لم يستمر هدوء تلك الليلة الصافية في دارة أستاذ أحمد سلامة , كنا نلتف حول مائدة مستديرة يجلس في مقدمتها دولة الدكتور عبدالرؤوف الروابدة , الذي في كل لقاء وحوار يبهر الملتفون حوله بهذا التدفق رفيع المستوى لطروحاته وأفكاره , يضع على الطاولة وبكل بسالة وبطولة ما يؤمن به ومتيقن منه .
بعدما كان يحبذ أن تكون جلستنا بهدوء الصيف وأن نبتعد عما يعصف بهذا الهدوء , استمحناه ان لا يبخل علينا نحن الملتفون حوله مما في جعبته من خبرات نحتاجها لإعادة قراءة المشهد الذي يحيط بنا , كانت فلسطين سيدة هذه الأمة تحضر بقوة في نقاش لا بد منه , ذهب بنا إلى أن نكون على ثقة أن القادم سيكون أفضل وان هذه الحرب الذي يقودها " النتن " لم يعد لها مكان في ساحة الحرب , ولا بد أن يعلن ممن يخاف على هذا الكيان الإسرائيلي من أصحابه وقف الحرب , لهذا تطرق الحديث لخطاب الرئيس الأمريكي " بايدن " الذي طالب بانتهاء هذه الحرب .
الروابدة سياسي محنك كما قال أستاذ أحمد سلامة من الطراز الرفيع , يجيد فن الإجابة ويتيقن من جدوى أثرها وتفاعل الآخرين بهذه الإجابة , وضعنا في صورة العلاقة ما بين الدولة الأردنية والسلطة الفلسطينية , وان السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني لأنه هو من اختارها , ولا بد أن يكون معها التفاهمات وليس مع غيرها , وان خالف البعض من الحضور هذا الطرح المتمسك به دولة الروابدة .
يقين الروابدة كان متأكدا منه ونحن لا نشكك بهذا اليقين عندما يصدر من شخصية بمثل عبدالروؤف الروابدة الخبير والمتمكن من الملفات التي تهم الدولة الأردنية , حاول الحضور الوصول إلى عمق اليقين ومدى ملاءمته لحالتنا العربية .
ليلة سياسية رفيعة المستوى وحضور شخصيات وطنية نقية وصاحبة رؤى يهمها أن تكون العلاقة بين الأردن وفلسطين مثالا يحتذى , هي كذلك كما قال دولة الروابدة ما وجد كرسيان للحديث عن الملف الفلسطيني كان الثالث أردني بامتياز.