غزةُ تنزف غزة تذرف غزة تبكي غزة وشعبها يباد، إخواننا في التركيب والتكوين والنسيج والدين يذوقون صنوف الظلم والسخط والعذاب، وكلنا يعتصر آلم وهذا حال السواد الاعظم من الشعب الأردني، الذي لا ينس رابطة الدم ووحدة النسيج والجبلة فمن سكن الاردن منذ ازل التاريخ تجرع النخوة والمرؤة والصفات الحميدة النبيلة فهي أرض الأنبياء وفيها أعظم الغزوات غزوة مؤتة وفيها اضرحة الكثير من الصحابة، فلم ولن تُخطأ الاردن بمكوناتها الديموغرافية قِبلتها نحو عدوها في الأرض المباركة منذ الأزل إلى اليوم بوصلتنا مسجدنا الأقصى وعدونا من يحاول تدنيسه ويقتّل أبناء جلدتنا.
فالاردن ومع استمرار هذا العدوان الغاشم على إخوتنا في غزة ووصوله لقرابة ال٢٥٠ يوما من الظلم والقتل لإخواننا لم ينس ولم يعتد ذلك ولكن كلنا يحاول ان يعمل على قدرته واستطاعته في سبيل نصرة المستضعفين ورفع الظلم عنهم، فتجد أطياف الشعب كافة تبارك بكل مجهود دبلوماسي ولوجستي مبذول وتشد على الأيادي لمضاعفة المجهودات فنملك الكثير لنقدمه لنصرتهم فما قدمناه غيض من فيض، ولكن تخرج بعض القرارات التي تضع أبناء شعبنا في حيرة من أمرهم من محاولة نسف الجهود الشعبية والقيادية لنصرة اهل غزة، ومن هذه القرارات الاخبار التي تتداول موضوع مهرجان جرش ؟!، فالكثير من الاستفهام على ذلك، كيف بنا ان نحتضن هذا المهرجان بفعالياته الغنائية لمدة شهر وهنالك إخوة لنا يذوقون اصنافا من الموت؟!!، كيف بنا ان نفسح مجال للعبث بتاريخ الاردن وآثاره العطرة التي إحتضنت غزوات وبطولات في سالف الأزمان، ليقال ان هذه المدرجات التي كانت موطن للغزو والفتوحات احتضنت الغناء في وقت عدوان يمس أرض إخوتنا في غزة؟!، أليست هذه المهرجانات تنسف جهود شعب وقيادة خاضت غمار الدبلوماسية الدولية خلال هذا العدوان لرفع الظلم عن إخواننا ؟!.
كل هذه التساؤلات تتراود في عقول أبناء الاردن فتصيبها بالدوار من وقع العار الذي سيلحق بنا حيال ذلك. فلذلك لا لمهرجان جرش ولا للغناء والمجون في حضرة العدوان على إخوتنا، فاللهم بارك بخطوات اردننا لنصرة المقدسات ونصرة المستضعفين بسواعد اهل الرباط في اردن الرباط .