خبراء: الإقلاع عن التدخين الخيار الأمثل والمنتجات البديلة خطوة بالطريق الصحيح
30-05-2024 08:21 PM
** السويد تقترب من إعلانها كدولة خالية من الدخان بفضل استراتيجية "الحد من المخاطر"
عمون - يحتفل العالم في 31 أيار من كل عام، باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، والذي يهدف لرفع الوعي حول المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين، والمطالِبَة بضرورة فرض سياسات فعالة للحد من استهلاك التبغ على مستوى العالم.
ويتفق الأطباء حول العالم على أن الإقلاع عن التدخين هو الخيار الأفضل دائماً، بينما يرى فريق منهم أن استخدام منتجات التبغ البديلة مثل "السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن وغيرها"، قد يساعد على الإقلاع التام عن التدخين، معتبرين هذه المنتجات – بدائل قد تكون أفضل وفقاً للعديد من الدراسات العلمية - وتمثل خطوة هامة في سبيل الإقلاع، وتخفيض المخاطر الصحية الناتجة عن استهلاك السجائر التقليدية، خاصة مع غير الراغبين في الإقلاع، وبعد ثبوت أن دخان السجائر الناتج عن حرق التبغ، هو السبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين.
وفي هذا السياق، اعتبر المتخصص في أمراض القلب، ومدير جمعية الخبراء الطبيين لتعديل المخاطر، الدكتور، ألكسندر روزانوف، أن منتجات التبغ البديلة بمثابة فرصة جيدة لغير الراغبين في الإقلاع، مشيراً إلى أنه من المستحيل أن يُقلع جميع المدخنين دفعة واحدة وبشكل فوري، وبالتالي فلا بد من إتاحة الفرصة للتحول لمنتجات قد تكون أقل ضرراً كخطوة مؤقتة، لافتاً إلى أن هذه المنتجات تساعد على الإقلاع التام عن التدخين.
وفي ذات السياق، قال الأستاذ بجامعة كارولينا الجنوبية الطبية في الولايات المتحدة، الدكتور ماثيو كاربنتر: “قطعاً لا يجب أن تصل السجائر الإلكترونية إلى أيدي الأطفال، وعلينا فعل كل ما هو ممكن لضمان عدم حدوث ذلك. ولكن بعض البالغين الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين، أو أولئك الذين لا يرغبون بالإقلاع ويبحثون عن خيارات أفضل، يحتاجون لمساعدة هذه المنتجات البديلة، ولا يجب حرمانهم من هذا الخيار، وعلى الحكومات أن تدعم ذلك.”
ويبدو أن هذه الآراء التي تدعم استخدام منتجات التبغ البديلة لمواجهة خطر التدخين التقليدي ومخاطره الصحية، قد آتت ثمارها في بعض دول العالم، ومنها السويد، واليابان، والمملكة المتحدة، وغيرها. في السويد، أسفرت استراتيجية "الحد من الضرر" باستخدام منتجات التبغ البديلة، عن تراجع أعداد الوفيات المرتبطة بمخاطر التبغ بنسبة 44%، مقارنة بباقي دول الاتحاد الأوربي، كما انخفض معدل الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 41%، وكذلك تراجعت أعداد الوفيات المنسوبة لأنواع السرطان المختلفة بنسبة 38%.
وكانت الحكومة السويدية قد أعلنت نجاحها في تحقيق نتائج إيجابية في مواجهة ظاهرة التدخين، وأنها باتت على أعتاب إعلانها كدولة خالية من الدخان رسمياً؛ وذلك بفضل اعتمادها على هذا النهج، الذي استندت فيه على توفير المنتجات البديلة الخالية من الدخان بأنواعها المختلفة، والتي تساعد على الإقلاع، بجانب كونها أقل خطورة وضرراً، وفقا للعديد من الدراسات العلمية.
ومن جانبه أكد مؤسس مبادرة "السويد خالية من الدخان"، والمستشار الطبي السابق لثلاثة من مديري منظمة الصحة العالمية، الدكتور ديلون هيومان، أن منتجات التبغ البديلة تمثل نهجاً علمياً للحد من مخاطر التدخين التقليدي، كما تدفع المدخنين نحو الإقلاع التام.
وشدد الدكتور ديلون هيومان، في تصريحات صحفية سابقة على ضرورة توفير المعلومات الصحيحة والعلمية حول منتجات التبغ البديلة، والسماح بتداولها بأسعار مقبولة، لمنح المدخنين فرصة حقيقة للاختيار، وحمايتهم من خطر السجائر التقليدية.
وأردف ديلون هيومان قائلاً: "السماح بتوفير بدائل قد تكون أفضل عن التبغ في السويد، مثل منتجات تبغ المضغ، وأكياس النيكوتين الحديثة، والسجائر الإلكترونية، ومنتجات التبغ المسخن، وبأسعار مقبولة، كان له أثر كبير في تحسين مستوى الصحة العامة وتحقيق نتائج إيجابية وسريعة؛ حيث عزز من قدرات الحكومة السويدية للقضاء التام على التدخين، والاقتراب من إعلانها دولة خالية من الدخان."
هذا وطالب ديلون هيومان بضرورة تعميم النهج السويدي في مكافحة التدخين في كافة دول العالم.