، بل سيطرة تامة على قلب الامة .
منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا ، وما تزالت اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين تتهاوى يوما بعد يوم وتهوّد والأقصى يقتحم والأنفاق تحفر من أسفله وتاريخ المدينة يسرق ويصادر وأهلها يقتلعون من بيوتهم التي تتحول فيما بعد إلى كنس ومبانٍ توراتية.. ولا زلت المفاوضات عقيمة تشكل غطاء لضياع الحقوق المقدسة بكل ما تحمل من قيمة في تاريخ الأمة وعقيدتها وثقافتها.
في هذه الذكرى يجدد ابناء فلسطين والاردن ومعهم كل الشرفاء التمسك بالثوابت ويتشبثون بالحقوق ، فهذه تحية اجلال إلى الشعب العربي الفلسطيني على امتداد فلسطين والشتات ، و إلى الشعوب العربية والإسلامية المدافعة عن الحقوق السليبة والتواقة لتخليصها من براثن المحتلين الغاصبين ..
التحية الى أرواح الشهداء الأكرمين الذين قضوا مدافعين عن فلسطين والقدس وإلى كل الاسرى الأبطال والجرحى الميامين.
والله المستعان