المرأة التي نريد بالانتخابات
الدكتورة ميرفت مهيرات
04-06-2024 10:36 AM
إن معايير القيادة الرشيدة تتجلى بوضوح في مفهوم "القوي الأمين"، الذي يتمثل في القدرة والكفاءة من جهة، والنزاهة والأمانة من جهة أخرى.
هذا المفهوم يتجاوز الفروق بين الجنسين، ويبرز كمعيار شامل يجب أن يحتذى به في اختيار القادة، وخاصة في ظل الحديث المتزايد عن دور المرأة في الحياة السياسية، وبالتحديد في الانتخابات.
القوي الأمين هو الشخص الذي يجمع بين القدرة على أداء المهام بكفاءة والالتزام بالأخلاق والقيم، حيث يمثل القوي الجانب العملي والمهارات والقدرات الفنية والمعرفية، بينما الأمين يجسد النزاهة والشفافية والمسؤولية الاجتماعية، ففي هذا السياق، تظهر المرأة كمرشحة مثالية تلبي هذه المعايير إذا ما توافرت لديها الصفات والقدرات اللازمة.
تاريخياً، كان للمرأة دور محدود في الحياة السياسية، لكن هذا الوضع بدأ يتغير تدريجياً مع تطور المجتمعات وزيادة الوعي بحقوق المرأة وأهمية مشاركتها في جميع مجالات الحياة. أثبتت النساء قدرتهن على القيادة والإدارة بكفاءة، وفي العديد من الحالات أظهرن تفوقاً في بعض المجالات
نحن نطمح إلى امرأة تحمل صفات القوي الأمين في الانتخابات المرأة القادرة على اتخاذ قرارات صعبة، والتعامل مع الأزمات بحكمة، وتوجيه المجتمع نحو تحقيق أهدافه التنموية.
على المرأة المرشحة أن تكون قدوة في النزاهة، بحيث تكون أفعالها وأقوالها متسقة، وتعمل بكل شفافية بعيداً عن الفساد والممارسات غير الأخلاقية.
يجب ان يكون لها دوراً سياساً ملتزم بخدمة المجتمع، والعمل على تحسين حياة الناس، ومراعاة احتياجاتهم وهمومهم؛ المعرفة الكافية بالقوانين والسياسات العامة مهم جدا، بالإضافة إلى المهارات الإدارية والتنظيمية التي تمكنها من تنفيذ البرامج الانتخابية بفعالية.
هناك العديد من النساء اللواتي يمثلن نماذج ملهمة للقوي الأمين في المجال السياسي. على سبيل المثال، تعدّ أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية السابقة، نموذجاً بارزاً لقائدة قوية وأمينة، استطاعت قيادة بلدها بجدارة خلال فترات التحديات الكبرى. كذلك الحال مع جاكيندا أرديرن، رئيسة وزراء نيوزيلندا، التي أظهرت قدرة كبيرة على القيادة الرشيدة والإدارة الحكيمة للأزمات.
رغم النجاحات التي حققتها المرأة في المجال السياسي، ما زالت تواجه العديد من التحديات، مثل التمييز الجنسي والتحيز المجتمعي، بالإضافة إلى الحاجة إلى تمكين أكبر من خلال التعليم والتدريب المستمر. ومع ذلك، فإن الفرص المتاحة للمرأة اليوم أكبر من أي وقت مضى، بفضل التشريعات الداعمة والمبادرات المجتمعية التي تشجع على المشاركة السياسية الفعالة للمرأة.
إن مفهوم "القوي الأمين" ليس مقتصراً على جنس دون آخر، بل هو معيار شامل يجب أن يتم تطبيقه على كل من يتولى المناصب القيادية.
المرأة التي نريدها في الانتخابات هي تلك التي تجمع بين القوة والكفاءة، وبين الأمانة والنزاهة، لتكون قادرة على قيادة المجتمع نحو مستقبل أفضل. في ضوء التغيرات الاجتماعية والتقدم الذي تحقق في مجال حقوق المرأة، بات من الضروري دعم المرأة ومساندتها في تحقيق طموحاتها السياسية، لما فيه من مصلحة للمجتمع ووطنها.
لقد شهد الأردن تطوراً ملحوظاً في مشاركة المرأة في الحياة السياسية، حيث برزت العديد من النساء الأردنيات اللواتي يمثلن نموذج "القوي الأمين" في مختلف المجالات، هذه النماذج لا تقتصر على السياسة فقط، بل تمتد لتشمل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
تأثير هذه النماذج عل نماذج من النساء القويات والأمينات في الحياة السياسية الأردنية يعزز الثقة في قدرات المرأة ويساهم في تغيير الصورة النمطية عنها. تلك النساء لم يكن فقط قادرات على الوصول إلى مناصب قيادية، بل أثبتن كفاءتهن ونزاهتهن في إدارة هذه المناصب. ذلك يشجع المزيد من النساء على المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية، ويساهم في بناء مجتمع أكثر عدالة وتوازنا
رغم النجاحات التي حققتها المرأة الأردنية في السياسة، إلا أن التحديات ما زالت قائمة. التمييز والتحيز المجتمعي والتحديات الثقافية لا تزال تشكل عقبات أمام المزيد من النساء للوصول إلى مراكز القيادة. ومع ذلك، فإن التقدم في التعليم والتشريعات الداعمة لحقوق المرأة يفتح فرصاً جديدة لتمكين المرأة وتشجيعها على المشاركة الفعالة في مختلف المجالات.
إن النماذج من المرأة الأردنية القوية والأمينة في الحياة السياسية ليست فقط أمثلة مشرقة على نجاح المرأة في الأردن، بل هي أيضاً مصدر إلهام للجيل القادم من النساء. هؤلاء النساء قدمن إسهامات كبيرة في بناء المجتمع وتعزيز حقوق الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة، مما يعكس أهمية دور المرأة في تحقيق التقدم والازدهار للمجتمع ككل.