جامعة إربد الأهلية تحتفل بعيد الاستقلال 78 وباليوبيل الفضي
29-05-2024 01:45 PM
عمون - رعى الأستاذ الدكتور ماجد أبو زريق رئيس جامعة إربد الأهلية، حفلًا أقامته عمادة شؤون الطلبة في الجامعة بمناسبة عيد الاستقلال 78، وباليوبيل الفضي بمشاركة النائب عمر العياصرة، والأستاذ الدكتور فرح الزوايدة عميد شؤون الطلبة، وبحضور عمداء الكليات، وجمع كبير من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية وطلبة الجامعة، في مدرج الكندي.
والقى الأستاذ الدكتور ماجد أبو زريق راعي الحفل كلمة بهذه المناسبة، قال فيها بعد ترحيبه بالحضور: بهذه المناسبة الوطنية الأردنية التي تَمتدُ في مساحة محدودة من الزمن تَختزن في مضمونها كل معاني التقدير والعرفان والوفاء لأصحابها وتحمل دلالات تمتدُ إلى عمق تاريخ الأردن الذي تُجسدُ ملامحهُ ورموزه فكرة محورية هي أن خلود الإنسان يتم عبر أعماله وانجازاته التي تتعامل مع انجازات الآخرين عبر سلسلة عطاء موجه لخدمة الوطن والإنسان.
وأضاف، وبهذه المناسبة الوطنية نستعرض معالم المسار للملك عبدالله الثاني ابن الحسين، مَن يجري الخير على يديه هو إنسان مميز وعظيم، والشعب الذي تُعلى فيه قيمُ الخير والوفاء يمتلكُ أسبابُ النهوض والتقدم، إنها مسيرةٌ مضيئةٌ في المملكة الأردنية الهاشمية تم فيها تشكيل رؤى وأفكار وتطلعات وعمل متواصل لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، فكان وما زال الملك في بنيته وتوجهه دستورًا ومرجعية كاشفة في سياسة الأردن الداخلية والخارجية، لأن تلك التطلعات وسير العمل انبثقت من معطيات حضارية وتاريخية تهدف إلى خلق حالة الوعي الاجتماعي متحركة ومتجددة، تشمل الفرد ونظم المجتمع المختلفة، كما تنتظم وفق أبعاد السياسة الداخلية والخارجية والتي تهدف إلى إثراء المجتمع وإثارته نحو التقدم وتحقيق الذات، والتفاعل مع الآخر بمنظومة من المبادئ قادرة على تعزيز قيم المحبة والسلام والتعاون بين الشعوب كافة.
وقال: إن تلك الرؤى والأعمال التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين تتمثل أولًا في الخطاب الحضاري، وثانيًا بالعمل الذي تجسد في وحدة مترابطة من حيث العناصر والانسجام، وذلك لأن هذا العمل وهذا الخطاب موجهه للبعد الوطني، أي الشعب الأردني، وإن من يقرأ تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية المعاصر يَشهد التكامل بين الموقف المبدئي والإنساني في إطاره السياسي العام، وفي إطاره المتمثل في استراتيجيات العمل الاجتماعي والإنساني، وفي برامج التطوير والبناء المجتمعي والقيمي والتعليمي، واهتمام ببرامج تطوير البنية الاقتصادية الأردنية، والدفاع عن الحقوق الإنسانية وتثبيت لمقومات ذلك في العيش الكريم، واهتمام استثنائي بالتراث والآثار والعراقة، وتركيز علمي على تحقيق أعلى مستويات التطوير والتحديث في البنى والمؤسسات الاجتماعية والعلمية، وتمسك بالهوية العربية، وانفتاح على شعوب العالم وثقافاتها، واعتزاز بالخصوصية التي ترتقي إلى مستوى العالمية في إنسانيتها وشفافيتها، إنه التكامل والتوازن الذي لا يَفصل بين المواقف العامة والخاصة وبين السياسات الخارجية والداخلية، بين خير الشعوب وخير الوطن، بين العمل في خطوطه العريضة وأطره العامة، وبين الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة لمسيرة العمل والارتقاء به، وهكذا حَمل جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، أمانة الريادة الحضارية في المملكة الأردنية الهاشمية البلد العريق الممتد في جذوره إلى عمق التاريخ، والمرتفع إلى أعالي القمم، يَشعر كل فرد باعتزاز الانتماء إلى وطن يتشرف بمواقفه الوطنية، ويدرك في الوقت ذاته أنه موقع رعاية واهتمام خاص به كإنسان له حقوقه، وكفرد في مؤسسة اجتماعية لها حقوقها وأدوارها، ورؤية علمية يتم تجسيدها وتبنيها بخطوات ثابتة نحو الغد المشرق وعمل دؤوب يوجهه الإخلاص والوفاء لملك قائد عَرف كيف يُنهض الهمم ويشحذ القوى.
