facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل علينا مشاهدتها


خولة كامل الكردي
30-05-2024 09:55 AM

لا يخلو يوم للأسف إلا وتعج الأخبار بالمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أهلنا بغزة وآخرها مجزرة رفح مخيم السلام وتلته مجازر أخرى في تل السلطان وغيرها، ترى جثث الأطفال تحرق القلب حرقاً، لا تستطيع أن تشيج بوجهك بعيداً عن تلك المشاهد المؤلمة، نهمس في أعماقنا يجب النظر إليها والتحديق بتلك الملامح التي ذبلت وصارت صامتة ساكنة يلفها الهدوء وكفن أبيض مكتوب عليه اسم الشهيد أو الشهيدة، رحلوا عن هذه الدنيا إلى رب كريم يشملهم برعايته وحفظه من هذا العالم الظالم.

الانتقال من الأخبار إلى قناة أخرى أو حتى إغلاق التلفاز أو الجوال، تشعرنا بالذنب تجاه تلك الدماء التي سالت وارتوت الأرض بها، تدفعنا أن نقمع غضبنا صراخنا قهرنا، كم مرة عاهدنا أنفسنا أن لا نشاهد مناظر الموت، ننكث العهد ونشاهدها مجدداً، ليس حباً في الموت ولكن تشبثاً بالحقيقة، بالواقع الذي نعيشه كل يوم مع آلام وآهات وأوجاع غزة، غزة التي لم تعد تفارقنا أبداً، أيقظتنا غزة رغماً عنا على واقع مرير تعيشه أمتنا العربية والإسلامية، أشعلت مأساة غزة ثورة الإنسانية فينا، ألهمت أحاسيسنا معنى الصبر وما فوق الصبر، أرجعت إلينا مشاعر الحب والانتماء لكل شيء، ما برحت تدق ضمائرنا، لدرجة أننا خلنا أننا سنفقد قيمنا في هذه الحياة. غزة أعطتنا كل قيمة كادت تذوب وتذوي في زحام اللهاث خلف لقمة العيش ومشاغل الحياة، ربما علينا واجب شكرها لأنها أعادتنا إلى حوض الشعور بالآخرين.

" أجبر نفسي كل يوم على مشاهدة مناظر القتل في غزة رغم صعوبتها إكراماً لهم وحتى أبقى على غضبي وبحثي عن العدالة" كلمات كتبها الممثل الأمريكي جون كيوزاك، أتصور أنه قدم الجواب المقنع، لا بأس يا إنسان شاهد تألم اذرف الدموع، لعل الدماء والدموع تبقي ضمائرنا حية يقظة، تستشعر الإنسانية في كل مكان، تملأ ذاكرتنا بشريط متسلسل من أحداث حرب قذرة، لم تعر أي اهتمام للأرواح البشرية، وضربت بعرض الحائط أي معنى للإنسانية والشفقة، قتلوا وولغوا في القتل وكأنهم سفكوا دماء البشر كلهم، أُتخمت الأرض بالأبرياء وأضحت غزة عنواناً لمقبرة أطفال كبيرة، ليطوى يوم ويطل آخر بجرم جديد وتضحية لا تضاهيها كلمات القواميس قاطبة سوى قصة إنسان عشق وطنه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :