حرمتني ظروف شخصية من حضور مناسبة غالية، لا بدّ أنّها حملت عبق البلاد والعباد، فعبد الرؤوف الروابدة في بيت أحمد سلامة مناسبة لا يمكن إلاّ أن تكون مهمّة، وللرجلين عندي مكانات خاصّة!
القراءة والكتابة والفكر والسياسة والتاريخ تجمع بينهما، والطريف أنّني عرفتُ الروابدة من خلال والدي قبل سنوات من تعرّفي بسلامة، ولكنّ الثاني هو الذي قدّمني للأوّل بعدها بسنوات!
لم أحضر المناسبة الحميمة، ولكنّ حدسي يقول إنّ أبا عصام قال في بيت أبي رفعت، أمام جمع منتقى ما ينتجه عقله دوماً من جديد، ولعلّ غزّة ما قبل السابع وما بعده، كانت العنوان الأوّل، ولعلّ الأردن منذ الأزل إلى الأبد كان الإطار، وربّما، أقول ربّما، ذهب الحديث إلى غير ذلك!
على أطراف الدوار الأوّل في الجبل العمّاني الأثير، كان ذلك الملتقى، وللمكان دوماً دلالاته، وللزمان أكثر من معنى، فلسنا في منعطف طرق كما يُقال، ولكنّنا نعيش لحظات تاريخية يُراد لها أن تشهد اختفاء النصر، وهو تحصيل حاصل، ويُراد منها أن نعود إلى ما قبل السابع من الشهر العاشر الماضي!
ليس هناك من يمكنه أن يضع النقاط على الحروف أكثر من أبي عصام الروابدة، ولعلّ صاحب البيت وجمع الحضور من المفكرين والاعلاميين يحدثوننا عمّا قاله الرجل، ولعلّ للحديث بقية!