نعرف لماذا تقف روسيا الاتحادية ضد قوات حلف ( الناتو ) لفرض وقف اطلاق النار في ليبيا ولفرض الحظر الجوي على الطائرات المقاتلة الليبية التي استخدمها القذافي في قصف المواطنين المدنيين العزل وتدمير المنشآت المدنية والنفطية ..

علما بان هذا التدخل الاجنبي لوضع حد لهستيريا كتائب وطائرات القذافي قد جاء تنفيذا لقراري مجلس الامن الدولي 1970 و 1973 ..

صحيح ان دول الحلف مختلفة في ما بينها حول سبل تنفيذ قراري مجلس الامن فمنها ما هو متقاعس عن اداء مهمته ومنها الذي يتباطأ ويتلكأ تاركا المجال امام دبابات القذافي ومدفعيته وصواريخه تفتك وتدمر مدينة مصراته ومدن الزاوية وبريقا وغيرها وحتى المدنيون العزل في العاصمة طرابلس لم يسلموا من بطش القذافي ووحشيته ..

لم نكن نقبل بتدخل حلف ( الناتو ) لتنفيذ قراري مجلس الامن لو قامت دول الجامعة العربية بواجبها لانقاذ ابناء ليبيا واطفالها ونسائها ومدنها من عمليات الابادة والتدمير المحمومة ..

وذلك لان دول حلف ( الناتو ) لا تتدخل في الشأن الليبي او شأن اي دول اخرى الا بقدر ما تمليه عليها مصالحها الاستعمارية..

وهذا التباطؤ في وضع حد لتعرض المدن الليبية لحمم نيران القذافي التي يسقط جراءها الكثير من المدنيين العزل ناجم في حقيقة الامر عن سياسة استعمارية تبحث عن فرص هنا او هناك بين طرفي الصراع لتحقيق بعض مصالحها ..

والا فلماذا لا تزال دبابات القذافي تدك العديد من المدن الليبية بالمدافع والصواريخ بما في ذلك صواريخ جراد ؟!

ولماذا آليات القذافي العسكرية لا تزال تجوب شوارع وميادين طرابلس والعديد من المدن الاخرى بما في ذلك الصحراء وبحرية شبه تامة ؟!..

اننا نسمع ونقرأ منذ اسابيع عن مئات الطلعات لطائرات الحلفاء ولكن ابناء ليبيا لا يزالون محرومين من الامن والامان ومحرومين كذلك من المواد الغذائية والدوائية الكافية ..

والانكى اننا صرنا نسمع عن وساطات مشبوهة تساوي بين القذافي وطغمته من جهة وبين جماهير المحتجين على حكمه الارهابي الفاسد من جهة اخرى ..

وكيف يمكن تسويغ وساطة تفرض ابن القذافي سيف الاسلام الذي هو اكثر دموية وعداء للشعب الليبي من والده والذي ما انفك يهدد ابناء ليبيا بالابادة والدمار ؟!

لقد تكبد الشعب الليبي خسائر كبيرة في الارواح والممتلكات ولا يزال محروما من الامن والامان رغم تدخل دول حلف ( الناتو ) وباتت الكرة في ملعب جامعة الدول العربية بجميع اعضائها من الدول الكبيرة المؤهلة لانقاذ ليبيا وشعبها من جبروت وطغيان القذافي وطغمته المجرمة ..