وركز خلال حديثه على محورية ومكانة الدولة الأردنية، في كافة الصعد التي تواجه الأمة العربية، وعلى البناء الأردني لمنظومة الحياة بجوانبها كافة السياسية، والاقصادية، والثقافية، والصحية، والعسكرية، والتعليمة، والاجتماعية، والحضارية، و... التي أرساها الهاشميون منذ دخول الأمير عبدالله الأول، ووصولاً للاستقلال، والانجازات التي تمت لما بعد الاستقلال، وللآن، ولأهمية الأردن وتميزه في التعليم العالي في المنطقة قاطبة، وحث الشباب على النهوض وبناء لبنات الوطن، بالجد والمثابرة في الوصول لأعلى الدرجات العلمية، لأن هذا ما يبني المجتمعات والأوطان.
واختتم كلمته بهذه المناسبة بالتهنئة لقائد وسيد الوطن حامي حماه حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وللأسرة الهاشمية، ولشعبنا الأردني، والأمة العربية، بأن تعود هذه المناسبة وهم جميعًا بألف خير.
وتناول النائب عمر العياصرة خلال الحفل الحديث عن اليوبيل الفضي لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، الجهود الإصلاحية والرؤية الخارجية التي تتبناها المملكة الأردنية تحت قيادة جلالة الملك، وأثنى على مبادرة الإصلاح الشامل التي أطلقها جلالة الملك، مشيرًا إلى أنها أسهمت في تحقيق تقدم كبير في الأردن على الصعيدين السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وأشار إلى اهتمام جلالة الملك بتوجيه الشباب الأردني نحو تحقيق التغيير والتطور نحو الافضل، وأكد على أهمية دور الشباب في مسيرة التنمية والبناء في المملكة، مشيرًا إلى توجيهات الملك لهم للمساهمة بفاعلية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأكد على أهمية الوصاية للمقدسات الإسلامية والمسيحية، وعلى دور المملكة الأردنية الهاشمية في الحفاظ على هذه المقدسات وتعزيز الحوار الحضاري والديني في المنطقة والعالم.
وأشار إلى أن الأردن قد قدم الكثير، وهو بلد قادر على الخروج من كافة العواصف والأزمات المختلفة المحيطة منذ تشكيل الإمارة الأردنية وللآن، وذلك يعود للحنكة السياسية والرؤية الثاقبة للهاشميين في إدارة الساحة الداخلية والخارجية، ولاستيعاب المواطن الأردني لما يجري في محيطه الجغرافي، وهذا ما عزز من مفهوم الهوية الوطنية الأردنية، وقبول الآخرين بكرم وطيبة في الجسم الأردني خلال تلك الأزمات.
والقى الأستاذ الدكتور فرح الزوايدة كلمة قال فيها: إنه ليوم عظيم أن أقف فيه معكم لنحتفل بالذكرى الثامنة والسبعين لاستقلال أُردننا الغالي، ما أعظمه من حدث، وما أجملها من مناسبة، إذ يلتقي فيها عَبق التاريخ بروائع الحاضر، فالاستقلال رَمز كرامة الشعوب وعنوان مجدها وحريتها، هذا الانجاز الوطني الذي نَعتز ونفتخر به يأتي هذا العام تزامنًا مع احتفالات المملكة باليوبيل الفضي ليوم الوفاء والبيعة، إذ يمثل لحظة فارقة في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية بمرور 25 عامًا على تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية، متابعًا مسيرة البناء والتطوير التي بدأها المغفور له بإذن الله، جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، وخلال الربع قرن شهدت المملكة تَحولات جذرية على جميع الأصعدة، سياسيًا، اقتصاديًا، اجتماعيًا، وثقافيًا، محققةً إنجازات ملموسة تعكس رؤية الملك الشاملة لتنمية شاملة ومستدامة.
