تخصص الأمن السيبراني: ضرورة أم تكديس؟
د. مؤيد عمر
01-06-2024 12:00 PM
في ظل العصر الرقمي المتسارع، يُعد تخصص الأمن السيبراني من أكثر التخصصات طلبًا وأهمية على مستوى العالم، بما في ذلك الأردن. تزايد الاعتماد على التكنولوجيا والإنترنت في مختلف القطاعات يزيد من الحاجة الملحة لحماية البيانات والشبكات من التهديدات السيبرانية.
تتجلى أهمية تخصص الأمن السيبراني في عدة جوانب حيوية. منها التحول الرقمي الذي تشهده المؤسسات الحكومية والخاصة في الأردن والذي يزيد من الحاجة لحماية المعلومات والأنظمة الرقمية. كما أن التهديدات السيبرانية المتزايدة، مثل الاختراقات والبرمجيات الخبيثة، تبرز الحاجة الملحة لوجود متخصصين في هذا المجال لمواجهة هذه التهديدات بفعالية.
لكن رغم الطلب المتزايد على هذا التخصص، يجب التنبه إلى ضرورة دراسة الأمن السيبراني بإعداد محددة وفقًا لحاجة السوق لان إشباع السوق بعدد كبير من الخريجين قد يؤدي إلى تحديات مثل البطالة أو انخفاض الرواتب بسبب فائض العرض.
يجب على الحكومات بالتعاون مع القطاع الخاص وضع خطط إستراتيجية لتحديد العدد المطلوب من المتخصصين في مجال الأمن السيبراني بما يتناسب مع حاجة السوق الحالية والمتوقعة لتحدد اعداد الطلبة الواجب قبولهم في هذا التخصص في الجامعات والمؤسسات التعليمية.
وينبغي على الجامعات والمؤسسات التعليمية تقديم نصائح وإرشادات مهنية للطلاب حول التخصصات التي تتوافق مع احتياجات السوق الحالية والمستقبلية.
ويجب على الطلاب تقييم اهتماماتهم وقدراتهم الشخصية قبل اختيار هذا التخصص خاصة وان تخصص الأمن السيبراني يحتاج إلى مهارات تحليلية وتقنية عالية، فضلاً عن قدرة على التفكير النقدي وحل المشكلات.