انتخابات الاطباء .. درس قاس للاسلاميين
نبيل غيشان
17-04-2011 04:00 AM
عادت القائمة الخضراء (تجمع القوميين واليساريين) الى تحقيق فوز ساحق في انتخابات نقابة الاطباء بعد فوز نقيبها وعشرة من مرشحيها على منافسيهم في القائمتين البيضاء (الاسلاميين) وقائمة المستقلين (جزء من البيضاء).
ولم يأت صدفة اختراق المرشح د. باسم الكسواني ل"كبوت الخضراء" لانه عضو مجلس منذ عدة دورات وهو نقابي فاعل داخل النقابة وعموم النقابات المهنية وفوزه جاء بالدرجة الاولى لشخصه وليس هناك تأثير لكتلته لانه الوحيد الذي فاز من القائمة البيضاء.
انتخابات الاطباء انتهت والمهم الدرس المستفاد منها, فهل سيتعلم الاسلاميون من النتيجة التي منيوا بها, وهل تغير جماعة الاخوان المسلمين من نهجها وطبيعة تحالفاتها في النقابات المهنية? بعد ان اكتشفت انها في تراجع دائم ادى الى خروج الاسلاميين من اغلبها (اطباء, محامين, صيادلة) وبقاء قوتهم الرئيسية في نقابة المهندسين كحصن قوي ما زالت محاولات اختراقه تبوء بالفشل.
من كان يعتقد ان القائمة البيضاء لن تفوز الا بمقعد واحد? رغم حضور اللون الابيض الطاغي في المجلس السابق وتربعه على اغلبية رغم خروج منصب النقيب من ايديهم, حتى قوى اليسار والقوميين لم يكونوا يتوقعون هذه النتيجة الكاسحة لانهم كانوا يعتقدون ان فوزهم بالاغلبية ليس مضمونا.
وبمراجعة بسيطة للارقام التي حصل عليها المرشحون الثلاثة لمنصب النقيب نجد ان الدكتور احمد العرموطي فاز بمنصب النقيب باغلبية 2221 صوتا وهو رقم قياسي ويزيد 800 صوت عن مجموع ما حصل عليه المرشحون لمركز النقيب من القائمتين المنافستين, والغريب ان القائمة (البيضاء) جاءت في مؤخرة نتائج صناديق الاقتراع بحصولها على 549 صوتا وهي حالة تراجع غير مسبوقة.
لا شك ان الاجواء السياسية السائدة في المنطقة والاردن قد صنعت التغيير في نقابة الاطباء وخلقت تحالفات ورؤى جديدة كان جيل الشباب هم من صنعوه, هذا الجيل الذي تحرر من الخوف ومن الاساليب التقليدية وقوالبها الجاهزة غير القابلة للتبديل او التعديل, اضافة الى دور ثورة المعرفة التي فتحت آفاقا جديدة امام الشعوب.
المشكلة الاساسية لدى جماعة الاخوان المسلمين انها لا تريد نقل تحالفاتها السياسية مع احزاب المعارضة وتجربة اللجنة العليا لاحزاب المعارضة الى تحالفات حقيقية برامجية تنعكس على انتخابات النقابات والبلديات ومجلس النواب.
فلم يعد مقبولا ان تبقى الحركة الاسلامية تتحالف مع احزاب المعارضة في الشارع وفي البيانات وتتقاطع معها في المطالبة بالاصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد والمطالبة باطلاق الحريات العامة والتعديلات الدستورية لكنها تحجم عن التحالف(مع حلفائها) في الانتخابات النقابية, انه وضع لن يستمر وهو بحاجة الى اعادة دراسة, فالادوار تبنى بالاقناع لا بالاخضاع.0
nghishano@yahoo.com
(العرب اليوم)