وأضاف، لقد أصبح الأردن في عهد جلالة الملك عبداللة الثاني ابن الحسين المعظم أنموذجا من العمل الجاد نحو حل الكثير من القضايا التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية، بالإضافة إلى العمل الدؤوب لتطوير الحياة السياسية والاقتصادية والتنموية للمواطنين، وكذلك بناء المؤسسة العسكرية والأمنية على قدر من المهنية والاحتراف العالي على مستوى العالم، كما عمل جلالته على تجسيد الديمقراطية وحقوق الإنسان، والحرية والأمن والأمان والتحرر من الاستعمار وصولاً الى يوم الفخر والعزة عيد الاستقلال الوطني.
وقال: لقد حرص جلالتة على تعزيز قيم الاستقلال وترسيخ معانية من خلال استراتيجية وطنية تنموية شاملة ركزت على استثمار الطاقات والكفاءات الأردنية، لكي يصبح الإنسان الأردني سفير البناء والتميز والعطاء، وكما قال جلالة الملك "بالصبر والعزيمة ، صنع الآباء والأجداد استقلال الأردن الغالي، وحماه جيشه العربي المصطفوي، وسيظل استقلالنا باذن الله رمزًا لعزة ومنعة وطن لم يألو جهدًا في الدفاع عن قضايا أمته العادلة على مدى مائة عام من تاريخه المجيد".
واختتم كلمته، بقوله: فطوبى لنا العيش في محراب هذا الوطن، وحمى الله قائد الوطن وحامي العرين، وكل عام والوطن وقائد الوطن والاسرة الاردنية وقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية بألف خير.
والقى الدكتور فايز العتوم/ نائب عميد شؤون الطلبة، مُقدم الحفل، كلمة قال فيها: يُشكل عيد الاستقلال للمملكة الأردنية الهاشمية حدثًا وطنيًا غزير الدلالات في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية الحديث والمعاصر، فقد كان هذا العيد مناسبة لتجديد العهد بين العرش والشعب على الاستمرار في بناء المملكة وعزتها، وعليه يُعتبر يوم 25 من الشهر الخامس من كل عام، يومًا مشهودًا في تاريخ المملكة المعاصر، والاحتفال بذكرى الاستقلال، لا ينحصر مغزاه فقط في تجسيد الولاء الدائم للقيادة الأردنية المجيدة، بل إنه يؤكد أيضًا، وبصورة متجددة، رسوخ البيعة المتبادلة بين الملك والشعب، للمضي بالمملكة في طريق التقدم والازدهار، والتنمية والاستقرار، كما يجسد الوفاء لثوابت الأمة ومقدساتها.
وتخلل الحفل تقديم عرض حول استقلال المملكة، وعن انجازات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وتقديم عدة فقرات شعرية للطلبة: محمد الرواجبة، ومعاذ الشرفات، وراما الحتاملة، ولعدد من الوصلات الغنائية والدبكات الفلكلورية الشعبية لفرقة الجامعة، والتي ألهبت الحس والحماس الوطني عند الحضور.
وفي بداية اللقاء عزف السلام الملكي، ورتل الطالب عبد الرحمن مبروك عدد من آيات الذكر الحكيم، وبنهاية الحفل قام الأستاذ الدكتور ماجد أبو زريق رئيس الجامعة بتقديم درع الجامعة التذكاري للنائب عمر العياصرة.
ويشار إلى أن ساحات الجامعة قد صدحت بالأغاني والألحان الموسيقية الوطنية، والتي تغنت بالقائد والوطن، وبالاستقلال واليوبيل، من فرقة الجامعة بقيادة الفنان محمد السقار/ عمادة شؤون الطلبة، والتي ألهبت الحس والحماس الوطني وتفاعل معها الطلبة من مختلف كليات الجامعة.