سيظل مواطننا عرضة لموجات عالية عاتية، من الهجمات الإعلامية المعادية، التي تتوفر على متطلبات القدرة على التغيير والنفاذ والتأثير.
لقد بنت الدول مؤسسات إعلامية تتوفر على قوة تأثير مفرطة، أسهم الإنفاق المفرط عليها، في جعلها على ما هي عليه من تأثير، وقناة الجزيرة هي نموذج على ما نعنيه.
الحركة الصهيونية، هي أول من فهم، ان تأثير الإعلام ساحق ونافذ كالرمح، وان قوة الإعلام هي في أمية أقوى الجيوش وهي في أعلى حالات الجاهزية، بدأ اهتمامها بالصحافة والإعلام قبل نحو 100 سنة، عندما كان عالمنا العربي ما يزال غارقاً في الجهالة العثمانية !!
وتماهت الصهيونية مع احدث صيحات الإعلام، فأنشأت الوحدة 8200 موساد، كمنصة لاطلاق وترويج الإشاعات ضد أمتنا.
ودعوني أكرر روايةً، تمثل درساً عميقاً في الإعلام، وفي فهم وتقدير دوره.
جاء إلى بغداد الصحافي وليد أبو ظهر صاحب مجلة «الوطن العربي» التي كانت تصدر من باريس، من اجل أن يقبض المخصصات نصف السنوية المقدرة بنصف مليون دولار.
استقبله وزير الإعلام الجديد ورتب له حفل غداء مهيباً حضره كبار قادة الحزب والحكومة والمخابرات والإعلام.
عاد «الأستاذ» إلى باريس وشنطته محشوة بكلمات الشكر على موقف المجلة القومي !.
صدر عدد المجلة، وصدر عدد آخر، وليس فيهما أية إشارة او إشادة بالعراق. قدّر الرئيس صدام حسين أن خطأ جسيماً قد وقع، ولما استخبر، وجده.
استدعى صدام وزيرَ الإعلام وسأله: كم تساوي أفضلُ دباباتنا الروسية 72-T ؟
رد الوزير: عشرةَ ملايين دولار تقريباً.
قال الرئيس: إنّ تدمير أي دبابة يستغرق 60 ثانية، أما تدمير المجلة، وهي أبلغ تأثيراً وأقل كلفة، لا يكون بهذه السرعة والبساطة.
أدرك كيان الاحتلال الإسرائيلي خطورة وأهمية ودور الكُتاب والصحافيين في المواجهة، فدبر اغتيال الكاتب والصحفي الفلسطيني غسان كنفاني. واغتيال الفنان الفلسطيني ناجي العلي واغتيال ماجد أبو شرار وكمال ناصر وشيرين ابو عاقلة.
ولم تقصّر الأنظمة السياسية العربية الثورية، فاغتالت عددأ كبيراً من الصحفيين منهم ميشيل النمري وسليم اللوزي - على مقالة «العقدة والعقيد».
الدستور