المقترح الخاص بصفقة التبادل ،الذي كان امس محور الاهتمام الاعلامي والسياسي والدبلوماسي ،على صعيد المنطقة والعالم،اسرائيلي بامتياز ،صاغه مجلس الحرب الاسرائيلي،واعلنه بايدن من البيت الابيض،بعد ان تسلمه من الجانب الاسرائيلي مسبقا.

اعلان بايدن للمقترح جاء لعدة اسباب،اولها حفظ ماء الوجه لاسرائيل،حتى لا يسجل على حكومة نتنياهو انها تفاوض المقاومة،وتقدم تنازلات ،وتراجعت عن اهداف عدوانها على القطاع بعد ان فشلت في تحقيقها عسكريا،والسبب الاخر،اذا رفضت المقاومة المقترح تكون رفضت خطة امريكية عرضت عليها وعلى حكومة الاحتلال ،ويتم تحميل المقاومة مسؤولية الرفض وافشال التوصل لاتفاق ،وتبرئة نتنياهو وزمرته من اقشال الجهود الخاصة بالتهدئة ووقف الحرب.

لكن المقاومة اعلنت انها ستتعامل بايجابية مع المقترح الذي اعلنه بايدن امس،ومرة ثانية بذكاء وحكمة الكبار،احرجت المقاومة نتنياهو وحشرته في الزاوية،وهو يتظاهر برفض المقترح الذي اعده هو وفريقه وسلموه لبايدن لاعلانه.

المقترح موجود امام حماس وامام نتنياهو،وفي حال موافقة المقاومة الصريحة على المقترح،قد يرقضه نتنياهو مرة اخرى.

بنود المقترح بحاجة الى توضيح وتثبيت وتأكيد اكثر،لقطع الطريق على اسرائيل وهي تسعى الى جعل كل كلمة وجملة وفقرة وبند ضمن المقترح،ملفا للمفاوضات والتفاوض ،في عملية تفاوضية قد تمتد حتى قيام الساعة،وتتوقف كل العملية عند المرحلة الثانية من المقترح لصفقة التبادل، وعدم الخروج منها الى المرحلة الثالثة نهائيا.

الجميع يدرك ويعلم ،ان جيش الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة،تهشم وتحطم وتهزأ وعلى وشك الانهيار،وهذا احد اهم اسباب التراجع والتنازل الاسرائيلي.

نتنياهو اليميني المتطرف ،العنصري الفاشي الايديولوجي التوراتي التلمودي الصهيوني ،الحالم بأسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل،يراهن على سياسة حافة الهاوية،والمغامرات غير المحسوبة وغير المدروسة ،ويحلم بتحقيق اهدافه،المعلنة وغير المعلنة.

لن يصدر قرار وقف الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة الا من البيتت الابيض،ولا يمكن ان يتوقف العدوان الاسرائيلي الا بقرار من الادارة الامريكية ،ومن الرئيس الامريكي جون بايدن شخصيا،ولا بد من الاشارة الى ان الرئيس بايدن واركان البيت الابيض جميعا، يتحملون مسؤولية مباشرة الى جانب القيادة السياسية والعسكرية في الكيان الغاصب، عن كل ما حصل ويحصل في قطاع غزة من قتل ودمار وخراب،ومن الضرورة بمكان، العمل على اصدار مذكرات اعتقال بحق بايدن وبلنكن واوستن وسوليفان، من الجنائية الدولية، بتهم الابادة الجماعية والاجرام في قطاع غزة، والعمل بكل جد ونشاط وجهد قانوني وقضائي، من اجل نزع صفة الدولة عن الكيان الغاصب لفلسطين، لان هذا الكيان لا يملك صفات ومواصفات ومقومات الدولة، فهو كيان مارق مجرم، مكون من عصابات ومجموعات قتل واجرام وارهاب ،لا يضبطها قانون ولا اخلاق ولا انسانية، لانها لا تمت للبشرية والادمية بصلة، وعصابات وميليشيات الكيان المسلحة، اصبحت عبارة عن وحوش بشرية مفترسة، تقتل وتحرق ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.