ثمانية اشهر ويومان وما يزال العدوان الاسرائيلي الامريكي الوحشي على قطاع غزة مستمرا،بعد ان اخذ شكل الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني،ووتدمير ونسف كل مقومات الحياة في جميع المجالات،الصحية والتعليمية والسكنية والبيئية والدوائية والعلاجية والغذائية والمائية،والطاقة والوقود والاكسجين،والبنية التحتية وكل ما يمت لاسباب الحياة والعيش بصلة،من اجل جعل قطاع غزة ارضا قاحلة مسمومة غير قابلة للحياة بل طاردة لكل كائن حي ،سواء كان انسانا او حيوانا او نباتا.
لكن رغم مئات الاف الاطنان من القنابل والصواريخ والذخائر والمتفجرات المختلفة،التي القاها جيش الاحتلال وحلفاءه الامريكان والاوروبيين والمرتزقة من ثلاثين دولة،على ارض لا تزيد مساحتها عن 362 كيلومترا مربعا،تشهد اكثر كثافة سكانية في العالم،استمرت الحياة وما تزال مستمرة،وصمد الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية ،وسجلوا في سفر التاريخ صمودا اسطوريا لم يشهده تاريخ البشرية منذ خلق آدم عليه السلام حتى اليوم ،وهزموا الجيش الاسرائيلي الاسطورة الوهمية ،الذي لا يقهر ولا ينهزم ولا يقف في وجهه جيش آخر،لكنه تحطم في قطاع غزة ومسحت اسطورته الوهمية ،ودعايته الكرتونية،رغم الفارق الهائل جدا في الاعداد والتسليح والتجهيز اللوجستي والمادي والتدريبي والتزويد والرفاهية والبذخ ،وتوفير كل ما يلزم من عتاد وسلاح وتكنلوجيا ومعدات وعناية ورعاية وحماية ودعاية ،ومظلة امريكية واوروبية عسكرية وامنية واقتصادية وقانونية وسياسية وقضائية ودبلوماسية ،وتحالفات مع معظم دول العالم دفاعية وامينة،وصمت مريب وربما تعاون خفي مع اسرائيل اطبق وما يزال على قطاع غزة.
كل الظروف الدولية خدمت وتخدم الاحتلال وعدوانه على غزة،وكل العالم ادار ظهره لقطاع غزة ،الا من رحم ربي، ورغم ذلك، جاء التمكين الالهي لأهل غزة جميعا ،وصمد الشعب وصمدت المقاومة وانتصرت ،وتغلب بنطال الرياضة والشبشب والزنوبة على الاحتلال واعوانه وجبروتهم ،وداسوا رأس الشر ومرغوا انوف الاعادي بتراب غزة واغرقوهم في رمالها ووحلها ،حتى بات يصعب على العدو الخروج منها.
كيف صمدت وانتصرت المقاومة الفلسطينية في وجه اعتى واشرس عدوان تشهده منطقة الشرق الاوسط ،واطول عدوان من حيث مدة الاستمرار، ونوع وحجم الاسلحة المستخدمة ،على اصغر ساحة حرب،حيث لم ينج مترا واحدا من مساحة قطاع غزة من قصف صاروخي او مدفعي.
من اهم اسباب صمود وانتصار المقاومة،الايمان والارادة والشجاعة والعقيدة والحق والصدق مع الذات ومع الاخر والاعداد المسبق للمواجهة، وامور اخرى كثيرة،فلم يصدر عن المقاومة تصريح او بيان او بلاغ او خبر ،ينتابه الشك او عدم المصداقية او اي خلل في دقة وصحة وصدق كل ما صدر ويصدر عنها، والقدرة الفائقة جدا على امتصاص كل الهجمات والاجتياحات والتصدي لها والتعامل معها والرد عليها ،وايقاع خسائر فادحة في صفوف العدو بالارواح والمعدات،اضافة الى القدرات الهائلة التي تعجز عنها جميع دول العالم بأسره،في السيطرة والتحكم ،بمنظومات الاتصال والتواصل بين جميع الكتائب المقاتلة في القطاع من بيت حانون وبيت لاهيا شمالا الى رقح جنوبا، مرورا بالوسط في جباليا والنصيرات وغيرها،والمذهل اكثر الى حد المعجزة، السيطرة والتحكم بالمنظومة الامنية التي تمتلكها المقاومة ،والاختراقات الامنية الخارقة لمنظومة العدو الامنية قيل السابع من اكتوبر وما بعده ،وخلال طيلة اشهر الحرب،وكذلك القدرات العسكرية التي تمكنها من الاستمرار في الدفاع عن قطاع غزة والتصدي للعدوان الغاشم ،والقدرة الفائقة على استخدام ما يتوفر لديها من عتاد،في الوقت المناسب وفي المكان المناسب،اما القدرة على التخطيط في ادارة المعركة ،وفرض شكل واسلوب المواجهة والمعارك، وايقاع العدو وآلياته في الكمائن المحكمة، والانقضاض عليها وتدميرها،وعمليات القنص الناجحة جدا،فتلك حكايات وقصص حقيقية وواقعية ،سيتم اغناء الكليات والجامعات والمناهج والعلوم العسكرية بها في مختلف دول العالم،الى جانب القدرة على توظيف كل ما تقدم في ادارة المعارك على الارض وفي الميدان بنجاح منقطع النظير،مع التأكيد على ان جميع قادة المقاومة العسكريين في الصف الاول والميدانيين لم يدخلوا كليات عسكرية.
الخلاصة انتصرت المقاومة الفلسطينية ، امنيا وعسكريا ومعنويا وفي جميع مكونات الحرب الدائرة في القطاع المنتصر،وهزم العدو فيها جميعها دون استثناء.
هذا غيض من فيض ولمحة سريعة ،عن ما حدث ويحدث في غزة ،ايقونة العالم ،في البطولة والصمود والشجاعة، والصبر والمجد والفخار والتضحيات ،دفاعا عن الارض والوطن والحق والشعب.