لماذا الصمت على المظاهر المسلحة?
نبيل غيشان
18-04-2011 03:39 AM
استغرب الصمت المطبق, والموقف غير المبالي الذي واجهت به الاحزاب والنقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني احداث "الجمعة الدامية" في مدينة الزرقاء, والذي تعرضت خلاله قوات الامن إلى هجوم بالسيوف والسكاكين والعصي.
أين هي احزاب المعارضة واحزاب الموالاة والنقابات والمؤسسات التي تدافع عن حقوق الانسان?
أليس ما حدث امرا فظيعا يتنافى مع كل الاعراف والتقاليد الديمقراطية?
أليس ما جرى تعديا على الاصلاح الذي نطالب به? لماذا تصمت الاحزاب على دعوات التكفير في الشارع? أليس في الامر شيء غريب ومريب? هل هم راضون على ما جرى? هل منهم من يبرر إسالة دماء الشرطة?
لقد سبق ورفضنا الاعتداء من قبل رجال الامن والزعران على المعتصمين على دوار الداخلية وقلنا ان ما جرى لا يمكن تبريره أو السكوت عليه, وفي المقابل يجب على كل القوى السياسية والاجتماعية ان ترفض بكل وضوح استعمال السيوف والعصي في الهجوم على قوات الامن وتشجب كل دعوات التكفير وكل تهديد بنقل "الشهادة في سبيل الله من كابل وبغداد إلى بلاد الشام وعمان". وتحذير الدولة الاردنية من "عاصفة الجهاد العسكرية القادمة من باكستان وافغانستان وايران والعراق واليمن ستحط رحالها في الاردن".
انه تهديد سافر للدولة والمؤسسات والمواطن وهو فرض للوصاية والفكر على المجتمع, فهل هذا مقبول لدى الاحزاب التي تطرح الاصلاح السياسي والديمقراطية وحقوق الانسان? هل يمكن السكوت على تلك الممارسات الدموية بدون موقف واضح ومحدد?
للأسف الجميع صامت وكأنه خائف مما جرى? والبعض يحمّل المسؤولية للدولة والاجهزة الامنية التي صمتت على خروج "السلفية الجهادية" للشوارع وهذا قد يكون صحيحا, فالدولة حاولت أن تعطيهم مثل الآخرين فسحة للتعبير السلمي علها تخرجهم من الظلام إلى النور, لكنهم لم يحسنوا استغلال الفرصة بل خوفوا المجتمع منهم واعادوا انفسهم إلى المربع الاول.
بكل بساطة الديمقراطية نظام متكامل له شروطه ومقوماته, ولا يمكن ان يستفيد منها إلا من يحترمها ويعمل بموجب انظمتها.
حتى الديمقراطية في السويد لا تقبل التحريض على العنف والكراهية والتهديد باستخدام السلاح, فالديمقراطية لها انياب قوية "تعض" من يتجاوز عليها. وهذا هو الفرق بين العنف غير المشروع الذي استخدمه "التكفيريون" وبين شوكة الدولة المغطاة بحكم القانون وسيادته.
بالامس اصدر حزب جبهة العمل الاسلامي بيانا حول احداث الزرقاء لم يكن على مستوى الحدث رغم استعمال مصطلحات "الأسف البالغ والأسى العميق والقلق البالغ لكل قطرة دم " دون ان يذكر البيان كلمة واحدة عن الجهة مستعملة السلاح, فقد عبّر الحزب عن اسفه وأساه في 4 اسطر فقط وتحدث في 27 سطرا عن حق التعبير السلمي ومهمة الاجهزة الامنية والتحذير من الامن الخشن, هل هذا يكفي?
أين هي لجنة العلماء في الحزب واين فتاواها? الا يستحق هذا الدم المراق النصح من جماعة ترفع شعار الاصلاح? أين هي لجنة التنسيق الحزبي?.0
* ملاحظة لاحقا اصدر الحزب الشيوعي وحزب دعاء بيانين .
nghishano@yahoo.com