قال المتنبي واصفاً المعالي والرجال:
ما كلَّ مَنْ طلبَ المعالي نافذاً ....... فيها ولا كلُّ الرجال فحولا

فليس سيدي صاحب الجلالة بغافلٍ عما يفعل المخلصون من أبناء الوطن من أجل الوطن، فعندما يكرم الملك رجال الدولة وأصحاب القرار فإن ذلك يعني الكثير لكل القائمين بالعمل في مفاصل الدولة الحساسة فتكون الهمم عالية في العمل والأفئدة تتطلع إلى الوطن بالإخلاص في العمل والسهر على النهوض بالدولة الأردنية إلى هام السحاب الإنساني وبهذا يتنافس المتنافسون، فالجميع يعمل وعين الملك تراقب وتميز الغث من السمين والمجتهد من المتاوني عن العمل الدؤوب.

معالي الدكتور عادل الشركس:
إن أركان البنك المركزي الأردني شاهدة على المسيرة المالية للدولة الأردنية منذ التأسيس إلى أن حطّت ركابك على عتبات البيت المالي الذي عصفت به العواصف الاقتصادية التي مرَّ بها الأردن من أزمات الجوار العربي وأزمة كورونا لا أعادها الله فكانت كل هذه الأزمات تشكل عبور العاصفة في عرض المحيط المالي العالمي فكنت وصحبك الذين سبقوك شراع سفينة الوطن الذي لا ينكسر وكان قائد الدفة الملك عبد الله الثاني الربان الماهر الخبير الذي يعرف من يختار من الرجال وكيف يدير الأمر الصعب في أكثر الظروف صعوبة وحساسية.

إني أعلم وأنت الأخ الكبير وأعرفك عن قُرب ومن النقطة صفر أنك كنت تعمل بصدق وبصمت مخلص وبعزيمة صادقة لا لأجل اللقب بل من أجل الوطن وقيادته، فكان العمل لديك رغبة وحبّاً وخبرة ودراية في السياسات المالية الداخلية والعربية والعالمية.

وليس أدق لمن أراد التدقيق رفع التصنيف الائتماني السيادي للأردن من طويل الأجل B1 إلى Ba3 مع نظرة مستقبلية مستقرة، مشيدة بالسياسات الإصلاحية الهيكلية الاستباقية التي حمت الأردن من تداعيات الأزمات الإقليمية.

وهذا الأمر إن دلَّ على شيء إنما يدلُّ على الكفاءة الأردنية على أعلى المستويات العربية والعالمية، وأن الأردن لديه الكثير من القيادات المالية والكبير من الجهد النقي التقي.

فسيدي جلالة الملك يعلم أن التكريم والترفيع يكون لأجل المزيد من العمل، فليس طلب المعالي يناله الغث من الرجال وإنما يناله الرجال أهل المعرفة والعمل والإخلاص، فليس كل الرجال لدى سيّدي فحول دولة وأبطال وطن.

معالي الأخ عادل شركس لك مني كل التمنيات الصادقة بأن يمتعك الله بالصحة والعافية الكفيلتين بإعطائك المزيد من الهمة والعزيمة في خدمة الوطن وقائد الوطن سيدي صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني أمدَّ الله بعمره ومتع سيدي صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله بالعزّ والفخار.