احسبها صح (1) .. منهجيات هدم الجودة
د. كفاية عبدالله
04-06-2024 07:37 PM
- كلما غابت الأهداف حل مكانها الأدوات، والغايات تبرر الوسيلة، وثبات عشوائية قفز في طريق غير نافذ، وحمل متاعا إلى بيت بلا أبواب واللصوص له جيران، إن كنت بلا أهداف فأنت لأهداف غيرك متاح، وإن لم تعمر بيتك فأنت لبيوت الآخرين مفتاح.
- عندما زادت تلبية الشهوات وإن كانت بالحلال، كل ما طلبت النفس تجاب، تقل معها الإرادة لدى الإنسان، ضعيف المناعة، سريع الإصابة وضعيف البنيان وسريع الذوبان.
- عندما يستحوذ الأشياء على اهتمامات الأفراد، وتقابل الأفكار بالعقوق والهجران، عندما تسود ثقافة الاستهلاك وشراء الأشياء شهوة التملك والاستحواذ، عندما نأكل لأننا نريد فقط أن نأكل ، يجوع حينها الأخ لأننا أردنا فقط أن نأكل، كل ما زاد عندك هو نقصان في دلو غيرك، وكلما تضخمت الأشياء زاد الالتفات وقل التركيز واضمحل معها الفكر والأفكار.
- عندما يقرب عسول اللسان زين المخارج ومقاطع الأصوات وإن كان نسيج غنيته نشاز واضطراب، وينبذ الحق حينها لأنه كلامه على قلب ثقيل لا يلامس المشاعر فيدغدغها ولا يطرب الأسماع في أقواله، الآذان صماء إلا عن سماع الأخبار السارة وإن كانت خاطئة، وقول الحق هو باطل إن كان يحمل أخبار ضارة.
- عندما يكون رضا المدير أولاً على حساب جودة العمل، ويكون معيار الجودة في رضا المسؤول؛ وإن كانت عينه قاصرة وتوجيهاته خاطئة ؛ظناً أن المنصب يمنح صاحبه قوة الصح ، وليس للصح قوة أن تفرض.
- عندما تكون لغة الأرقام هي الغاية والمحرك للدلالة على الانجاز والتقدم بصرف النظر عن جودة المخرجات ونوعيتها، هوس الكثرة وإن قلت قيمتها المضافة ، التركيز على الأنشطة والمخرجات وعدم النظر في النتائج والمحصلات.
- عندما تكون العجلة هي الأساس في الحكم على المبادرات ، وقصر القامة وضعف البصيرة هي سمة من مسك الزمام، حين يتقدم الضعيف لأنه ابن القريب المدلل ويبعد القوي لأنه بلا مال يدلل عليه ولا نسب يُعرف به.
إنها وصفة كافية لهدم الجودة في المؤسسات والمجتمعات ، وعليك حينها أن تحسبها صح !!!
د. كفاية عبدالله/ اختصاصي تطوير مؤسسي.