facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




مكافحة التصحر وبناء مقاومة الجفاف


عمر الشوشان
05-06-2024 12:48 AM


اليوم العالمي للبيئة 2024: استعادة الأراضي ومكافحة الجفاف والتصحر

تواجه النظم البيئية حول العالم تهديدات متزايدة نتيجة لتغير المناخ والنشاط البشري المكثف. وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD)، ما يصل إلى 40% من أراضي الكوكب متدهورة، مما يؤثر بشكل مباشر على حوالي نصف سكان العالم. مع زيادة معدلات الجفاف بنسبة 29% منذ عام 2000، فإن التهديدات البيئية تتطلب استجابة عاجلة. لهذا السبب يركز اليوم العالمي للبيئة 2024 على استعادة الأراضي ووقف التصحر وبناء مقاومة للجفاف تحت شعار "أرضنا مستقبلنا. #معا_نستعيد_كوكبنا".

استعادة الأراضي على المستوى العالمي

تعد استعادة الأراضي ركيزة أساسية لعقد الأمم المتحدة لاستعادة النظم البيئية (2021-2030)، وهو نداء عالمي لحماية وإحياء النظم البيئية. تؤثر الأراضي المتدهورة على القدرة على الزراعة، وتؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي، وتزيد من خطر الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية.

يتآكل ما يعادل مساحة ملعب كرة قدم من التربة كل خمس ثوانٍ، ومع ذلك، يستغرق نمو 3 سنتيمترات من التربة السطحية 1000 عام. من خلال مبادرات مثل إعادة زراعة الغابات، وإحياء مصادر المياه، وإعادة التربة، يمكن تحقيق خطوات كبيرة في استعادة النظم البيئية المتدهورة.

على سبيل المثال، يمكن للأشجار في المناطق الحضرية تبريد الهواء حتى 5 درجات مئوية، مما يقلل من احتياجات تكييف الهواء بنسبة 25%. بالإضافة إلى ذلك، تحتفظ البحيرات والأنهار والأراضي الرطبة بنسبة 20-30% من الكربون العالمي رغم أنها تحتل فقط 5-8% من سطح الأرض.
للمحافظة على الاحتباس الحراري دون 1.5 درجة مئوية في هذا القرن، يجب تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف بحلول عام 2030. وإذا لم يتم اتخاذ إجراءات، سيزداد التعرض لتلوث الهواء بنسبة 50% خلال هذا العقد، وستتضاعف النفايات البلاستيكية التي تتدفق إلى النظم البيئية المائية ثلاث مرات تقريبًا بحلول عام 2040.

استراتيجية الأردن لمكافحة تغير المناخ واستعادة الأراضي
لطالما أثرت المخاطر المرتبطة بالمناخ على الأردن، بما في ذلك درجات الحرارة شديدة الارتفاع والجفاف والفيضانات والعواصف والانهيارات الأرضية. وقد ازدادت آثار هذه المخاطر من حيث التكرار والشدة بسبب تغير المناخ، إذ تسببت الفيضانات في تداعيات خطيرة في السنوات الماضية ما أدى إلى فقدان الأرواح وتدمير مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، إضافة إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية.

في ظل التحديات المتزايدة لتغير المناخ، يجب على الأردن بناء استراتيجية وطنية شاملة لحماية الأنظمة الإيكولوجية وخدماتها الحيوية. تتضمن هذه الاستراتيجية مراجعة شاملة للشبكة الوطنية للمناطق المحمية لتحديد الأنظمة الإيكولوجية الأكثر عرضة لتغير المناخ وتوسيع جهود الحماية في محيط هذه المناطق.

تشمل الاستراتيجية أيضًا تحديد ورسم خرائط للأنواع النباتية والحيوانية المعرضة لتغير المناخ وموائلها، مع التحكم في انتشار الأنواع الغازية. يمكن تحقيق ذلك من خلال إعداد خطة وطنية لمراقبة وحماية هذه الأنواع وإعداد برامج إدارة تكيف للموائل الحساسة وحماية المساقط المائية والغابات، بهدف حفظ واستدامة الجريان الطبيعي للمياه السطحية وتحسين احتياطيات المياه الجوفية.

تعزيز التشاركية ودور القطاع الخاص
من الضروري تعزيز التشاركية في تنفيذ برامج لاستعادة الموائل البيئية الحساسة مثل الغابات والشعاب المرجانية بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية. يجب أيضًا تعزيز دور القطاع الخاص في دعم تدابير البنية التحتية الخضراء التي تهدف إلى تحسين تدابير الصون وحماية الأنظمة الإيكولوجية وتعزيز حماية الأنواع والموائل المهددة.

استخدام المعرفة المحلية والبحث العلمي
ينبغي جمع المعارف المحلية التقليدية وتوثيقها واستخدامها في تطوير برامج التكيف مع تغير المناخ. كما يجب أن تشمل الاستراتيجية وضع خطة وطنية للتخفيف من حرائق الغابات وحماية الأراضي الرطبة والمساقط المائية الطبيعية التي تعد أهم مورد للحفاظ على صحة التربة وتعزيز انتاجيتها وتجعلها أكثر صمودًا لمقاومة الجفاف والتدهور.

تتطلب التحديات البيئية الحالية استجابة عاجلة ومتعددة الأبعاد. من خلال العمل المشترك على المستوى العالمي والوطني، يمكننا تحقيق خطوات كبيرة في استعادة الأراضي ومكافحة التصحر والجفاف. يمثل اليوم العالمي للبيئة 2024 فرصة للتأكيد على أهمية حماية النظم البيئية وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.


*عمر الشوشان
-رئيس اتحاد الجمعيات البيئية
-عضو مجلس ادارة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :