ايران وادارتها لحروب الظل والمناطق الرمادية
د. صالح المعايطة
31-05-2024 05:56 PM
بقلم اللواء الركن المتقاعد
1. لم نعد نتحدث عن الحروب التقليدية بأبعادها (البرية والبحرية والجوية ) بل اصبحنا نرى حروبا بمسميات جديدة كحروب الفضاء وحروب السايبر والحروب الرقمية ، وحروب الظل وحروب المناطق الرمادية، والعمليات عبر الافق وغيرها من الحروب الهجينة والحروب الإلكترونية، والحروب المركبة والمتداخلة .
2.من خلال المتابعة لما تقوم به إيران في هذه المرحلة في ظل عمليات الضغط والاستفزاز الغربي لها ..نجدها تقابل عمليات والضغط والاستفزاز ذلك باستراتيجيات متنوعة كالاحتواء والانكار والمماطلة وإستراتيجيات حروب الظل وحروب المناطق الرمادية من خلال مايلي :
ا. ممارسة واستغلال انشطة وأفعال تدريجية قابلة للانكار...!.
ب. إحاطة أهدافها بالضبابية والغموض الدبلوماسي المقصود وغير المقصود احيانا .
ج.جس نبض واختبار محدود ثم التراجع اذا ما واجهت ردا حازما وقويا .
د. التدخل في تشكيل الدولة والمجتمع من خلال الاحلال والابدال الديمغرافي كما في الحالة السورية واليمنية.
ه. استخدام الوكلاء والخلايا والاذرع النائمة مثل حزب الله اللبناني وحزب الله العراقي وجماعة الحوثي. والتمدد الشيعي في بعض الدول الأفريقية...من خلال التركيز على نصرة المستضعفين، ومساعدة الدول من خلال التقرب الثقافي والاجتماعي من أجل نشر الفكر الشيعي .
و. تحويل المليشيات زمن السلم إلى كيانات سياسية في بعض الدول / الحشد الشعبي في العراق ، وحزب الله في لبنان ، وجماعة الحوثي في اليمن...الخ .
ز. الاعتماد على الحروب والاستراتيحيات غير المتكافئة واستغلال بعض الصراعات الدائرة في المنطقة بما يخدم مصالحها ...
3.خيرا اقول ان إيران فشلت في كل حروبها الماضية وستفشل في حروبها القادمة .. لكنها نجحت في كل مفاوضاتها وحققت مزيد من المكتسبات والامتيازات..فايران لا تريد قنبلة نووية وإنما تريد مزيد من المكاسب والامتيازات ...
4.اعتقد ان إيران بعد الحرب على غزة تراجعت قدرتها في التأثير على دول محور الممانعة ،وتبين ان هناك فجوات كبيرة بين تنظيمات هذا المحور بدءا من حزب الله وحماس والحوثي والتنظيمات الأخرى المنتشرة في العراق وسوريا ،كما ان مصطلح وحدة الساحات بين حماس وحزب الله والحوثي لم تعد مؤثرة كما كانت في السابق ،ومن هنا لجأت إيران إلى حروب الظل وحروب المناطق الرمادية من أجل إيصال رسائل للغرب على أنها لازالت دولة اقليمية مؤثرة في كل كل ملفات الشرق الأوسط.