إذا جاز لي أن ألخّص الرسالة والهدف من منتدى «تواصل 2024» بنسخته الثانية، والذي رعى اطلاق فعالياته السبت سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، فهي بلا شك تلك الكلمات التي وجّهها وخاطب بها الشباب سمو ولي العهد، عقب مداخلة لسموه خلال جلسة بعنوان «الجاهزية للمستقبل: المواءمة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل».. سموه خاطب الشباب قائلا: (كونوا رياديين.. جاهزين.. ما تترددوا).

«تواصُل».. كلمة بأحرفها الخمسة تغني عن كثير من الحديث عن أهداف المنتدى، فهو بالفعل يشكّل تواصلا بين الشباب من جميع محافظات المملكة مع كافة فئات المجتمع، من حكومة وقطاع خاص ومؤسسات أهلية..ويناقش قضايا ذات أولوية تشغل بال الشباب..وقد حققت مؤسسة سمو ولي العهد منذ تأسيسها نجاحات كبيرة، وأبرزها أنها استطاعت الوصول الى نحو 2.2 مليون شاب وشابة من خلال 24 موقعا لها بكافة محافظات المملكة.

حضور فعاليات منتدى «تواصل 2024» بنسخته الثانية يوم أمس الاول زاد عددهم على 800 شخص وتابعها مباشرة عبرالمنصات الرقمية مئات من الشباب والشابات في كافة محافظات المملكة.

سمو ولي العهد الذي حرص على الالتقاء بشباب رياديين مشاركين في فعاليات المنتدى واستمع اليهم والى مشاركين آخرين، حضر جلسة تتحدث عن مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل لاهتمام سموه الكبير وتركيزه على قضايا التعليم وأهميتها، ولذلك فقد أكد سموه خلال مداخلة له خلال تلك الجلسة على ضرورة عمل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والمؤسسات التعليمية كافة على:

1 - تأهيل المدرسين.
2 - توفير بيئة تعليمية مناسبة.
3 -.. وارشاد الطلبة.
- مع اشارة سموه الى أهمية خوض الطلبة التجارب الريادية بجرأة بعد اكتساب المهارات اللازمة من التدريب والتعليم.

وهنا لا بد من التذكير بما قاله سمو ولي العهد في لقائه مع «قناة العربية» منذ أيام، ونظرته لما سيكون شكل الـ25 سنة القادمة، حيث كان من أهم أولويات سموه لمستقبل الاردن بعد: «الأردن أقوى - وأن نعتمد على أنفسنا - وأن يكون لدينا اكتفاء ذاتي.. ضرورة أن نقوم بتطوير تعليمنا» - كما قال سموه -.. وتطويرالتعليم بالتأكيد يعني مواكبة المستجدات والتكنولوجيا والابداع والريادة..تطوير التعليم يعني أننا اذا أردنا ربط المخرجات بسوق العمل أن نتوجه نحو التعليم المهني والتقني والتخصصات المهنية لأن «الفرص أكبر في سوق العمل الاردني» - كما قال سموه أيضا- مضيفا :».. والعالمي أكبر بكثير وبمدخولات أفضل ومدة دراسة أقصر».. ولدينا في الاردن قصة نجاح ماثلة للعيان، استحقت مؤخرا تكريما ملكيا ساميا بحصولها على وسام الاستقلال من الدرجة الأولى خلال احتفالات المملكة بعيد الاستقلال الـ78 وأعني «جامعة الحسين التقنية» التي تضم اليوم نحو 2800 طالب وطالبة ودعمت أكثر من 60 شركة ناشئة، وحققت هدفها الطموح جدا بأن تكون نسبة التوظيف خلال أول 6 أشهر من التخرج 100 % وقد تحقق هذا الهدف وبنجاح.

كل هذه الأمور تحدث عنها سمو ولي العهد أمير الشباب..وجاء منتدى تواصل 2024 بنسخته الثانية وبأهدافه وفعالياته وجلساته ترجمة لتطلعات سموه من خلال مؤسسة ولي العهد.. ونابع من إيمان سموه المطلق بأن «الجيل الجديد قادر على البناء على ما بني، فليس لدينا خيار سوى أن نكون منفتحين على التغيير ولدينا المهارات والعقول».

نعم.. شبابنا قادر على الانجاز، وعلى مواصلة ما أسّسه الأجداد وبناه الآباء، وسيواصل شبابنا وشاباتنا رفع مداميك النجاحات، لتبقى صروح العلم والاقتصاد والسياحة والزراعة والتكنولوجيا والصناعة والريادة وغيرها شامخة تحقق الانجاز تلو الآخر- ليس فقط على مستوى الاقليم بل والعالم -..ونحن لا نتحدث هنا عن مجرد أمنيات، بل عن قناعة ترسخت لديّ وأنا أنظر الى اقبال وتطلعات وفرحة أبنائنا وبناتنا المشاركين يوم أمس في فعاليات «تواصل 2024»..وجوه مستبشرة طموحة يشعّ منها الأمل و الارادة، ولديها القدرة على صناعة مستقبل الأردن ليكونوا دائما عند حسن ظن قائد المسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني وعند حسن ظن سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.. بأن يكونوا: (رياديين.. جاهزين.. وما يترددوا).

"الدستور"