تمتلئ وسائل الإعلام العبرية بتصريحات منسوبة إلى مسؤولين كبار في الكيان الصهيوني يعلن من خلالها هؤلاء على اختلاف مستوياتهم فشل الدويلة العبرية في تحقيق أهدافها المعلنة من الحرب على قطاع غزة المستمرة منذ قرابة الثمانية أشهر أعقاب إنطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
هذه التصريحات الصادرة على لسان أكثر من مسؤول في الكيان الغاصب تعكس حالة التخبط و الإحباط التي تسود في الأوساط السياسية الحاكمة في تل أبيب نظرا لاخفاق جيشهم في القضاء على المقاومة الفلسطينية الباسلة المتجذرة في قطاع غزة و التي سطرت اروع الملاحم في استنزاف هذا الجيش و تحطيم اسطورته الخرافية في ظل عجزه عن استرداد الأسرى الصهاينة احياءً من قبضة رجال المقاومة.
المؤكد أن هنالك على أرض الواقع حقائق و معطيات تبرهن على قدرة المقاومة الفلسطينية على تكبيد العدو خسائر فادحة في المعدات و الأرواح على حدٍ سواء على نحو بات فيه مضطرا للاستعانة بالإدارة الأمريكية لتقديم خشبة خلاص و طوق نجاة له يخرجه من مستنقع غزة الموحل الذي غرق فيه على مدار ثلثي العام.
امتلاك المقاومة الفلسطينية زمام المبادرة على الأرض و امساكها بأوراق رابحة جدا في ميدان التفاوض مع العدو الغاشم جعلها أكثر قدرة على المناورة و جاءت مبادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة لوقف إطلاق النار و إنهاء النزاع في قطاع غزة على ثلاثة مراحل دليلا ضمنيا ءاخر على اعتراف البيت الأبيض بعلو كعب المقاومة الباسلة ليس في ميادين و ساحات المعارك و القتال فحسب بل أيضا في أروقة التفاوض و حسن إداراتها للمعركة الديبلوماسية و طول نفسها.
على ضوء ما تقدم يمكن القول إن التضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء شعبنا العربي الفلسطيني في قطاع غزة خاصة على مدار هذه المعركة المجيدة في تاريخ أمتنا المعاصر ستفتح افاقا واسعة لتحقيق نصر مؤزر لاحق عبر إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة مكتملة الملامح السيادية تكون غزة هاشم الأبية مفتاح و عنوان الحرية رغم انف حكام تل أبيب الذين سيضطرون إلى الإذعان في نهاية المطاف في ظل انكسار هيبة جيشهم و سطوته على يد المقاومين الاشاوس.